عقدت «البورصة» ندوة مع أعضاء اتحاد بنوك مصر، حاليين وسابقين؛ لرصد التجارب الناجحة للاتحاد، وعرض المشروعات التنموية التى يتم تنفيذها حالياً بالتعاون مع الجهات المختصة الأخرى.
تمكن اتحاد بنوك مصر، من تحويل المناطق العشوائية فى حى حلوان جنوب القاهرة إلى بيئة مناسبة لقاطنيها، وتقليل بؤر المخلفات بها لتصبح حدائق ومتنزهات عامة من خلال مبادرة «من عشوائية لعيشة وهوية».
«عبدالقادر»: التركيز على التنمية المتكاملة وتكاتف الجهود أهم عوامل الإنجاز
قالت داليا عبدالقادر، رئيس لجنة التنمية المستدامة بالاتحاد سابقاً، إنَّ اللجنة كانت تسير على مدار السنوات الست الماضية على شعار «عشوائية المكان لا تعنى عشوائية ساكنى المكان».
وأضافت أن اللجنة واجهت فى بداية عملها، العديد من الصعوبات والتحديات فى تنفيذ مبادرتها؛ بسبب عدم وجود ثقافة المسئولية المجتمعية والاستدامة.
لكن تمكنت اللجنة من إنجاز مبادرتها «من عشوائية لعيشة وهوية» فى حلوان بفضل الإصرار والعزيمة، والتواصل الدائم مع ساكنى المنطقة لمعرفة احتياجاتهم، والعمل على تلبيتها.
وذكرت أنه بمرور الوقت حظيت اللجنة باستجابة كبيرة من المواطنين، ولمست صدق الرغبة منهم فى المساهمة وتطوير الفكر والثقافة، والسعى نحوإيجاد فرص جديدة وجمع القمامة وتجميل المنطقة.
أوضحت «عبدالقادر»، أن أهم مزايا تجربة هذه المبادرة والتى تعد ضمن عوامل النجاح، هى العمل على التنمية المتكاملة للمنطقة من خلال توفير جميع الخدمات ومتطلبات أهالى المنطقة. فلابد أيضاً من تغيير ثقافة السكان، وتكاتف الجهود، وعقد الشراكات المختلفة مع الجهات المختصة، وليس العمل بمعزل عن الجميع.
وأشارت إلى أن المبادرة لم تكتف بتطوير البنية التحتية والخدمات اللازمة فقط.. بل تمكنت من توفير فرص تدريب وتأهيل السيدات والأطفال، وتوفير فرص عمل لأهالى المنطقة.
وتمت إتاحة 55 فرصة عمل عبر مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر كتعليم فن حياكة الملابس لسيدات حلوان.
قالت «عبدالقادر»، إنَّ المبادرة تعد قصة نجاح حقيقية تستحق التوثيق، لافتة إلى أهمية متابعة ما تم تطويره بشكل دورى لإمكانية استكمال أعمال التطوير دون الرجوع للخلف مرة أخرى.
«أبوحسين»: نحرص على المشاركة الفعالة وليس التمويل فقط
وقالت جيهان أبوحسين، عضو فى لجنة التنمية المستدامة باتحاد بنوك مصر، إنه خلال السنوات الأربع الماضية أصبح للمسئولية المجتمعية دور بارز فى خدمة المجتمع المدنى، وما زالت تخطوالخطوات الأولى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت أن المسئولية المجتمعية تعد فريضة واجبة على كل مواطن؛ لأنها العمود الفقرى للمجتمع والذى تقوم عليه مشروعات التنمية.
وتابعت: «رغم أهميتها إلا أنها لم تحقق الدور المرجومنها حتى الآن، وهوما يتطلب مزيداً من التكامل والتناغم بين مؤسسات المجتمع المدنى وليس التنافس وتبادل الأدوار».
وكشفت أن أزمة الوباء المنتشرة ستسبب تداعيات اقتصادية كبيرة، ولا بد من الاستمرار فى العمل والإنتاج مع إعطاء الأولوية للحفاظ على صحة وسلامة العاملين قدر الإمكان، عبر اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وبالتالى ضمان سلامة المواطنين، والحفاظ على شبكة العلاقات الاقتصادية والمصرفية والمالية بين العاملين ومؤسسات الأعمال والمقترضين والمقرضين والموردين والمستخدمين النهائيين؛ لكى يتعافى الاقتصاد متى انتهت الجائحة.
أوضحت «أبوحسين»، أن الهدف من المبادرات هو منع أزمة مؤقتة كهذه من إلحاق ضرر دائم بالاقتصاد القومى من خلال فقدان الوظائف وحالات الإفلاس للمنتجين، نتيجة التراجع فى قطاعى السياحة والصناعة، ولكى لا تتسبب الجائحة فى أزمة مالية واقتصادية عنيفة ناتجة عن التباعد الاجتماعى فى بلدان العالم.
«عبدالوهاب»: الحوار المجتمعى مع سكان العشوائيات «ضرورى»
وقال العميد مهندس وليد حسين عبدالوهاب، ممثل الأشغال العسكرية بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالمرحلة الأولى لمبادرات اتحاد بنوك مصر، إن من الضرورى قبل عملية تطوير أى منطقة، فتح حوار مجتمعى لمعرفة متطلبات كل منطقة وأهاليها.
وأوضح أن اختيار منطقة حلوان للتطوير فى مبادرة «من عشوائية لعيشة وهوية»، جاء وفقاً لبروتوكول تعاون بين محافظة القاهرة وصندوق تطوير العشوائيات والهيئة الهندسية فى وقت سابق، وتم بعد ذلك، ضم اتحاد بنوك مصر للمساهمة فى تمويل أعمال التطوير.
ولفت «عبدالوهاب»، إلى أن أبرز التحديات التى كانت تواجه أعمال التطوير فى بداية الأمر، هو كيفية خلق الثقة، فى ظل عدم استيعاب الأهالى فكرة التطوير، وعدم التنسيق بين الجهات والعمل فى جزر منعزلة. لكن بعد وضوح خطة العمل والبدء الفعلى فى التنفيذ، سرعان ما تحولت التحديات، وشاركت جميع الجهات المختصة، الأمر الذى ساعد على نجاح المبادرة.