تخطط إيران لتمكين مواطنيها من الاستثمار فى عالم البترول فى أسواق رأس المال للمرة الأولى فى تاريخها، إذ تبحث الحكومة عن طرق لتعزيز اقتصاد البلاد المتضرر من العقوبات الأمريكية وتفشى جائحة فيروس كورونا.
وقال الرئيس الإيرانى حسن روحانى، الثلاثاء الماضى، إن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادى فى إيران صدق على هذه الخطط، وفقاً لما نقلته الخدمة الإخبارية الخاصة بوزارة البترول.
وقال روحانى إن المسئولين يأملون فى الاستفادة من مستويات عالية من السيولة- أو المعروض النقدى فى الاقتصاد، وأضاف روحاني، فى خطاب ألقاه أمام مجلس وزرائه يوم الأربعاء فى طهران: «سوق الأسهم والبترول تعتبر أماكن للاستثمار، وليس الذهب والدولار، لذا نريد مساعدة الناس بهذه الطريقة».
ولم يذكر الرئيس أى تفاصيل أخرى حول كيفية عمل آلية الاستثمار، لكن موقع «اقتصاد نيوز» شبه الرسمى، ذكر، الإثنين الماضي، أن العملية سوف تشمل البيع المسبق لنحو 220 مليون برميل من البترول فى بورصة الطاقة الإيرانية «إيرينكس» من خلال سندات السلف الإسلامية والأوراق المالية المشابهة للعقود الآجلة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الحكومة تبيع بالفعل البترول الخام والمنتجات الهيدروكربونية فى بورصة الطاقة الإيرانية للمصافى والمتداولين على المستوى المحلي.
وقال مسعود جلامبور، المحلل فى بنك نوفين للاستثمار فى طهران، إن الخطة ستمكن الحكومة من إنشاء سوق محلية باستخدام البترول، الذى لا يتم تصديره وتسمح للناس بالاستثمار فى سلعة تتسم بالأمان، مشيراً إلى أن الاقتراح قد يتخذ أيضاً شكل سلعة يتم تداولها فى البورصة، والتى ستكون الأولى بالنسبة لإيران.
وأعلن وزير البترول الإيرانى بيجان نامدار زنجنه، يوم الثلاثاء، عن خطط لإنشاء صندوق فى بورصة طهران للأوراق المالية لإدراج أسهم فى شركات تابعة للشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع البترول، وتعتبر هذه الإعلانات جزء من حملة أوسع نطاقاً، قادها روحانى لتسييل بعض أصول الدولة وتعويض عجز الموازنة المتزايد.
تهدف استراتيجية الضغط الأقصى التى تتبعها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد إيران إلى خفض صادراتها البترولية، التى تعتبر مصدر أساسى للإيرادات إلى الصفر.
وانخفضت المبيعات الخارجية من 2.5 مليون برميل يوما فى أبريل 2018- الشهر الذى سبق خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووى متعدد الأطراف- إلى ما يقل قليلاً عن 200 ألف برميل فى يوليو، وفقاً لأحدث البيانات التى تتبعتها «بلومبرج».