قام تحالف يضم أكثر من 70 صندوقا للتقاعد ومديرى استثمار ممن يمثلون أصولا بقيمة 16 تريليون دولار، بتصميم نظام «صافى انبعاثات صفرى» للمساعدة فى التخلص من انبعاثات الكربون الضارة عبر محافظها بحلول عام 2050.
وواجهت جهود كبار المستثمرين لمعالجة التغيرات المناخية معوقات ناتجة عن عدم وجود توافق فى الآراء بشأن الطريقة الأفضل للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل العصر الصناعى، وهو هدف اتفقت عليه الدول فى مؤتمر باريس لعام 2015.
وأشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أن هناك مخططا نموذجيا، نشرته مجموعة المستثمرين المؤسسين المعنية بالتغيرات المناخية مؤخرا، يوفر مجموعة من الأدوات لمساعدة صناديق المعاشات التقاعدية فى التخلص من الكربون فى محافظها الاستثمارية، كما أنه يهدف إلى تشجيع زيادة الاستثمار فى مشاريع الطاقة المتجددة والمبانى منخفضة الكربون وتقنيات كفاءة الطاقة.
وقال ستيفانى بفيفر، الرئيس التنفيذى لمجموعة المستثمرين المؤسسين المعنية بالتغيرات المناخية، إن الدول والمدن والشركات فى جميع أنحاء العالم تلتزم بتحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية، كما أن المستثمرين بحاجة إلى إظهار نوع قيادة مماثل.
ويقترح نظام العمل الصفرى للانبعاثات وضع المستثمرين المؤسسين لأهداف صارمة للحد من الانبعاثات على مستوى المحفظة بشكل عام وكذلك لحيازتهم حسب فئة الأصول فى الأسهم والسندات والعقارات، بينما ستضاف الأسهم الخاصة والبنية التحتية فى وقت لاحق.
وأوضحت الصحيفة أن تأثير النظام على الأداء سيقوم باختباره خمسة مستثمرين، وهم «ايه بى جى» الهولندية وشراكة Brunel Pension ومجلس معاشات تقاعد كنيسة إنجلترا و«بى كيه ايه» الدانماركى ومجموعة فينكس، ثم نشر نتائج الاختبارات فى نهاية العام الجارى.
وقال آدم ماثيوز، مدير الأخلاقيات والمشاركة فى مجلس معاشات تقاعد كنيسة إنجلترا، إن تحديد هدف الانبعاثات الصفرية على المدى البعيد يعتبر الجزء السهل بالنسبة للمستثمرين، لكن التحدى هو أن يكون هناك نظام عمل موثوق به ويتسم بالشفافية يمكن الصندوق من تحويل الرغبة إلى قرارات وإجراءات عملية.
ويتساءل المتشككون فيما إذا كانت مثل هذه المبادرات تمتلك إمكانيات حقيقية وتشجع صناديق التقاعد على خفض الحيازات فى الشركات العاملة فى مجال الوقود الأحفورى.
وفى هذا الصدد، قال ماثيوز إن تصفية الاستثمارات لا يشترط توافقها فى كثير من الأحيان مع أهداف التغيرات المناخية، مما يحد من قدرة المستثمر على التأثير على سلوك الشركة.