«نجار»: توجّه الدولة طويل الأمدّ سيتركّز حول صناعة السيارات الكهربائية
رحّب كريم نجّار، رئيس مجلس إدارة شركة «كيان إيجيبت للتجارة والاستثمار»، المدير التنفيذى لـ«الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف»، بإعلان الحكومة عزمها تخريد مليون و800 ألف سيارة قديمة تعمل حالياً بوقود البنزين أو السولار، واستبدالها بأخرى تعمل بالغاز الطبيعى والتى تشمل سيارات التاكسى والميكروباص.
قال نجّار، فى حوار لـ«البورصة»، إنه رغم تأخّر المبادرة بعض الشيء، فإنَّ الجديد هذه المرة يتمثّل فى تكاتف كل وزارات الدولة، وتبنى رئيس الجمهورية لها، رغبة فى الارتقاء بمستوى معيشة المواطن المصرى والحفاظ على البيئة مِن جهةٍ، وتعظيم الاستفادة مِن موارد الدولة مِن جهةٍ أخرى، لا سيما مع الإعلان عن اكتشاف العديد من آبار الغاز الطبيعى الجديدة فى مصر مؤخرًا.
وأضاف أنّ هذه المبادرة موجَّهة فى الأساس إلى فئة مركبات النقل الجماعى مِن السيارات، بوصفها أهم وسائل المواصلات التى يستخدمها المواطن المصرى، وهو ما يستهدف الارتقاء بوسائل النقل الجماعى وتقليل الانبعاثات الضارّة من الوقود التقليدى، ودعم توجّه الدولة لاستخدام الغاز الطبيعى بديلاً عن البنزين والسولار، ومَن ثمّ تحقيق وفر اقتصادى كبير.
أوضح «نجار»، أن فى مصر حالياً 3 مصانع قادرة على تحويل السيارات لتعمل بالغاز الطبيعى، يبلغ إجمالى طاقتها الإنتاجية 50 ألف سيارة سنوياً.. لذا يجب رفع الطاقة الإنتاجية لهذه المصانع لتحويل مزيد مِن الميكروباصات وأوتوبيسات النقل العام؛ إذ لم يتمّ تحويل سوى 318 ألف مَركبة فقط للعمل بالغاز الطبيعى على مدار ربع قرن.. وهذا رقم ضئيل مقارنة بهذه الخطّة الطموح والمبادرة الجديدة التى تتبنّاها الدولة المصرية.
وأشار إلى ضرورة إدراج «التوك توك » فى هذه المبادرة، وتحويل الـ3 ملايين وحدة التى تسير فى الشوارع وتعمل جميعها بالبنزين إلى العمل بالغاز الطبيعى، حتى تَشمل المبادرة الجديدة جميع وسائل المواصلات فى البلاد، وهو ما يعود بالنفع والوفر على ميزانية الدولة. وعمّا إذا كان سيتم تحويل جميع السيارات القديمة المتهالكة التى مرّ على إنتاجها أكثر من 20 عامًا إلى العمل بالغاز الطبيعى.
قال نجّار: «تصريح رئيس الجمهورية بعدم ترخيص أى سيارة جديدة لا تعمل بمنظومة الغاز الطبيعى أحدث القليل من البلبلة لأخذه فى غير سياقه؛ إذ أعلنت وزيرة التجارة والصناعة بكل وضوحٍ أن الخطة الحالية للسيارات الملاكى تتمثّل فى إحلال المركبات القديمة التى مرّ عليها أكثر من 20 عامًا بأخرى جديدة مع توافر العديد من الحوافز والبرامج التمويلية، ثم الاعتماد على السيارات الهجينة التى تعمل بوقود تقليدى إلى جانب محرك كهربائى، وأخيرًا الاعتماد على السيارات الكهربائية والدخول فى صناعة هذه الفئة من السيارات النظيفة؛ إذ لا يُمكن تحويل جميع السيارات إلى العمل بالغاز الطبيعي؛ فمصر تستورد سيارات من جميع أنحاء العالم وبأعلى جودة تتماشى مع معايير يورو-6 الصارمة».

لدينا 3 مصانع لتحويل 50 ألف مركبة غاز سنوياً.. ويجب رفع طاقتها أولاً
ويَرى «نجّار»، أنّ جميع صناع السيارات باتوا حاليًّا معنيين بالتوجُّه الكهربائي؛ إذ مِن المنتظر أن تَصل السّعة الإنتاجية لأهم وأكبر صانعى السيارات فى العالم مِن السيارات الكهربائية إلى 50% مِن إجمالى السيارات المنتجة بحلول عام 2030، على أن تصل نسبة إنتاج السيارات العاملة بمحركات البنزين أو السولار إلى صفر تقريبًا بحلول عام 2050، وهو يتماشى مع توجُّه الدولة المصرية طويل الأمد نحو صناعة السيارات الكهربائية وتشجيع المستوردين على استيراد هذه الفئة من السيارات من خلال جعلها دون جمارك وتعيين رسوم ترخيص أقل لها، كما تُشجّع الدولة كذلك استيراد السيارات الهجينة بجميع أنواعها.
ورغم مخاطر تحويل السيارات إلى العمل بالغاز الطبيعى، مما يتطلّب إجراء عمليات التحويل على أعلى مستوى مِن الجودة والأمان، أكّد رئيس مجلس إدارة شركة «كيان إيجيبت»، المدير التنفيذى لـ«الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف»، أنّ عمليات تحويل سيارات الأجرة إلى العمل بالغاز الطبيعى فى مصر تتمّ بمواصفات وجودة عالية، والدليل على ذلك أنّ هناك حاليًّا ما بين 50 و60 ألف سيارة أجرة تعمل بالغاز الطبيعى فى البلاد، لم نسمع عن وقوع حوادث كثيرة لها.
وأضاف نجّار، أنّ تحويل السيارة مِن العمل بالوقود التقليدى إلى الغاز الطبيعى يتكلّف ما بين 8 إلى 12 ألف جنيه.. لكن بالنظر إلى تكاليف تشغيل السيارات العاملة بوقود البنزين ونظيراتها العاملة بالغاز الطبيعى، نجد أنّ الأخيرة توفّر أكثر من 50% من استهلاك وقود البنزين التقليدى، وهو ما يعود بالنفع على المستخدمين على المدى الطويل.
اختتم نجار رؤيته التحليلية لمبادرة تحويل السيارات القديمة إلى العمل بالغاز الطبيعى بقوله إن السيارات مثل أى سلعةٍ أخرى فى العالم لها عمر افتراضى، وبالتالى فإنّ قرار الدولة بتخريد وإحلال السيارات القديمة المتهالكة بأخرى جديدة يُعدّ قرارًا صائبًا للغاية.
وتابع: «علاماتى التجارية جميعها ستَدعم هذا التوجُّه، كما أظنّ أنّ كلّ المستوردين ومجمّعى السيارات فى السوق المحلى سيدعمون بدورهم عملية إحلال السيارات القديمة فى مصر».
و«كيان إيجيبت»، هى وكيل العلامات سيات وسكودا وكوبرا، فى حين أن «الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف» (EATC)، هى الوكيل الرسمى لسيارات أودى، وفولكس فاجن لسيارات الرّكوب، وفولكس فاجن للسيارات التجارية.
كتبت- زمزم مصطفى