كان احتمال خفض إعانات البطالة فى الولايات المتحدة بمثابة صدمة بالنسبة للمهاجر المكسيكى جورجى هيرنانديز، الذى يعمل طاهيا منذ بداية جائحة فيروس كورونا.. لذلك أصبح يعتمد على إعانات البطالة لدعم أقاربه المسنين فى وطنه الأم المكسيك.
ومن المؤكد أن هيرنانديز، ليس المكسيكى الوحيد فى الخارج الذى واصل إرسال الأموال إلى أرض الوطن منذ تفشى الوباء.
وأثبتت التحويلات المالية إلى المكسيك مرونتها منذ بداية تفشى أزمة كوفيد-19، بعد أن سجلت رقما قياسيا يقدر بـ 36 مليار دولار فى العام الماضى، إذ أصبحت المكسيك تسجل الآن تحويلات مالية أكثر من تلك التى تحققها من الاستثمار الأجنبى المباشر أو السياحة أو صادرات البترول.
وسجلت التحويلات المالية ارتفاعا شهريا قياسيا بلغ 4 مليارات دولار فى الأسابيع الأولى للأزمة فى مارس. كما أظهرت بيانات نشرها البنك المركزى المكسيكى، يوم الأثنين، ارتفاع التحويلات الشهرية فى يونيو بنسبة %4.7 لتصل إلى 3.5 مليار دولار.
ونتيجة لذلك، سجلت إجمالى التحويلات فى الستة أشهر الأولى من العام الجالى رقما قياسيا يبلغ 19.1 مليار دولار، بارتفاع نسبته %10.6 عما كانت عليه فى نفس الفترة من عام 2019.
وتشير البيانات إلى أن بعض شيكات الإعانات الأمريكية تشق طريقها إلى العائلات فى أراضى المكسيك، وفقا لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وقال كارلوس سيرانو، كبير الاقتصاديين فى مصرف «بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا» فى مكسيكو سيتى، إن الولايات المتحدة تعانى ركودا غير عاديا، لأن متوسط الدخل لم ينخفض بسبب المساعدات الحكومية.
تبلغ نسبة البطالة بين الأفراد من أصل لاتينى فى الولايات المتحدة أكثر من ضعف مستوياتها قبل الوباء- وفقا لمكتب إحصاءات العمل- كما أشار سيرانو إلى أن %60 تقريبا من المكسيكيين فى الولايات المتحدة لديهم أوراق هجرة رسمية، وبالتالى يمكن أن يكونوا مؤهلين للحصول على مساعدة بشكل رسمى.
وأشار سيرانو، إلى أنه حتى لو خفضت الولايات المتحدة إعانات البطالة، ربما ترتفع التحويلات المالية هذا العام بنسبة تتراوح بين %6 إلى %7 مقارنة بعام 2019، ولكن إذا لم يُخفض حجم الإعانات، فقد يكون الارتفاع أعلى.
ووصف الرئيس المكسيكى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المهاجرين من بلاده بأنهم نعمة، مشيدا بارتفاع التحويلات المالية واعتبرها بأنها مؤشر إيجابى.
وأظهرت البيانات الحديثة أن الوباء يثير الفوضى فى الاقتصاد المكسيكى، إذ انخفض الناتج المحلى الإجمالى بأكثر من %17 على أساس ربع سنوى فى الأشهر الثلاثة حتى يونيو، إذ لا تقدم المكسيك أى إعانات بطالة.
كما تبين أن %55 من العمال لم يكسبوا ما يكفى لشراء الأطعمة الأساسية فى مايو، بارتفاع من %36 فى الربع الأول.
ونتيجة لذلك، يرتفع عدد المكسيكيين المتجهين إلى الولايات المتحدة، ولكن مخاوف البالغين المكسيكيين على الحدود الأمريكية تضاعفت تقريبا منذ فبراير الماضى.
وقال آدم إيزاكسون، من مكتب واشنطن لشؤون أمريكا اللاتينية، إن المهاجرين الآن يتجهون إلى الولايات المتحدة ويحاولون عدم الإمساك بهم أثناء سعيهم للعبور بين نقاط الدخول القانونية، عكس عامى 2018 و2019 عندما كانت قوافل المهاجرين من أمريكا الوسطى تصل إلى الحدود لتسليم أنفسهم إلى السلطات الأمريكية.
وبالنسبة للعديد من المهاجرين غير القانونيين والقانونيين على حد سواء، لا يوجد بديل أفضل للعمل فى الولايات المتحدة.