مصدر بـ«الدمغة والموازين»: شركة واحدة تتقدم بدمغ عيار 14
كشف متعاملون فى سوق الذهب عن البدائل والحلول التى يعمل التجار والمصنعين عليها الآن لإنعاش سوق الذهب بعد ارتفاع سعره وتخطى سعر عيار 21 حاجز الـ 900 جنيه.
وتعد الأعيرة والأوزان المنخفضة والسبائك والألماس أبرز الحلول والبدائل وشهدت الفترة الحالية زيادة فى الطلب المحلى للسبائك بدلاً من المشغولات، لتقليل الخسائر والاستفادة من ارتفاع الأسعار، فضلاً عن توجه فئة من المستهلكين لأسواق اللألماس بعد تقارب الأسعار بينهما.
قال مصدر بمصلحة الدمغة والموازين، إن إحدى الشركات المنتجة للذهب تقدمت بطلب رسمى لإنتاج ودمغ عيار 14 مرة أخرى بعد فترة من التوقف، نظراً لعدم الإقبال عليه وتقبله من جانب المستهلك المصرى وأن المصلحة ستقوم بدمغ الكميات المنتجة خلال الفترة المقبلة.
اضاف المصدر، أنه مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب قد تشهد الفترة المقبلة زيادة فى إعداد الشركات الراغبة فى دمغ عيار 14.
قال الدكتور خالد حسن استشارى تطوير الأعمال بشركة ايجيبت جولد لتصنيع الذهب والمجوهرات، إن الشركة لا تدرس حالياً طرح عيار 14، نتيجة عدم إقبال المواطنين عليه خلال طرحه منذ نحو 4 أعوام.
أضاف، أن الشركة أيضاً لديها من المرونة التى تجعلها قد تلجأ إلى ذلك فى المستقبل مع استمرار تباطؤ المبيعات بالأسواق نتيجة أزمة كورونا وارتفاع الأسعار لمستويات قياسية.
أوضح إلى أن عيار 14 وعيار 12 متوفرة بالأسواق الأوروبية، والأزمة فى ثقافة المستهلك المصرى، ونظرته للذهب باعتباره ملاذاً آمناً وأداة للتحوط وحفظ قيمة الأموال.
وقد شهد سوق الذهب حالة من الارتباك بعد ارتفاع الاسعار لمستويات متتالية قياسية، لامس فيها عيار 21 مستوى 925 جنيهاً، ثم شهدت الأسوق حالة سريعة من التراجع أيضاً، وبلغت نسبة مكاسب الذهب من بداية العام نحو 28%.
أضاف، أن الشركات عليها دور كبير فى كيفية تقديم المنتج بجودة وأشكال تجذب شريحة جديدة من المستهلك، والأمر قد يستغرق عدة سنوات مثلما حدث مع عيار 18 فى القرن الماضى.
لفت إلى أن معظم مصوغات المرأة المصرية فى القرن الـ20 كانت من الذهب عيار 21 ولم يُطرح عيار 18 بالأسواق إلا مع العقد الخامس، ولم يلق قبولاً بين المصريين فى البداية، نظرًا لارتباطهم بالذهب كوعاء ادخاري، ومع العقد السابع بدأت المرأة المصرية، تغير من نظرتها للمصوغات الذهبية من عيار 18، بفعل تشكيله فى أشكال وتصاميم أوروبية.
وأشارت بيانات رسمية لمصلحة الدمغة والموازين عن زيادة كمية المشغولات الذهبية من عيار 18 بصورة تدريجية وبنسب تفاوت كبيرة، حيث ارتفع ما تم دمغه عام 1960 عن 1950 بنسة 16.6%، بينما حدثت طفرة كبيرة فى الدمغ عام 1970، حيث ارتفعت كمية الدمغ بنسبة بلغت 255%، وهو ما يؤكد إقبال المصريين على عيار 18 بعدما كان هناك حالة من الرفض عندما تم طرحه لأول مرة.
أوضح خالد، إن الشركة اتجهت لوضع حلول تستهدف تحفيز المبيعات، وطرح مشغولات ذهبية تتلاءم مع احتياجات لفئات المشترين من خلال طرح مشغولات ذهبية خفيفة الوزن، فضلاً عن تخفيض أوزان اﻷحجار بالمشغولات.
أضاف إلى أن الشركة حاولت تخفيض تكلفة إنتاج جرام الذهب، حتى تتلاءم مع انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين فى ظل ارتفاع الأسعار لمستويات تاريخية لم يشهدها السوق من قبل.
اوضح عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن فكرة طرح عيار 14 نفذتها من قبل شركة لازردى ولم تلق قبولاً لدى المواطنين.
أضاف، أن وقت طرحها عام 2016 كان سعر متوسط سعر الذهب 500 جنيه، لكن مع وصول الأسعار حالياً لمستوى 900 جنيه قد يجعل المواطنين يقبلون عليها أسوة بالدول الأوروبية.
لفت عيد إلى أن الذهب عيار 14 لديه فرصة ليحتل مساحة داخل السوق بنسبة 10% على الأقل ومن تزايد الأسعار أو استقرارها عند هذه المستويات قد ترتفع النسبة سنوياً.
تابع أن متوسط مصنعية عيار 14 نحو 130 جنيهاً، فى حين أن متوسط مصنعية عيار 18 نحو 80 جنيهاً ومتوسط عيار 21 نحو 60 جنيهاً، ما يزيد من مشكلة طرح عيار 14 فى الأسواق وعلى الشركات تخفيض المصنعيات.

عيد: ارتفاع الأسعار قد يحفز الطلب على العيار المنخفض
استبعد ماجد أيوب، عضو نقابة تجار وصناع الذهب بالشرقية، الإقبال على المشغولات الذهبية عيار 14، لأن قناعته تتضمن الاستثمار قبل الزينة.
أضاف، أن عيار 14 سيكبد المُصنع خسائر كبيرة، نظرًا لصعوبة تشكيله لصلابته، بالإضافة لزيادة نسبة الفقد والهالك أثناء التصنيع، وبالتالى ترتفع مصنعيته، كما أن طرح مشغولات ذهبية فى الأسواق، لن يلقى رواجًا بالأسواق، مما يعرض المصنعين والتجار للخسائر، راهناً فكرة طرحه على وجود طلبات مسبقة من المستهلك لتجنب الخسارة، وهذه هى الحالة الوحيدة التى يمكن أن يُتداول بها العيارات المنخفضة.
أوضح أن ارتفاع أسعار الذهب أدى لتقليل أوزان المشغولات على مدار السنوات الماضية، فوزن الخاتم قديمًا، كان يتراوح ما بين 10 و20 جرامًا، وحالياً يتراوح من 3 إلى 10 جرامات، وتراوحت أوزان الكوليه خلال فترة قديمة بين 40 و70 جرامًا، لكن حاليًا تتراوح بين 15 و 30 جرامًا.
قال إيهاب بهجت العضو المؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة «آل السعيد» للاستثمار الصناعى والتنمية «سويس جولد»، إن الشركات تحاول التغلب على ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين عبر طرح منتجات خفيفة الوزن لتنشيط المبيعات ولتتناسب مع القدرات الشرائية المختلفة، ومن ثم ظهر منتجات من السبائك بأوزان ربع جرام ونصف جرام وجرام.
اوضح أن ارتفاع الأسعار أدى لتغير فى ثقافة المستهلكين، حيث زاد توجه المواطنين لشراء السبائك والجنيهات كبديل عن المشغولات نتيجة انخفاض مصنعيتها، وبالتالى تقليل نسبة الخسارة عند البيع.

بهجت: ارتفاع الأسعار حول الطلب للسبائك أكثر من المشغولات
أضاف الدكتور مجدى عباس رئيس شركة «ديموند سنتر» لتصنيع المجوهرات الماسية، أن ارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية بالسوق المحلية، وجه جزءاً من حصة سوق الذهب لسوق الألماس، خاصة خواتم الخطوبة والزفاف.
أشار عباس إلى أن أسعار الألماس انخفضت بنحو 10% عن العام الماضى بفعل الإنتاج السنوى المتزايد وفقاً لمؤسسة «رابابورت الدولية» لتسعير الألماس، بخلاف الذهب الذى قفزت أسعاره بنسبة 28% من بداية العام، ما يصعب على المستهلكين التوجه لشراء الذهب فى ظل انخفاض القدرة الشرائية.
لفت إلى أن سوق الألماس لديه فرصة لجذب المزيد من عملاء الذهب، لكن عملاء الألماس لا يفضلون الذهب، لأنها ثقافة استهلاكية مختلفة.