أصدرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تقريرًا حول أهم المبادرات التى أطلقتها الدولة قبل اندلاع أزمة فيروس كورونا وبعدها لتحقيق الهدفين الثالث والرابع من أهداف التنمية المستدامة والتى ساهمت فى الصمود لمواجهة تداعيات الأزمة، وربط تلك المبادرات بأهداف الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة رؤية مصر 2030 والأهداف الأممية.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن الوزارة تعكف على تحديث الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة: رؤية مصر 2030 فضلًا عن الجهد المبذول من قبل الوزارة فى رفع وعى المواطن عما حققته البلاد من خطوات هامة لتعزيز صمود وتخفيف تداعيات فيروس كوفيد-19 على المواطن وعلى الاقتصاد المصري، لافتة إلى مجهودات الدولة لتأكيد التزامها ووفائها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أكدت السعيد على قدرة مصر بالمضى قدمًا فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة الوطنية مع الوفاء بالتزاماتها الدولية فى ذات الشأن.
وأوضحت أن الهدف الثالث من أهداف الرؤية يتمثل فى تحقيق اقتصاد تنافسى ومتنوع حيث يتضمن عددًا من الأهداف الفرعية والتى تتمثل فى تحقيق نمو اقتصادى مرتفع، احتوائي، التحول نحو الاقتصاد الرقمى ومستدام والاقتصاد القائم على المعرفة، رفع درجة مرونة وتنافسية الاقتصاد، تحقيق الاستدامة المالية، زيادة معدلات التشغيل وفرص العمل اللائقة، إدماج البعد البيئى والاجتماعى فى التنمية الاقتصادية فضلًا عن تحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال إلى جانب تحقيق الشمول المالى.
وحول المبادرات التى تم إطلاقها قبل الأزمة فيما يتعلق بهدف تحقيق نمو اقتصادى مرتفع، احتوائى ومستدام لفتت السعيد إلى برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى والذى ساعد فى جعل الاقتصاد مبنى على أسس سليمة وقوية؛ مما يوفر للدولة إمكانية مساعدة عدد من القطاعات فى فترات الأزمات ومنحهم القدرة على التعافى بشكل أسرع من التأثيرات السلبية.
كما تطرقت إلى المبادرات التى تم استحداثها لمواجهة تداعيات الأزمة والمتمثلة فى مبادرة لتقديم الاستشارات القانونية مجانًا للشركات والعاملين فى السوق واقتراح البدائل الاقتصادية دون الإخلال بحرية المنافسة ومواجهة أى احتكارات إلى جانب خفض سعر الفائدة بواقع 300 نقطة أساس مما يساهم فى دعم النشاط الاقتصادى بكافة قطاعاته.
وأشارت إلى القيام بخفض سعر الفائدة لعدد من مبادرات القطاع الخاص الصناعى، ودعم إحلال وتجديد الفنادق والإقامة وأساطيل النقل السياحى، والتمويل العقارى لمتوسطى الدخل بهدف تعزيز نشاط القطاع الخاص، والقطاع السياحى، والمتعثرين فضلًا عن تخصيص مبلغ مالى لدعم البورصة المصرية للمساهمة فى انتعاش السوق، وإقرار نظام جديد لضريبة “كسب العمل بشكل تصاعدى وتحسين الشرائح الضريبية لصالح أكبر جزء من المجتمع، ويخدم الطبقة المتوسطة.
كما تناولت السعيد الحديث حول الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة موضحة أن الهدف معنى بالمعرفة والابتكار والبحث العلمى مشيرة إلى أهدافه الفرعية والتى تتمثل فى الاستثمار فى البشر وبناء قدراتهم الإبداعية، تعزيز الروابط بين التعليم والبحث العلمى والتنمية، التحفيز على الابتكار ونشر ثقافته ودعم البحث العلمي.
واستعرض تقرير وزارة التخطيط أهم المبادرات المنفذة والمستحدثة لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا فيما يخص الهدفين الثالث والرابع والأهداف الفرعية لهما حيث لفت التقرير إلى المبادرات المستحدثة لتحقيق الشمول المالى ضمن الهدف الثالث من أهداف الرؤية والتى تمثلت فى إصدار شهادتى “ابن مصر” و”الشهادة البلاتينية السنوية” لمراعاة البعد الاجتماعى للفئات التى تعتمد على العائد من تلك الشهادات، إصدار المحافظ الإلكترونية والبطاقات المدفوعة مقدما مجانًا.
وحول التحول نحو الاقتصاد الرقمى والاقتصاد القائم على المعرفة لفت التقرير إلى تقديم العديد من رواد الأعمال والشركات الناشئة حلول ابتكارية للمساهمة فى الحد من انتشار فيروس كورونا.
وعن تحقيق الاستدامة المالية أشار تقرير وزارة التخطيط إلى المبادرات التى تم إطلاقها قبل الأزمة ومنها توفير مخصص مالى صافى المبادرات دعم قطاعات الصحة والتعليم والتضامن الاجتماعى فى موازنة العام المالى المقبل.
وتطرق التقرير إلى المبادرات المستحدثة لمواجهة التداعيات ضمن الهدف الرابع وأهدافه الفرعية والتى تتمثل فى مبادرة “طبق فكرتك” التى تهدف إلى فتح باب التقدم لمنح استثنائية عاجلة لتلقى أفكار وحلول تكنولوجية مبتكرة لمجابهة فيروس كورونا إلى جانب مبادرة “الهاكاثون المصرى الافتراضى الأول” لتوحيد الجهود والموارد واستخدام العلم والتكنولوجيا فى مواجهة الفيروس وإيجاد الحلول التكنولوجية اللازمة للتعامل مع الأخطار الناتجة عنه.
فضلًا عن إجراء مشروع “بحث” من الصف الثالث الابتدائى إلى الصف الثانى الإعدادى كبديل للامتحانات مما يدعم تأصيل أساليب البحث العلمى عند طلاب المدارس.
وتابع التقرير الإشارة إلى المبادرات المستحدثة ضمن الأهداف الفرعية للهدف الرابع من حيث تعزيز الروابط بين التعليم والبحث العلمى والتنمية وتتضمن المبادرات تشكيل فرق بحثية لإجراء البحوث العلمية والمعملية لفيروس کورونا للاستفادة من البحث العلمى لمساندة وخدمة المجتمع والدولة، إلى جانب إطلاق نداءً بحثيًا طارئًا للباحثين كافة، للتقدم بمشاريع لمجابهة الفيروس فى مجالات عدة.