أوصى عدد من مستثمري القطاع الصحي، بضرورة إعادة رسم المنظومة الصحية في السوق المصري بالكامل، وخلق البيئة التشريعية الجاذبة للاستثمار في القطاع والدافعة للتطوير المستمر.
وطالب المستثمرين خلال مشاركتهم بالمؤتمر الافتراضي الأول عن الاندماجات والاستحواذات بالقطاع الصحي المصري، بضرورة تشجيع الاستثمار في الشركات ذات المخاطر المرتفعة في مجال البحوث الدوائية الأساسية بهدف احتواء تكلفة الإنتاج والبيع للجمهور.
ودعا المستثمرين إلى أهمية التركيز على خلق نظام طبي جديد يركز على الوقاية وعلاج التوقع ويستخدم العلوم الحديثة، إضافة إلى تهيئة المناخ التشريعي لتأسيس شركات تأمين صحي عملاقة يتم طرحها للاكتتاب العام ليساهم بها ملايين المصريين.
وقال خالد سمير، رئيس مجلس إدارة شركة تشاور للاستشارات المنظمة للمؤتمر، إن عام 2020 سيكون محفزاً قوياً على نهوض القطاع الطبي في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد الأمر الذي سيؤدى إلى التخلص من الأنظمة الصحية السيئة واستبدالها بأنظمة صحية جديدة.
وأضاف سمير، أن قطاع الرعاية الصحية يأتي علي رأس أولويات المستثمرين في الوقت الراهن ضمن عمليات الاندماجات والاستحواذات بجانب قطاعي الطاقة والتكنولوجيا.
وأوضح أن عمليات الاندماج بالقطاع الطبي حاليا تستهدف تقديم خدمة أفضل واحتواء التكلفة وتحسين جودة الرعاية الصحية وتحسين جودة مقدمي الخدمات.
وأشار إلى وجود مجموعة من النقاط التي تقود إلى التوسع والاندماجات داخل القطاع الطبي منها وجود سيولة نقدية من قبل المستثمرين وتخصيص أموال بشكل أكثر تحديداً للأصول المتخصصة وتحقيق القطاع الطبي عوائد أعلي على رؤوس الأموال المستثمرة بالمقارنة بالأنشطة الاقتصادية الأخرى.
وذكر سمير، أن اهتمام الدولة بالمنظومة الصحية سيدعم استمرار عمليات الاندماج والاستحواذ بهذا القطاع.
ونوه سمير إلى وجود مجموعة من المخاطر داخل القطاع الطبي منها النظرة للأطباء وعدم اليقين التنظيمى وبصفة خاصة مع تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل وكذلك عدم التوافق على حوافز الأطباء.
سمير: انتشار «كورونا» محفز لنهوض القطاع الصحى والتخلص من الأنظمة الطبية غير الجيدة
وقال نادر البكل، نائب رئيس مجلس إدارة شركة تشاور للاستشارات، إن الاستحواذ على العيادات سيكون من القطاعات النشطة داخل القطاع الطبي خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ارتفاع أسعار الأراضي المخصصة للقطاع الطبي فى كل من القاهرة والإسكندرية.
وأضاف البكل، أن الجيل الثالث من أصحاب المستشفيات العائلية يتطلعون إلى الدخول في اندماجات واستحواذات مع مستثمرين جدد كما حدث في عدد من المستشفيات تم الاستحواذ عليها مؤخراً.
وذكر البكل أن الكثير من الاستحواذات التي تمت بالقطاع الطبي حولت الأطباء من مساهمين إلى العمل مقابل أجر.
وقال نعمان خالد، محلل الاقتصاد الكلي بشركة سي آي كابيتال، إن القطاع الطبي يحتاج الي ضخ مبالغ بقيمة تتراوح بين 120 و150 مليار جنيه سنوياً للنهوض به إلى مرحلة متقدمة.
وطالب خالد بتوجيه مبادرات حكومية لتنشيط القطاع الطبي عبر تخصيص قروض بأسعار فائدة مخفضة كما حدث مع عدد من القطاعات الاقتصادية مؤخراً.
وأشار خالد إلى أن تراجع أسعار الفائدة سيساهم في تنشيط عمليات التمويل عبر القطاع المصرفي، خاصة أنها تشهد تراجع غير مسبوق منذ عامي 2014 و2015.
وقال عبدالمنعم عمران، رئيس مجلس إدارة شركة ألفا كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إن التوسع الجغرافي يساهم في تنويع المخاطر داخل المنظومة الصحية، كما أن تنويع الإيرادات يأتي عبر زيادة فئات العملاء.
وأشار عمران إلى أن الاهتمام بالقطاع التكنولوجي داخل المنظومة الصحية واللوجستيات من العوامل المهمة لجذب المستثمرين.
وأضاف أن العديد من المستثمرين يفضلون إجراء استحواذات على كيانات صحية وطبية في الوقت الراهن للحصول على أصولها بتقييمات مالية أقل.
وقال عمران، إنه يوجد رغبة حقيقية من المستثمرين الأجانب والخليجيين للاستثمار بقطاع المستشفيات، خاصة مع اهتمام مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي بقطاع الرعاية الصحية.
وذكر أنه يوجد طلبات لشراء مستشفيات ومعامل ومراكز أشعة من صناديق سيادية أوروبية وخليجية باستثمارات لاتقل عن 15 مليون دولار بحصص 30%.
وقال عبدالدايم شريف، مدير الحوار وخبير المعلوماتية الطبية، إن القطاع الصحي يحتاج إلى استثمارات في البنية التحتية للتكنولوجيا والإنترنت خلال الفترة المقبلة.
وقال أحمد الصيفي، مؤسس معامل البرج والعضو المنتدب لها سابقا، إن 40 إلى 70% من الاستحواذات والاندماجات يحدث لها عملية فشل، لكنه على الرغم من ارتفاع معدلات الفشل في تنفيذ الصفقات، إلا أن إتمام الصفقات يؤدى إلى تكوين حصة سوقية أكبر وتخفيض التكلفة بجانب تسهيل الحصول على التمويل.
وأضاف الصيفى، أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع الطبي في عمليات الفحص النافي للجهالة هو أسلوب وشكل الإدارة سواء فردية أم عائلية أو مؤسسية، حيث أن العديد من المستثمرين يعتمدون في عمليات التقييم على مجلس الإدارة وكيفية إجراءات التصويت الداخلية دون النظر إلى نقاط فنية أخرى ومنها الإدارة المالية والموارد البشرية الذين يمثلون محاور أساسية فى عمل المنشآت.
وذكر الصيفى، أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع الطبي في عمليات الاستحواذات أسلوب وشكل التخارج وما إذا كان سيتم التخارج عبر حصة حاكمة أم حصة أقلية.