فى هذا التوقيت من كل عام ومع اقتراب عيد الأضحى كان تجار ومربو الماشية يتأهبون لاستقبال العيد بتجهيز الأضاحى وعرضها فى الأسواق والشوادر، إلا أن ظهور فيروس كورونا فى مصر فبراير الماضى أثر سلبياً على العاملين فى القطاع نتيجة غلق الأسواق ضمن الإجراءات الاحترازية التى أقرتها الحكومة لمواجهة الأزمة.
لم تقتصر التداعيات السلبية التى لحقت بالقطاع على فيروس كورونا فقط، بل إن عودة مرض الجلد العقدى للمواشى مرة أخرى خلال الأسابيع الماضية من المتوقع أن يضاعف من خسائر المربين.
قال زكى عبدالحميد، تاجر مواشى بمحافظة القاهرة، أن أغلب التجار حالياً يعتمدون على المستهلكين الأفراد لشراء الأضاحى لتحريك عملية البيع رغم ضعف الطلب عليها من قبلهم.
وأضاف عبدالحميد، أن هذه الفترة التى تسبق العيد كانت تشهد زيادة فى الطلب من قبل الجزارين استعداداً لتلبية احتياجات المواطنين من اللحوم، لكن ذلك غير موجود حالياً؛ بسبب إعادة ترتيب أولوياتهم.
وأضاف أن محلات الجزارة تعمل بـ25% من طاقتها الإنتاجية منذ تفشى فيروس كورونا، والذى نتج عنه عزوف شريحة كبيرة من المشترين واحتفاظهم بالنقود تخوفاً من حدوث أى ظروف طارئة قد تنتج عن الأزمة خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن استمرار غلق الأسواق وعدم وجود أى منافذ تسويق ألحقا الضرر بالمربين والتجار نظراً لارتفاع مدخلات الإنتاج (العليقة، والتبن، والدريس) وهو ما يضاعف من خسائرهم فى حالة بقائهم فترة طويلة تزيد على مدة الدورة وهى 6 أشهر أو سنة.
وذكر أن أسعار المواشى مستقرة منذ ما يقرب من عام، وتتغير فى نطاق ضيق جداً خاصة فى أسعار اللحم، موضحاً أن سعر عِجل الجاموس وزن 100 كيلو قائم يتراوح بين 3.5 و4 آلاف جنيه.
كما يتراوح سعر العجل البقرى وزن 300 كيلو قائم بين 14 و15 آلف جنيه، بينما ترتفع أسعار العجول التى تزن 400 كيلو إلى 20 ألف جنيه للرأس.
وقال أحمد عطا، تاجر مواشى بمحافظة كفر الشيخ، إن حركة البيع تشهد ركوداً شديداً داخل المحافظة؛ بسبب استمرار غلق الأسواق؛ لأن عملية التسويق والبيع فى الظروف العادية كانت تعتمد على تجار يأتون من محافظات أخرى مثل القاهرة والغربية ويشترون جميع احتياجاتهم من كل سوق.
وأضاف عملية التسويق شديدة الصعوبة حالياً وحتى المواطنون الذين كان التجار يعتمدون عليهم كل عام فى شراء الأضاحى لجأ عدد كبير منهم إلى جمعيات خيرية واشترى صكوكاً لتجنب الاحتكاك بالمستحقين للحوم أثناء التوزيع.
وذكر أن أسعار المواشى تنخفض فى محافظة كفر الشيخ عن نظيرها فى محافظات أخرى بنسبة تتجاوز 20% نظراً لبعدها عن عواصم المحافظات الكبيرة مثل القاهرة والجيزة، لذلك فإن فرصتها فى التسويق ضعيفة.
وذكر أنه كان يستعد لموسم العيد كل عام بما يزيد على 20 رأساً من الجاموس والأبقار، لكنَّه امتنع عن الشراء هذا العام بسبب تراجع الطلب وظهور مرض الجلد العقدى مرة أخرى والذى قد يؤدى إلى نفوق الماشية فى أقل من أسبوع وفى حالة شفائها فإنها تكون غير صالحة للذبيح؛ لأنها تكون معيبة.
وقال سمير العوضى، صاحب مزرعة لتربية عجول التسمين بطريق إسكندرية الصحراوى، إنَّ الإقبال على حجز الأضاحى هذا العيد ضعيف جداً، بالإضافة إلى «بطء سكينة» الجزار بسبب تراجع الطلب عليه من قبل المواطنين بحسب قوله.
وأضاف أن عدد المواشى التى تم حجزها خلال الأسبوعين الماضيين فى المزرعة لم يتجاوز 10 عجول، فى حين يبلغ إجمالى عدد الرؤس 275 رأساً منها عجول مستوردة وأخرى بلدية.
وناشد العوضى رئيس الوزراء عودة فتح الأسواق مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية التى تتناسب مع هذا النشاط، حتى تتكمن المزارع من تسويق منتجاتها، والحد من الخسائر التى تتعرض لها حالياً.
تابع: «الطبيب البيطرى المباشر للمزرعة، طلب منى بيع أكبر كمية من العجول خلال الأسبوعين المقبلين لتجنب إصابتهم بمرض الجلد العقدى الذى بدأ ظهوره فى مناطق كثيرة فى أنحاء الجمهورية».
قال محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ أكبر القطاعات التى تأثرت من أزمة كورونا هم مربو الماشية، لذلك على الحكومة أن تساعدهم فى الفترة الحالية من خلال فتح الأسواق بشروط مثل التحكم فى نسبة المعروض أو إغلاق كل محافظة على نفسها.
وأضاف «وهبة»، أن اللحوم ليست من السلع الأساسية بالنسبة لشريحة كبيرة من المواطنين، فيمكن استبدالها بالأسماك والدواجن خلال الأزمة الحالية.
وأوضح أن تراجع الطلب على الأضاحى، أدى إلى انخفاض سعر القائم فى العجول إلى 52 جنيهاً للكيلو مقابل 55 و56 قبل شهر، متوقعاً أن تشهداً مزيد من الانخفاض أو الثبات حال استمرار غلق الأسواق.
وذكر أن أسعار اللحوم تتراوح بين 120 و150 للحم الكندوز ويتفاوت السعر بحسب القطعية، بينما يتراوح سعر الجملى بين 90 و110 جنيهات للكيلو، ويسجل سعر الضأن 160 جنيهاً للكيلو.