تعجز الكلمات أن تصفه، ولكن إذا سألت كل من يعمل فى عالم الاقتصاد والأعمال عن من هو الرجل الخلوق البشوش الدؤوب المثابر البسيط الذى تستمتع بتحليلاته العميقة وتثق فى وجهة نظره الثاقبة الذى لا يعرف الغضب، اقتصادى بدرجة عالم رجل لا يحمل شهادة الدكتوراه ولكن علمه الغزير يفوق كل الدرجات العلمية، لدرجة جعلت الجامعات تأتى به محكماً لمنح عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه رغم أنه لا يحملها، لم يكن أبدا يبخل على أصغر طالب فى اى جامعة او اقل عامل فى أى مكان به على نصحه وإفادته وتلبية طلبه قدر الإمكان، تجده دائما يسابق الزمن فى كل شىء ويومه هو عبارة عن مجموعة من الإنجازات التى لا يستطيع احد إثنائه عن تحقيقها حتى وإن كان المرض، دائما لا يعرف سوى العمل بتفان ولا يقابل أية إساءة أو مشكلة إلا بالحب والعطاء، فى عز مرضه الأخير فى بداية دخوله المستشفى ليس فقط ليطمئنى عليه ولكن ليؤكد موعد مناقشة رسالة ماجستير معى ويطلب منى أن أطمئن الباحث رغم أنه لا يعرفه، ولكنه كان حريصاً على مصلحته كعادته.
إذا سألت أى شخص من كلية التجارة الخارجية التى كان يفتخر بها دائما انها بيته ولا يتأخر عنها فى أى طلب سيقول لك على الفور إن هذه الصفات لا تجتمع لرجل واحد من بين كل خريجها إلا هو، وإذا سألت المصريين جميعا عن رجلاً بهذه الصفات ربما لن يقولوا الاسم ولكنهم سيقولون إنه (ابن موت)، رحل صديقى الحبيب ابن ال 43 عاماً وهو يترك رصيدا من حب الناس يتجاوز به الزمان والمكان ليبقى اسمه علماً يدل على كل تلك الصفات إنه أخى الغالى (محسن عادل) الذى سيبقى رمزاً نعلمه للأجيال القادمة فى الوطنية والتفانى والعلم ودماسة الخلق، رحل محسن عادل ولكن سيرته ستبقى خالدة بيننا.
د عمرو سليمان
أستاذ الاقتصاد ومدير برامج الدراسات العليا المهنية MBA & DBA بجامعة حلوان