استطاعت منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها ما يعرف باسم تحالف “أوبك بلس” تحقيق توازن بين العرض والطلب في سوق البترول، دون انهيار الأسعار مجدداً، لكن لم يتضح بعد، ما إذا كان التحالف قادراً على مواصلة عملية التوازن بنجاح.
ويستعيد تحالف المنتجين، بقيادة السعودية وروسيا، إنتاج بعض الكميات الهائلة من البترول الخام التي توقفت خلال فترة تفشي جائحة فيروس كورونا، ولكن حتى الآن، لم يستطع تعزيز المعروض وضع حد للانتعاش الهش للبترول، والذي أدى لارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى لها في 5 أشهر.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن التوقعات بشأن الطلب على الوقود تدهورت مع تأثير الوباء على السفر الدولى، كما أنه أثر أيضاً على الانتعاش الاقتصادي.
قالت كبيرة محللى البترول فى شركة “إنرجى أسبكتس” الاستشارية، أمريتا سين، إن المنتجين فى “أوبك بلس” بحاجة لأن يكونوا يقظين للغاية، نظراً لإمكانية تراجع الطلب على البترول، وعليهم فقط أن يكونوا سريعين للغاية فى الاستجابة لذلك الأمر.
كان تحالف “أوبك بلس” قد خفض الإنتاج اليومى للبترول بمقدار 9.7 مليون برميل في بداية العام الحالى، أي ما يقرب من 10% من الإمدادات العالمية، عندما تسبب الإغلاق العالمى فى أكبر انهيار للطلب على البترول في التاريخ.
وذكرت “بلومبرج”، أن تضحيات خفض الإنتاج التي قدمتها “أوبك بلس” آتت ثمارها، مما أدى إلى تحول سوق البترول، الذي شهد انخفاض الأسعار فى نيويورك إلى ما دون الصفر، إذ أصبحت الآن العقود الآجلة لخام برنت تتداول بالقرب من 45 دولاراً للبرميل، أى 3 أضعاف مستويات نهاية أبريل الماضى.
وأوضحت أن هذه التضحيات لم تؤثر على اقتصادات دول “أوبك بلس” فقط، بل أيضاً على شركات البترول الدولية، ومنها “بريتش بتروليوم” و”إكسون موبيل”.
خطوات حذرة
ومع عودة الاستهلاك العالمى مرة أخرى نحو المستويات الطبيعية، بدأت “أوبك بلس” هذا الشهر بفتح صنابير البترول بعناية، لكن السوق لايزال هشاً للغاية، بحيث لا يمكن المخاطرة بأى شيء آخر.
يخطط تحالف “أوبك بلس”، الذي يضم 23 دولة، للإبقاء على توقيف الجزء الأكبر من الإنتاج، وهو ما يقرب من 7.7 مليون برميل يومياً وربما أكثر، على مدار بقية العام.
وأعلنت السعودية، أن معظم الإمدادات البترولية، التى استعيدت فى أغسطس، ستستهلك محلياً، وتستخدم لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء فى فصل الصيف بدلاً من شحنها إلى العملاء فى الخارج.
وأشارت الوكالة الإخبارية، إلى أن منتجي البترول لا يستطيعوا تحمل انتكاسة جديدة، رغم انتعاش أسعار البترول، التى لاتزال بالكاد عند نصف المستوى الذى تحتاجه العديد من دول أوبك لتغطية الإنفاق الحكومي.
وقدمت الأيام الأخيرة، تذكيراً ينذر بضرورة توخي الحذر، إذ خفضت الوكالة الدولية للطاقة مؤخراً توقعاتها للطلب على البترول فى النصف الثانى من العام، بمقدار 500 ألف برميل يومياً، مع استمرارية ضعف السفر الجوى، كما أن ارتفاع الطلب على الطاقة فى فصل الصيف داخل السعودية، الذي ساعد على استهلاك براميل البترول الإضافية، سيتلاشى أيضاً.
وقال المحلل في “ميدلي جلوبال أدفيزورز”، محمد دروزة، : “ما زلنا في عالم غامض للغاية. وأعتقد أن ثمة اعترافا بذلك داخل التحالف، حتى لو أبدوا تفاؤلهم بشكل علني”.