لا أعرف كيف أنشر رأياً اقتصادياً أو مداخلة أو نقداً اقتصادياً دون أن آنس وجهه الباسم الذى يظهر لدى التعقيب المهذب على ما أكتب. لم أفكر أبداً فى ذلك الفراغ الموحش الذى سوف يتركه بعدما تعجّل الرحيل ولمّا يتم عقده الأربعين إلا بشهور!
لا أملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره الذى عجّل بوصوله نهاية الرحلة قبل إخوانه وأصدقائه ورفاق الدرب.
رحل الصديق الأستاذ محسن عادل الذى كان يستقبلنى بتواضع جم ويصفنى بأستاذه أمام الناس وعلى شاشات الفضائيات ولم يكن لى سابقة فضل عليه، بل ولم تكن تجمعنا قبلها معرفة تبرر هذا الوصف، لكنها دماثة الخلق وصفاء القلب اللذان لازماه طوال سنى عمره الأربعين.
كنا نراجع مشروع قانون الاستثمار فلا نبرح عليه عاكفين حتى نرتد بفيض من الملاحظات لا يستريح الا عند فراغه من نصيبه منها..ولم يكن يتحدث فى أى ندوة عن دوره فى هذا القانون الا بعد الإشارة والإشادة بساهمتى المتواضعة.
رحل قبل أن نودّعه بما يستحق من عبارات الثناء المستحق التى غصّت بها مواقع التواصل الاجتماعى منذ أن اشتد عليه المرض..شرقت بالدموع أفئدة محبيك يا طيب القلب وافتقدك التحليل والاقتصاد والتشريع الاقتصادى وكل ما كان لك فيه من بصمات مخلصة..عزاؤنا أن استراحة المحارب التى حصلت عليها مؤخراً أتاحت لك بعض الوقت مع أسرتك المحبة التى نرسل لها خالص العزاء..إنا لله وإنا اليه راجعون..
بقلم – د/مدحت نافع؛ رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية