إذا رضى الله عن عبد جعل اسمه صفة فيه، والصديق الراحل “محسن عادل” واحد ممن ينطبق عليهم هذا الوصف؛ ولا أبالغ إذا ما قلت أن جميع من تعامل معهم كان لهم نصيب فى تعلم درس فى الحياة، فالمتابع لرحلة محسن عادل أو من سمع عنه يكن للراحل كل ود واحترام ويعلم عنه العلم الغزير والتواضع الجم والأكثر من ذلك جبر الخواطر لكل من قصده فى أمر من الأمور الحياتية أو العملية فى كل منصب شغله.
رحلة كفاح وتجربة نجاح ملهمة لكل شاب طموح متمسك بقيم ومبادئ لم يتنازل عنها أبداً، فمن يعرف محسن عادل جيداً يدرك ما اقصده ويكفي أن أقول أن محسن عادل لم يغيره منصب ولا سلطة ولا اغتر بعلم ولا أبهرته أضواء الشهرة، وكلما ترقى فى المناصب كلما ازداد تواضعاً وأدباً، وباختصار شديد محسن عادل من شدة طيبته وعفويته وإنسانيته كان كما يقولون (ابن موت).
فى العديد من المواقف فى رحلته القصيرة الغزيرة بالعطاء؛ تولى منصب رئيس الهيئة العامة للاستثمار؛ واستطاع خلال عام واحد أن يغيرمن نظرة المستثمرين والقطاع الخاص والحكومة نفسها إلى هذه الهيئة؛ ولأول مرة تعود ثقة المستثمرين فى الهيئة وفى أدائها.
لقد صنع محسن عادل حالة من الثقة والود وأؤمن بأن سياسة الباب المفتوح والاخلاص والنزاهة فى العمل كانت سمة أساسية طوال مدة عام داخل هيئة مهمة فى توقيت مهم لمصر.
عاش محسن عادل خادماً مخلصاً لوطنه، متمسكاً بمبادئه، مترفعاً عن أساليب اللف والدوران والمؤمرات التى كانت تدبر لإحتوائه مرة ولتعطيله مرة ولإقصائه بأي شكل، كان يعلم محسن عادل ما يتم تدبيره وبقوة المستغني واجه كل ذلك بابتسامة الراضي المتصالح مع نفسه والمتسامح مع الجميع.
لم يقف عطاء محسن عادل عند هذا الحد، ففي كل موقف وكل مناسبة ظل ينشر الود والمحبة؛ فصار اسمه وصفته وضحكته وعفويته سبباً فى محبة الناس له حتى أصبح محبوباً من الجميع وتسارع كل من تأثر بطريقته فى الإدارة -التى كانت مدرسة فى الإدارة بالحب- تسارع الجميع لتكريمه والذى اختلف عن أي تكريم بروتوكولي يتم للمسئولين ولرموز المجتمع، لقد كان كل مرة يتم تكريم محسن عادل كان تكريماً وتقديراً حقيقيًا لمبادئ غيبتها عنها الأطماع والأنانية؛ لكن محسن عادل كان مبعوثها الأمين على الدوام.
رحل محسن عادل تاركاً إرثاً كبيراً من العطاء والعلم والإخلاص؛ واأاكثر من ذلك القدوة والمثل لكل الشباب، كثيرون كرموا محسن عادل حياً وبعد رحيله وبإذن الله يكون من المكرمين فى دار الحق.
بقلم: سعيد الأطروش؛ صحفي اقتصادي.