لم يكن لشخص تخيل شعور المحللين بالراحة عندما تسجل الشركات الكبرى فى البلاد أسوأ انخفاض فى الأرباح منذ 10 أعوام على الأقل، لكن الوباء جعل هذا الأمر حقيقة بالفعل فى الهند.
فى الوقت الذى سجل فيه صافى الدخل الإجمالى لـ 47 عضواً فى مؤشر «NSE Nifty 50» لسوق الأوراق المالية الهندية تراجعاً بنسبة 40% فى الربع المنتهى فى يونيو، مقارنة بالعام الماضى، استطاع ما يقرب من ثلثى هذه الشركات تحقيق أو تجاوز التقديرات، وفقاً للبيانات التى جمعتها وكالة أنباء «بلومبرج».
وبالنسبة للمحللين الذين يكافحون لتبرير تعافى سوق الأسهم منذ مارس، يعتبر هذا الخبر واحداً من الأخبار الجيدة، وقال رئيس الأبحاث لدى شركة «أى.أى.إف.أل سيكيورتيز»، أبهيمانيو سوفات: «لأكون صادقاً، لقد قمنا بخفض القيم المتوقعة لهذا الربع، لكن غالبية الشركات المدرجة فى مؤشر Nifty استطاعت تسجيل نتائج أفضل من المتوقع».
كما هو الحال فى الأسواق الرئيسية الأخرى، لم تكن الأرباح فى الهند بالسوء الذى كان متصوراً، إذ خفضت الشركات التكاليف لتوفير النقدية، فضلاً عن خفض التقديرات قبل موسم النتائج أيضاً الأمر الذى يسهل بدوره تحقيق أداء أفضل من المتوقع.
وخفض المحللون تقديرات متوسط أرباح أعضاء مؤشر Nifty لمدة 12 شهراً بنسبة 20% منذ يناير الماضى، فى ظل المخاوف المتعلقة بالتعافى غير المكتمل وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
قال رئيس الأبحاث فى شركة «موتيلال أوسوال» الهندية للخدمات المالية فى مومباى، جوتام دوجاد: «حتى إذا تحسنت الأمور فى الأرباع السنوية المتبقية، فإن العام المالى 2021 بأكمله سيبدو مستقراً فى أحسن الأحوال، مع ميل المخاطر نحو الاتجاه الهبوطى، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس ومكافحة بعض الولايات لموجة الإغلاق الثانية».
ويقول المتفائلون، إن السوق توقعت بدء تعافى الأرباح على نطاق واسع فى العام المالى المقبل، الذى يبدأ فى أبريل.
وأوضحت «بلومبرج»، أن 3 شركات فقط من مؤشر «Nifty 50»، بما فى ذلك شركة فحم الهند ومؤسسة البترول والغاز الطبيعى وشركة «زى» للمشاريع الترفيهية، لم تبلغ عن نتائجها بعد، إذ قامت الجهة التنظيمية بتمديد الجدول الزمنى للإبلاغ عن أرباح الربع السنوى الثالث حتى 15 سبتمبر المقبل فى ظل الوباء.
وانضمت 4 من أكبر 5 شركات تكنولوجية فى الهند إلى نظيراتها العالمية فى تجاوز توقعات الأرباح، وسط زيادة الطلب على التكنولوجيا.
وأبلغت معظم البنوك عن انخفاض فى الأرباح، مع استمرارها فى تعزيز احتياطياتها ضد الوباء، وتعززت أرباح «ستايت بنك أوف أنديا»، البنك الأكبر فى البلاد، من خلال بيع حصة فى وحدة التأمين التابعة له.
وتلقت شركات صناعة السيارات ضربة أيضاً، إذ سجلت شركة «ماروتى سوزوكى إنديا» الرائدة فى صناعة السيارات أول خسارة فصلية لها على الإطلاق، وتسبب الإغلاق فى منع الزوار من زيارة صالات العرض.
كتبت: دعاء البرعى