توقع عاملون فى القطاع السياحى عودة حركة السياحة الوافدة للمقصد المصرى، إلى معدلاتها الطبيعية بداية العام المقبل، مرجحين بذلك سيناريو استئناف رحلات الطيران من دول أوروبا المصدرة للسياحة إلى مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة.
قال الدكتور حسام هزاع، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إنَّ ثمة توقعات تشير إلى إعادة استئناف رحلات الطيران «الشارتر» الوافدة من الاسواق الاوروبية الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر، خصوصاً المانيا وفرنسا بحلول أغسطس المقبل.
وأضاف أن استئناف حركة الطيران منذ بداية يوليو الحالى خصوصاً مع بدء توافد السياح من بعض الدول الأوروبية مثل أوكرانيا وبلغاريا، يبشر بعودة المعدلات السياحية لطبيعتها تدريجياً مع بداية العام المقبل.
وأوضح أنه رغم نشاط حركة السياحة الداخلية بشكل ملحوظ، فضلاً عن توافد نسبة لا بأس بها من السياحة الخارجية منذ بداية يوليو الحالى، إلا أن ذلك لا يعوض خسائر قطاع السياحة التى شهدها على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب جائحة كورونا.
ولفت هزاع إلى أن الإجراءات التى اتخذتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الصحة لوضع آلية لتطبيق المعايير الصحية والاحترازية لضمان صحة وسلامة العاملين بالقطاع السياحى وكذلك الرواد والوافدين للمقصد المصرى، تعتبر خطوة إيجابية وستسهم فى تنشيط حركة السياحة.
وأشار إلى العديد من الحوافز التى قدمتها وزارتا السياحة والآثار، والطيران، والتى من شأنها أيضا المساهمة فى دفع حركة السياحة خلال الفترة المقبلة، إذ تضمنت تلك الحوافز تخفيضاً بنسبة %20 على الخدمات الأرضية فى المطارات وإعفاء السائحين من رسوم التأشيرة السياحية لمصر حتى نهاية اكتوبر المقبل.
وكانت الحكومة قد اتخذت بعض الإجراءات والحوافز لمساندة القطاع السياحى خلال جائحة كورونا، حيث تم إسقاط الضريبة العقارية على المنشآت الفندقية والسياحية لمدة 6 أشهر، وكذلك إرجاء سداد جميع المستحقات عليها لمدة 3 أشهر دون غرامات أو فوائد تأخير، إضافة إلى تكليف البنك المركزى لتقديم تمويل من البنوك للمنشآت السياحية والفندقية بحيث يخصص لتمويل العملية التشغيلية بهدف الاحتفاظ بالعمالة على أن يكون بفائدة مخفضة والعمل على رفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت السياحية.
ووفقاً للسيناريوهات المتوقعة للمساهمة المباشرة وغير المباشرة لقطاع السياحة فى الناتج المحلى الإجمالى فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، فإن التقديرات أظهرت أن القيمة المضافة المباشرة للسياحة ستتراجع بنسبة %48 بحسب السيناريو الأول، و%61 فى السيناريو الثانى.
وستتراجع القيمة المضافة المباشرة للسياحة بنسبة %75 وفقاً للسيناريو الثالث، إذ يعتمد تحديد المسار المتوقع لتعافى القطاع السياحى على عوامل عدة، من بينها مدة وحجم تفشى الفيروس، وتدابير الاحتواء، ورغبة وثقة المستهلكين، والظروف الاقتصادية، لذلك فإن السيناريو الثالث هو الأرجح والذى يشير إلى أن تعافى القطاع السياحى سيكون من بداية العام القادم 2021. وبلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال العام الماضى 13.1 مليون سائح بواقع 13.03 مليار دولار بزيادة نسبتها %12.5، مقارنة بعام 2018.
وكان من المستهدف أن يصل عدد السياح الوافدين للمقصد المصرى لنحو 15 مليون سائح خلال العام الحالى 2020، إلا أن جائحة فيروس كورونا المستجد عصفت بجميع الآمال والتوقعات.
وبلغ إجمالى أعداد الوفود السياحية القادمة للمقصد المصرى منذ بداية استئناف حركة الطيران أول يوليو الحالى نحو 10 آلاف سائح لمدينتى الغردقة وشرم الشيخ باعتبارهما الوجهات المتاحة حتى الآن للزيارة إلى جانب محافظة مرسى مطروح.
وتوقع محمد رحمى عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، عودة حركة السياحة الوافدة للمقصد المصرى وفقاً للمؤشرات الحالية لتقترب من معدلاتها الطبيعية بحلول ديسمبر المقبل وأوائل العام الجديد.
وأضاف أن حركة السياحة الداخلية تشهد نشاطاً غير متوقع خلال فترة قصيرة وهو ما يبشر بعودة الحركة السياحية بشكل عام سريعاً.
ولفت إلى أن بعض شركات السياحة العاملة بالسوق، أطلقت مبادرات لتحفيز حركة السياحة الداخلية، حيث أطلقت برامج فى مختلف المناطق الشاطئية على مستوى الجمهورية بأسعار مخفضة.