كان النصف الأول من عام 2020 قاسيا بالنسبة لصناعة البترول. فقد انخفض الطلب العالمى بمقدار الثلث تقريبا فى وقت من الأوقات، وأثرت حرب الأسعار على البترول الخام السعودى.
كما انهارت أسعار البترول الأمريكية إلى ما دون الصفر للمرة الأولى.
وتعكس أرباح منتجى البترول الأخيرة فى الربع الثانى هذا الضرر، إذ قام كبار الخبراء العالميين والمستقلين الأمريكيين بتخفيض قيمة الأصول والتعرض لخسائر فادحة، وفقا لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جائحة كورونا، وحرب الأسعار والتقلبات غير المسبوقة، تسببت فى حدوث فوضى فى عالم البترول، بداية من أعمال التنقيب والإنتاج إلى التكرير.
ورغم التعافى الأخير، إلا أن البترول الخام لا يزال يُتداول عند حوالى الثلث أقل من متوسط السعر المسجل فى العام الماضى، كما أن الصناعة الهائلة انكمشت.
فبعد أن كان قطاع الطاقة يتصارع من أجل تحقيق السيادة فى القيمة السوقية لمؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، تضاءلت حصته الآن إلى أقل من %3.
صافى الدخل
تضررت أرباح المنتجين فى العالم بشدة فى الربع الثانى، وأدى انهيار الأسعار، بجانب تبخر الطلب إلى تحول الشركات من الأرباح الجيدة المحققة فى عام 2019 إلى تكبد خسائر فادحة فى عام 2020، وفى كثير من الحالات لم يسبق لها مثيل من حيث الحجم.
ومن المقرر أن يسمح التحسن فى الأسعار خلال الربع الثالث، للكثيرين بجنى الأرباح مرة أخرى. لكن الوقت سيكون قد فات بالنسبة للبعض، لأن الدمار الذى حدث بالفعل يجعلهم يكافحون فى ظل تراكم الديون المتزايدة ومع أموال أقل للدفع للمساهمين واستعادة ثقة المستثمرين.
النفقات الرأسمالية
استجابت الشركات من خلال خفض التكاليف حيثما أمكن ذلك، متخلية عن خطط حفر مزيد من الآبار وزيادة الإنتاج إلى حد كبير، إذ يركز المنتجون على خفض نفقاتهم على حساب التوسع المستقبلى، كما انخفض عدد الحفارات العاملة فى الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة أرباع مقارنة بالعام الماضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة حفر عدد أقل من الآبار اليوم تدل على إنتاج بترول أقل غدا، كما تقلصت قدرة الشركات على النمو.
واعترف المسؤولون التنفيذيون بأن عصر التوسع المتفشى فى رقعة البترول الصخرى الأمريكى، الذى دفع الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج للبترول فى العالم، قد انتهى.
التكرير
تعرضت أعمال التكرير الخاصة بالشركات الكبرى- حيث يتم تحويل البترول الخام إلى بنزين وديزل ووقود طائرات ومنتجات أخرى- لضغوط كبيرة، خصوصا أن الطلب على الوقود، الذى تنتجه تلك الشركات، انخفض فى ظل توقف الناس عن القيادة والطيران.
عمليات الشطب
ستكون آثار الوباء طويلة الأمد، ويعتقد بعض المحللين أن ذروة الطلب على البترول قد انتهت بالفعل، وقد أجبر هذا الشركات على التعامل مع حقيقة أن العديد من أصولها قد تصبح الآن أقل بكثير مما كانت عليه قبل عام. كما أن بقاء الأسعار منخفضة لفترة أطول يدل على أن الكثير من بترول الشركات لن يخرج من الأرض.