يبنى “وول ستريب” تطبيق إبرام صفقات للاندماجات والاستحواذات المستقبلية فى عصر التباعد الاجتماعى ويمكنك أن تشبهه بتطبيق “تيندر” للمواعدة، ولكنه بدلاً من ذلك تطبيق للصفقات، أو ربما يتماشى مع اتجاه مصطلح الشركات الناشئة الجديد، وبعد كل شئ، فإن فورة نشاط الصفقات فى نهاية الأسبوع الماضى تظهر أنه حتى الفيروس المستجد لا يمكنه خنق الطلب على الاندماج والاستحواذ لفترة طويلة.
وفى الوقت الذى لايزال فيه السفر جواً محرماً بقدر كبير، ومع احتمالية كون العمل من المنزل هو الوضع الطبيعى بدلاً من مكاتب الشركات فى المستقبل القريب على الأقل، يبحث المصرفيون عن تكنولوجيات جديدة لمساعدة عملائهم على إيجاد الصفقات عن بعد.
وفتح وباء كوفيد 19 الباب أمام صعود تطبيق “زوم” للتواصل عبر الفيديو وغيرها من أدوات المؤتمرات عبر الفيديو، التى تم استخدامها مؤخرا من قبل “فيرايزون كوميونيكيشن” و”إنتل كورب” للتفاوض على الاستحواذات التى تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
والآن يبنى بنك “جولدمان ساكس”، تطبيق للتوفيق بين الصفقات المحتملة لعملاء بنوك الاستثمار لتعزيز هذه العملية أكثر، واسم هذا التطبيق “جيمينى”، ويعتمد على تكنولوجيا يستخدمها البنك داخلياً، وتأتى الأنباء بشأن تطبيق “جيمينى” فى أعقاب نهاية أسبوع مليء بالصفقات مع بدء سوق الدمج والاستحواذ إظهار بعض العلامات على الحياة.
وأكدت “مايكروسوفت”، أنها منخرطة فى مفاوضات بالفعل لشراء أعمال “تيك توك” فى الولايات المتحدة، فى الوقت الذى يخضع فيه موقع التواصل الاجتماعى الصينى للمزيد من التدقيق من قبل حكومة الرئيس دونالد ترامب، وكتب الاقتصادى تيم كوبلان، أن هذه الصفقة قد تكون “صفقة العقد”.
كما أبرمت شركة “سيمينز هيلثينييرز” الألمانية صفقة بقيمة 16.4 مليار دولار للاستحواذ على شركة “فاريان ميديكال سيستمز إنك” وهى شركة أمريكية واقعة فى ولاية كاليفورنيا وتصنع علاجات السرطان بالإشعاع، متوقعة عودة الطلب على العلاجات الطبية التى تأجلت نتيجة كوفيد 19.
وتدرس مجموعتى “بلاكستون” و”جلوبال انفراستراكتشر بارتنرز” تقديم عرض شراء مشترك لشركة “كانساس سيتى ساذرن”، مشغلة خطوط السكك الحديدية التى تربط المكسيك بالغرب الأوسط الأمريكى، فيما يرتقى إلى رهان مشابه لرهان وارن بافيت على اقتصاد الولايات المتحدة.
وربما تكون ولت أيام مصافحة اليد بعد إتمام الصفقات، ولاتزال أحجام الدمج والاستحواذ عاليما منخفضة بنسبة 47% العام الجارى عند 1.1 تريليون دولار، ولكن الوباء لم يغير أسباب السعى وراء الصفقات، ولاتزال معدلات الفائدة منخفضة وسط الركود الناتج عن مخاوف الوباء، كما أن نقص النمو الطبيعى يواصل تشجيع الاندماج عبر القطاعات، وفى الوقت الذى أصبحت فيه الشركات أكثر ارتياحاً للعمل عن بعد، قد يعتنقون تكنولوجيات جديدة لعقد الصفقات كذلك.
وقال ديريك كويتشر، نائب رئيس شركة “فيرايزون” للاستراتيجية والتطوير، فى مقابلة فى يونيو أجريت عبر برنامج المؤتمرات الهاتفية “بلوجينز”: “المصرفيون معتادون على المحاربة على الطرقات، ولكن أعتقد أنهم يتعلمون سريعاً أنهم يستطيعون إنجاز الكثير بهذه الطريقة، واستحوذت “فيرايزون” على “بلوجينز” مقابل 400 مليون دولار فى أبريل الماضى.
ورغم أن المديرين التنفيذيين للشركتين بدأوا مفاوضاتهم وجها لوجه قبل كوفيد-19، فبمجرد ظهور الوباء اضطروا إلى أن يصبحوا فئران تجارب بأنفسهم لهذه التجربة، وقال كويتشر: “ذهبت تماماً أيام الاجتماع بفريق الإدارة وتناول العشاء والمرور على بعضنا البعض لتناول الإفطار.، وأكثر ما كان يقلقنا هو الثقافة، فهل سنستطيع تحقيق التوافق الثقافى الصحيح مع أشخاص لم نمض معهم وقت كافى وجهاً لوجه؟ وبالتالى استخدمنا المنصات للحصول على هذا الوقت الكافى”.
وأضاف أنها كانت تجربة أثبتت نجاحها ولم يتعرضوا لتأخيرات نتيجة السفر كما أن جدولة الاجتماعات كانت أسهل، ويقول “جولدمان ساكس”، إن تطبيقه سوف يظهر أداء الشركات وفقاً لمعايير الإيرادات والأرباح وكذلك المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، وهو ما سيساعد المديرين التنفيذيين على رؤية فرص الاندماج أو الانفصال وتحديد نقاط الضعف، وببعض من الإلهام من أدوات التواصل الاجتماعى، تمكن نشاط عقد الصفقات من الحياة فى عصر كوفيد-19.
بقلم: تارا لاشابيل، كاتبة مقالات لدى “بلومبرج” تعطى أعمال الترفية والاتصالات.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء “بلومبرج”