تستهدف شركة «أكت فاينانشال» اقتناص الفرص الاستثمارية الموجودة حاليًا لتوظيف السيولة التى تمتلكها بعد تخارجها من استثماراتها، فضلاً عن زيادة رأس المال التى تسعى لإتمامها خلال الفترة المقبلة.
كما تسعى لدراسة الفرص المتاحة فى كل القطاعات بعد اكتمال فريق العمل، وجذب العديد من المستثمرين والذين يتمتعون بباع طويل فى الاستثمار بشكل عام والاستثمار المباشر بشكل خاص.
قال مصطفى عبدالعزيز المدير التنفيذى الشريك المؤسس لشركة أكت فاينانشال للاستثمار المباشر، إن النشاط الأساسى لشركة «أكت» منذ تأسيسها هو الاستثمار بالسوق المصرى فى قطاعات متعددة وليس لإدارة بنوك استثمارية بالأساس، لافتًا إلى أنه بعد تحقيق عائد جيد على الاستثمار فى أول استحواذ، كان لابد من تكرار المزيد من الاستثمارات فى قطاعات متعددة بالسوق المصرى وليس الاقتصار على نشاط بنوك الاستثمار.
وأضاف عبدالعزيز، أن الشركة مهتمة جدًا بالقطاع المالى غير المصرفى وترى به فرصة كبيرة فى هذه المرحلة خاصة للشركات التى تمول أصول جيدة، مرجحًا ان التأثير المحدود على نمو هذا القطاع فى العام الحالى هو توقف مؤقت لقطاع واعد ومهم للغاية، خاصة فى المرحلة القادمة، حيث سيكون القطاع المالى بشكل عام عمود مؤثر فى نمو وتمويل جميع القطاعات الأخرى لمواكبة التوسع العمرانى والبنية التحتية والقطاع الصناعى والقطاع العقارى الثانوى وما تتطلبه من تمويل مساند.
وتتفاوض الشركة حاليًا على فرصة فى المجال العقارى، ولكن بفكر مختلف فى مراحل متقدمة، وترى أن تعاون العديد من الأطراف فى هذا القطاع هو عامل مهم جداً ولم ينجح أحد من قبل فى تحقيقه.
وتسعى الشركة وراء فرصة جيدة بحيث تضمن توافر عناصر نجاح القطاع بالكامل من أراض مميزة، إدارة فنية قوية، وإدارة مالية وتمويلية قوية، ونسعى دائماً لمحاولة ربط القطاع الخاص بالقطاع العام لتحقيق أكبر فائدة للاستثمار، وفقًا لـ«عبدالعزيز».
وأوضح عبدالعزيز، أن الشركة حاليًا تناقش إحدى الفرص الاستثمارية فى القطاع الصحى، والتى قد تتطور إلى طرح بالسوق قريباً، مشيرًا إلى أن قطاع الخدمات الصحية يمثل فرصة ذات الانتشار السريع والتغطية الجغرافية المتنوعة لتوزيع المخاطر وخدمة قطاع أكبر من المستهلكين لهذه الخدمات.
ولفت، إلى أهمية القطاع الصحى للغاية فى هذه المرحلة، ولكن الشركة غير مهتمة فى هذه المرحلة ببعض الاستثمارات الصحية ذات الأصول الثقيلة والمتطلبات العالية، نظراً لما يمر به العالم من أزمة عالمية قد تتطلب معايير مختلفة لربحية هذه الشركات.
وأشار عبدالعزيز، أن الشركة تسعى للاستحواذ على نسب تتراوح بين 10 و%32 من الشركات المقيدة للحفاظ على القيد بالسوق، وعلى نسب أغلبية أكبر من %50 من الشركات غير المقيدة.
وتابع، أن المعيار الأساسى لاستثمارات «أكت» هو النمو والإدارة الجيدة مما يضمن دائماً زيادة حجم الشركات بصورة سريعة، وتفضل الشركة الدخول فى الشركات المليارية كحد أدنى للاستثمار مع بعض الاستثناءات فى حال الاقتناع بإمكانية زيادة قيمة الشركة المستهدفة واستثماراتها بشكل كبير فى فترة قليلة.
وأضاف، أن مؤسسى الشركة على يقين وقناعة بوجود فرصة قوية للاستثمار بالسوق المصرى بعد الخروج من عنق الزجاجة التى ضيقت الخناق على الاقتصاد لما يقارب عقد كامل من التقلبات السياسية، والأمنية، وأزمة سعر الصرف.
ويرى عبدالعزيز، أن التوقيت مناسب لاتخاذ القرار بالرجوع إلى نشاط الاستثمار المباشر حتى تتمكن «أكت» من تحقيق عوائد أعلى فى قطاعات متعددة، وليس فقط الاعتماد على تقديم الـ advisory business.
ولفت، إلى أنه بعد التخارج من «بلتون»، اتخذ فريق الإدارة القرار بتوظيف السيولة فى استثمارات أخرى ذات عائد أفضل، وكان لابد من التفرغ لإدارة هذه الاستثمارات الجديدة داخل أكت مرة أخرى.
وأكد عبدالعزيز، على قناعته بوجود الفرص الاستثمارية المتوفرة فى مصر، لافتًا إلى أنه يفضل توفير السيولة اللازمة برأسمال الشركة حتى نتمكن من اصطياد الفرص فى الوقت المناسب.
وأشار، إلى أن رأسمال شركة «أكت» تكون بعد تخارجها من جميع استثماراتها فى النصف الثانى من 2019، ونجح فريق الإدارة فى ضخ السيولة فى رأس المال بالشركة، فضلاً عن مشاركة عدد من أكبر رجال الأعمال فى مصر لينتهى هيكل الملكية بتواجد أكثر من 20 مساهماً من أفراد ومؤسسات محلية وعربية.
فضلاً عن مشاركة العديد من المساهمين بالشركة ويعد أغلبهم من أكبر المستثمرين فى قطاعات مختلفة فى مصر وعلى رأسها القطاع الطبى، التجزئة، الأدوية، المقاولات، التطوير العقارى، بالإضافة إلى مساهمين من قطاع الاستثمار المباشر أيضاً.
وأوضح عبدالعزيز، أن أكت تعمل حاليًا على إنهاء إجراءات زيادة رأس المال فى خلال أسابيع قليلة، وكذلك ضخ المزيد من السيولة داخل رأس المال، بالإضافة إلى السيولة التى تم ضخها فى رأس المال فى نهاية العام الماضى، كنوع من التعاون مع شركائنا الاستراتيجيين من المساهمين الحاليين أو قاعدة المستثمرين التى على اتصال دائم مع الفريق التنفيذى لأكت فاينانشال من جميع أنحاء العالم.
واختارت أكت بعناية فريق الإدارة بالإضافة إلى مؤسسى الشركة الأصليين باسم عزب وكريم نعمة ومصطفى عبدالعزيز، فقد انضم إلى الشركة نخبة من الكفاءات الموجودة بالسوق، انضم أيضاً للفريق التنفيذى لأكت حازم عبدالمحسن الرئيس المشارك السابق لقطاع السمسرة ببلتون لإدارة قسم التمويل بالشركة، بالإضافة إلى فريق المحللين، والحوكمة والشئون الإدارية والمالية ليكتمل الهيكل التنفيذى لأكت، وفقًا لـ«عبدالعزيز».
وأوضح، أن فريق الإدارة يتمتع بخبرة فى جميع مجالات الاستثمار بأكبر البنوك التجارية والاستثمارية فى مصر على مدار الـ30 عاماً السابقة، خاصة فى ظل توفر خبرات الـsell side وbuy side من مجالات مختلفة كإدارة نشاط الاستثمار المباشر، وتمويل الشركات، وإدارة الأصول والمحافظ، والسمسرة وتسويق الاستثمار.
وأضاف عبدالعزيز، أن أهم ما يميز أكت هو القدرة على التكيف بالإضافة إلى عدم وجود أى نوع من أنواع تعارض المصالح، فضلاً عن أن الشركة دائماً ما تبحث عن استثمارات بها إدارة جيدة وإضافة خبرات لهذه الاستثمارات بالتنسيق مع مجالس إدارات الشركات التى نستثمر بها حتى نتمكن من الوصول لأفضل نتائج.
وأوضح، أن النموذج الاستثمارى فى «أكت» يقوم على وجود إدارة بحثية قوية والاعتماد فقط على التقييمات الموجودة بالسوق، ولكن الدخول فى تفاصيل التقييم هو ما يوضح القيمة الحقيقية للأسًهم.
وأكد أن الشركة تقوم باختيار استثماراتها عن طريق إجراء بحثى ومسح شامل على الفرص الموجودة بدءًا من الوضع الاقتصادى، تبعًا بالقطاع التابع له الكيان، ثم وجود الشركة فى موضع مميز من حيث النشاط والإدارة، وأخيرًا من حيث تواجد الفرصة للتعاون وإضافة قيمة للشركة بالتعاون مع فريق إدارة ناجح ومرحب بهذا التعاون.
ويرى عبدالعزيز، أن هناك العديد من الفرص فى قطاعات كثيرة، وكما ذكرت قبل ذلك، فإن قطاع التمويل والأنشطة المالية، خاصة غير المصرفية من أهم القطاعات فى هذه المرحلة، نظراً لدوره فى تمويل التوسعات اللازمة للمرحلة القادمة، وكذلك القطاعات الصناعية والطبية والتكنولوجية التى تمثل فرصة طويلة الأجل للتحقيق، وأن القطاع اللوجستى له دور مهم فى ظل هذه التغيرات الحديثة، وكذلك الشركات ذات الأصول القوية، والتى تتداول على قيم متدنية جداً.
وعلى صعيد التداعيات والتقلبات الحالية أوضح، أن الأزمات أحياناً تخلق فرصاً نادرة وغير متكررة للاستثمار، إدارة التوقيت مهمة جداً بالنسبة للمستثمر، ونعتقد أن اصطياد الفرص الاستثمارية خلال الأزمات هو ما يميز المستثمر الفطن.
أضاف أن التغييرات الاقتصادية والصحية والاجتماعية التى طرأت على العالم مؤخرًا تصاحبها العديد من التغيرات الجيوسياسية الاقتصادية فى العالم، مرجحًا أن مصر ستكون من الدول التى قد تتأثر إيجاباً فى العديد من الأوجه.
وأضاف، أن اتجاه حكومات العالم سيكون لا محال نحو المزيد من الاستثمار والإنفاق الحكومى، ولاسيما الاستثمار الأجنبى المباشر على العديد من الأصعدة وأهمها البنية التحتية كنوع من أنواع الإنفاق التحفيزى، الصناعات المحلية وما تتطلبه من بنية تحتية لوجستية لتدعيم مبدأ الاكتفاء الذاتى وتدعيم القطاعات الخاصة بالموارد المحلية والطاقة، القطاع الصحى والتكنولوجى، نظراً للتطورات الاجتماعية والصحية، وبالطبع القطاع المالى لتمويل وإدارة كل هذه الأوجه من الاستثمارات.
ورجح، أن هذه الفرصة تخلق موقفاً مميزاً للسوق المصرى، خاصة فى ظل تواجد كثافة سكانية كبيرة تدعم التوسعات وبالطبع الموقع الجغرافى والسياسى الاستراتيجى الذى يتطلب الكثير من الدعمين العالمى والإقليمى.
ويرى عبدالعزيز، أن الرؤية الاستثمارية لابد وأن تكون ثاقبة وطويلة الأجل فيما بعد 2020، فمن غير المنطقى تقييم استثمارات طويلة الأجل بناءا على الأداء المالى للعام الجارى والذى قد يتأثر بالتقلبات العالمية على المدى القصير.
وأوضح، أن آليات البيع والشراء والاضطرار إلى تسييل بعض الاستثمارات عادة يخلق خللاً مؤقتاً فى تسعير الأسهم، لافتًا إلى أن المستثمرين طويلى الأجل على قناعة أن الأداء المالى للعديد من الشركات سيتحسن بشكل كبير بعد مرور هذه الأزمة وبالطبع الأسعار الحالية غير معبرة بالمرة عن القيم العادلة للعديد من الأسهم فيما يتجاوز الأداء المالى لعام 2020.
تأسست شركة أكت فاينانشال فى أواخر عام 2014 كشركة استثمار بالمقام الأول، وهى شركة تابعة لهيئة الاستثمار فى مصر، وتسعى إلى استثمار رؤوس أموالها بالإضافة إلى التعاون مع عدد من شركاء الاستثمار من المستثمرين المصريين والأجانب وذلك استغلالاً لخبرات فريق الإدارة فى مجال الاستثمار لسنوات عديدة.
وبعد الاستحواذ على شركة تداول أوراق مالية تأسيس شركة إدارة أصول، تم التحالف للاستحواذ على بنك الاستثمار بلتون فى عام 2015 كأول نشاط استثمارى للشركة بالسوق المصرى، وبعد إدارة البنك الاستثمارى والعمل على زيادة النمو بجميع قطاعاته وزيادة مبيعات الشركة والحصة السوقية لها بالسوق، مما انعكس على قيمة الشركة وأداء السهم، تم التخارج من هذا الاستثمار وتحقيق عائد متميز على هذا الاستثمار.