تبحث شركة الاستثمار المملوكة للملياردير السعودى الوليد بن طلال عن صفقات فى أوروبا، لأن الأصول الأمريكية، خاصة الأسهم التكنولوجية، ينظر إليها على أنها مبالغ فى تقييمها.
قال طلال الميمان، الرئيس التنفيذى لشركة المملكة القابضة، فى مقابلة أجراها مع تلفزيون وكالة أنباء «بلومبرج»، أمس الأربعاء، إن الأسواق تعتبر بالفعل فى جيدة للغاية فى الولايات المتحدة مقارنة أوروبا، لكن أوروبا تعتبر فى الواقع مكان أفضل بكثير للاستثمار فى هذا الوقت.
انضم الميمان إلى قائمة متزايدة من المستثمرين، بما فى ذلك «بلاك روك» و«مانولايف إنفستمنت مانجمنت»، ممن يشعرون بالقلق بشأن ارتفاع الأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الأزمة الاقتصادية وعام الانتخابات.
وأضاف الميمان: «كل شيء فى رأيى مبالغ فى تقديره، نظراً للمبالغ المالية الضخمة التى قدمتها الحكومة الأمريكية لمساعدة الأسواق بها بالفعل».
أعلنت شركة المملكة القابضة، يوم الثلاثاء، عن تسجيل أكبر خسارة فصلية لها على الإطلاق فى الأشهر الـ3 المنتهية فى يونيو الماضى، حيث أثر تفشى جائحة فيروس كورونا على عائدات فنادقها والأرباح الناتجة عن استثماراتها.
ومع ذلك، قال الميمان إن الشركة، التى يندرج %5 تقريبا من أسهمها فى سوق المال السعودى، ستحافظ على سياسة توزيع الأرباح هذا العام.
وفى تقرير منفصل لوكالة «بلومبرج»، قال مستثمرون من «بلاك روك» وحتى «مانولايف انفيستمينت»، إن استجابة المنطقة السريعة والمنسقة للوباء سبباً جيداً للثقة رغم أن الأسهم الأوروبية تعثرت منذ أوائل يونيو.
ويمكن تفسير المزاج المتفائل بشأن أوروبا بالبحث عن بدائل للولايات المتحدة، حيث تبدو تقييمات الأسهم مبالغ فيها وتتصاعد التوترات مع الصين، كما أدت انتخابات نوفمبر إلى إحباط المعنويات نتيجة صراع الرئيس دونالد ترامب مع خدمة البريد ونشره لمزاعم كاذبة بشأن إمكانية تزوير الانتخابات على نطاق واسع.
قال بيتر تشاتويل، مدير الاستراتيجية متعددة الأصول فى بنك «ميزوهو«: «إذا قارنا مخاطر الأحداث القادمة سنجد أن أوروبا لديها اقتصاد هادئ نسبياً، مقارنة مع أمريكا وبريطانيا والصين».
وأظهر استطلاع رأى حديث لبنك أوف أمريكا على مديرى الصناديق أن أوروبا هى المنطقة الأكثر تفضيلاً وأن ثقل أسهم منطقة اليورو فى محافظ المستثمرين هو الأكبر منذ 2018، وجذب صندوق مؤشرات «فانجارد فوتسى يوروب» حوالى 500 مليون دولار فى أغسطس ما يضعه على مسار أفضل تدفقات شهرية منذ يناير، كما عزز صندوق «بلاك روك»، أكبر شركة استثمار فى العالم، نظرته للأسهم الأوروبية ورفع ممتلكاته فيها فى يونيو وخفض مخصصاته للولايات المتحدة.