اتجاه لعمليات اندماجات واستحواذات بين شركات استثمار لمواجهة الأعباء المالية
وضع استراتيجية لتطوير الرحلات الداخلية أصبح ضرورة قصوى
قال محمد قاعود رئيس لجنة السياحة والطيران بجمعية شباب رجال الأعمال، إن القطاع السياحى سيبدأ تعافيه نهاية العام الجارى على أن يستمر التعافى خلال العام المقبل لاستعادة نفس مؤشراته لما قبل انتشار فيروس كوفيد 19 حول العام بداية 2020.
ويرى قاعود، أن مصر لديها فرص قوية لاستعادة التدفقات الأجنبية، خاصة من دول أوروبا الشرقية والغربية، والتى تمثل فوق %70 من الحركة الوافدة لمصر سنوياً.
وأضاف أن الأزمة الحالية أوجدت اتجاهاً لاندماج بعض الشركات أو ظهور عمليات استحواذ على أخرى لمواجهة الأعباء المالية، التى قد لا يتوافر لدى البعض القدرة المالية على مواجهتها.
وأضاف أن لجنة السياحة والطيران بجمعية شباب رجال الأعمال كانت قد قدمت مقترحاً باستئناف الرحلات السياحية الأجنبية بدءاً من أول يوليو الجارى بطاقة إشغالات %70، إلا أنه تم صدور الضوابط والاشتراطات الخاصة بعودة الرحلات السياحية الأجنبية لمحافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء ومطروح بواقع 50% من الطاقة الاستيعابية للفندق.
وكان مجلس الوزراء، قد أصدر ضوابط واشتراطات استئناف الرحلات السياحية الداخلية بواقع %25 من الطاقة الاستيعابية للفندق بدءاً من منتصف مايو الماضى و%50 بدءاً من أول يونيو الماضى مع مراعاة القيود التى حددتها وزارة الصحة لمنع تفشى فيروس كورونا.
وقال قاعود، إن الإشغالات حالياً فى شرم الشيخ تبلغ نحو %10 وفى الغردقة %20 وفى مطروح أقل من %20.
وتضم لجنة السياحة والطيران بجمعية شباب رجال الأعمال نحو 83 شركة من مختلف النشاطات السياحية بدءاً من وكالات السفر وحتى شركات الخدمات الأرضية بالمطارات والمطورين السياحيين وفقاً لقاعود مضيفاً: «خلال العامين الماضيين أجرينا عمليات هيكلة للجنة حتى تتماشى من الظروف والمتغيرات الجديدة التى يعيشها القطاع».
وذكر أن أسعار الخدمات السياحية فى مصر حتى الآن لاتزال منخفضة ولا يمكن زيادتها فى ظل الظروف الحالية إذ يتراوح سعر الليلة للغرفة فى فندق 5 نجوم بين 60 و150 دولاراً وفى الفندق فئة 4 نجوم بين 40 و50 دولاراً.
وأضاف: «نواجه صعوبة كبيرة فى عملية رفع الأسعار وتتم على مدار فترة زمنية طويلة».
ويطالب رئيس لجنة السياحة والطيران بجمعية شباب رجال الأعمال بإعداد استراتيجية، خاصة بتطوير السياحة الداخلية والاهتمام بها بحيث لا يتم التركيز عليها خلال الأزمات فقط، ولكن يتم الاهتمام بها طوال فترات العام وعلى مدار المواسم المختلفة.
وقال إن مصر بلد متنوع الموارد السياحية إذ خلال فصل الشتاء يمكن تنظيم رحلات سياحية إلى الجنوب فى الأقصر وأسوان وزيارة المتاحف والمعابد الأثرية وفى الصيف يمكن تنظيم الرحلات إلى الشمال والشرق على شاطئ البحرين الأحمر والمتوسط.
وأضاف أن السياحة الدخلية تمثل أقل من %10 من الإشغالات الفندقية بمصر سنوياً، والاهتمام بها يحمى الفنادق المصرية من التوقف خلال الأزمات إلى جانب خفض الضغط على العملات الصعبة جراء السياحة الخارجية.
وقال إنه رغم العقبات التى تواجه شركات السياحة من العمل فى الرحلات الداخلية المتعقلة بتدنى الأسعار وانخفاض دخول المصريين، إلا أن وضع استراتيجية خاصة بتطويرها أصبح ضرورة قصوى لأن السياحة الداخلية فى مصر لها مستقبل كبير جداً، ورغم ذلك لا يوجد تسويق قوى لها».
وأضاف أن لجنة السياحة والطيران بجمعية شباب رجال الأعمال سوف تعمل على وضع استراتيجية، خاصة بهذا السوق الكبير، وسوف يتم الاستعانة بجميع أطراف صناعة السياحة من شركات سياحة وفنادق وطيران وكذلك البنوك.
وقال إنه سيتم إطلاق مبادرة بالاشتراك مع البنوك المصرية لإطلاق رحلات سياحية داخلية بالتقسيط لرفع مستوى الإشغالات فى المناطق السياحية المختلفة.
وبشأن السياحة الخارجية قال: «أزمة كورونا التى عصفت بالسياحة حول العالم تقتضى فكراً جديداً للتسويق فى الأسواق المختلفة عبر التنسيق بين جميع الأطياف الفاعلة فى صناعة السياحة سواء من قبل هيئة التنشيط السياحى والقطاع الخاص واستخدام التكنولوجيا».
ويعترف قاعود، بأنه لا يمكن الاعتماد فقط على حملات العلاقات العامة وحدها أو الحملات الترويجية والتسويقية فقط، وإنما يتم المزاوجة بين الأسلوبين بما يحفظ لمصر تواجدها وعدم غيابها عن الأسواق المختلفة.
وذكر أن دول أوروبا الشرقية، خاصة أوكرانيا وبلاروسيا من أول الدول التى استأنفت الحركة السياحية مجدداً لمصر بما يؤكد على وجود طلب قوى للغاية على زيارة مصر وهو الحال نفسه لدى غالبية دول أوروبا.
الإعداد لإطلاق مبادرة رحلات بالتقسيط داخل مصر بالاشتراك مع البنوك
وطالب برفع كفاءة التسويق والترويج وعدم اقتصاره على خفض الأسعار بحيث يتم التخلى عن سياسات حرق الأسعار ويحفظ قيمة وسمعة المنتج السياحى خارجياً عبر توفير منتج سياحى عالى الجودة على مستوى فئات الفنادق 5 و4 و3 نجوم.
وقال إن ربط المناطق السياحية ببعضها سوف يرفع مستوى الإنفاق، بأكثر من الضعف وعدم اقتصاره على السياحة الشاطئية، يمكن ربط الغردقة بالأقصر وأسوان وكذلك شرم الشيخ بالقاهرة.
وأضاف أن هناك فرصاً قوية للغاية، لمصر حالياً، رغم أزمة كورونا، فى ظل وضع مصر فى دائرة الدول الخضراء التى تفتح مجالها لاستقبال السياح وفقاً لاشتراطات صحية قوية، أما الدول التى لاتزال تفرض قيوداً يمكن عمل حملات ترويجية بها بما يحفظ تواجد مصر لحين عودة الرحلات مجدداً.
وبشأن مبادرات البنك المركزى الخاصة بتمويل المشروعات السياحية بتوفير قروض بفائدة %8، قال إن هذه المبادرة جيدة للغاية، ولكنها تتوقف على الملاءة المالية للشركات، أما بشأن مبادرة القروض الخاصة بتمويل الأجور كانت من العوامل المهمة لمساندة القطاع وعدم تسريح عمالته.
ويرى قاعود، أنه رغم الظروف الحالية التى يمر بها القطاع السياحى، إلا أنه يعد جيداً، ولكن ينبغى إضافة منتجات سياحية كاملة ومستديمة وليس فترات موسمية فقط: «ينقصنا فى مصر رفع كفاءة شبكات الطرق وربط التجمعات السياحية ببعضها، مقارنة بالدول الأوروبية».
وأضاف: «منطقة الساحل الشمالى تتطلب توفير خدمات سياحية مرتفعة الكفاءة، بما يجذب سياحة اليخوت التى تجوب فى البحر المتوسط، والتى يصل إيجار اليخت فى الأسبوع الواحد بين 60 و70 ألف دولار بما يظهر مستوى الإنفاق».
وذكر أن مصر لديها شاطئ كبير للغاية على البحر المتوسط، وحتى الآن لا توجد سياحة يخوت مثل اليونان أو تركيا أو إيطاليا أو فرنسا.