عرفته فى الربع الأخير من عام 2014 وكنت حينها مستشاراً لوزير الاستثمار وكان فى ذلك فى إحدى الاجتماعات لمجتمع سوق المال وتحديداً البورصة المصرية مع عدد من ممثلى الشركات.. ومن هنا بدأت الحكاية.. تبادلنا أرقام الهواتف كالعادة ومن وقتها تواصلت الإتصالات بشأن ما يرسله من مذكرات ومطالبات وتعليقات تتعلق بسوق المال وجمعية الأوراق المالية والتمويل كجهة ممثلة للعاملين فى سوق المال هدفها تمثيل هذا المجتمع والدفاع عن وإصلاح أحوال سوق المال.. كان دائماً بشوشاً واجتماعياً ولديه قدرة جيدة جداً على المتابعة ودؤوباً للدفاع عن مصالح تلك الجمعية.. وتصاحبنا نتيجة تلك المتابعات التى كانت للصالح العام وليس لمصالح شخصية.
كثرت لقاءاتنا فى مؤتمرات واجتماعات كثيرة بعدها.. ولاسيما بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى مارس 2015 الذى كنت فيه مسئولاً عن جميع المشروعات المقدمة فى المؤتمر كمنسق عام له.. إلى جانب عملى الفنى.. ثم تركت منصبى فى وزارة الاستثمار ..ومن ثم التحاقى بالعمل فى إحدى الشركات العالمية فى يونيو 2015..
المهم.. تقاربنا بعدها أكثر إنسانياً قبل العمل، وعندما ترك منصبه فى إحدى شركات السمسرة حينها عمل مستشاراً لوزيرة الاستثمار حينها فى مارس 2017 ليكون عوناً لها لشئون سوق المال لخبرته الطويلة فى هذا المجال، ومن ثم تولى نائباً لرئيس البورصة.. ثم قائماً بأعمال المدير التنفيذى لهيئة الاستثمار لمدة عام.. ليتركها فى نهاية يوليو 2019.
أزعم أنه حاول كثيراً إرضاء الجميع ومساعدة من طلب منه المساعدة فى ضوء ما أتيح له من إمكانيات، وأنه تحامل على صحته كثيراً من أجل العمل وكان هذا مجال الشد والجذب بينه وبينى فى ضوء الوعكات الصحية وهو فى ريعان شبابه، لكنه كان عنيداً أمام ذلك ويرى فى إهلاك نفسه بالعمل سعادة ومتنفساً له بعيداً عن التفكير فى مشاكله الصحية.. كان يرغب فى تحقيق نجاحات فى سن صغيرة.. عاندته الظروف من قبل مرؤوسيه أحياناً وصحته أحياناً أخرى، ومامرت به أحوال الاقتصاد كذلك.. دون أن يفقد إنسانيته.. وكنا دائم الحديث والأسرار التى ستبقى أسراراً بيننا بحلوها ومرها.. والمناوشات التى كانت بيننا.. رحمة الله عليه.. وصبر أهله ومحبيه وأعانهم.
مات محسن ورحل عن دنيانا نتيجة المرض اللعين كورونا الذى أرهق جسده خلال أيام معدودة بعد إجازة العيد وكانت روحه المتفائلة وتقديرنا له تدفعنا للدعاء له ولأسرته حتى ينهض من تلك العثرة اللعينة، حيث اعتدنا منه ذلك، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى، كان نافذاً ورحيماً به مساء يوم 10 يونيو 2020.
وهكذا انتهت الحكاية التى تحتوى على تفاصيل كثيرة لا تسعها مقالة.. حكاية شخص تميز بإنسانيته وعمله الدؤوب ونشاطه الملحوظ.. له ما له وعليه ما عليه..
طيب الله ثراك.. ووداعاً صديقى محسن عادل.. إلى أن ألقاك عند رب العباد.. عند الحى القيوم.. متى جاء قدرنا..
بقلم – إبراهيم مصطفى
خبير اقتصاد واستثمار وتطوير أعمال