أصحاب المدابغ يأملون فى فرصة لتنشيط الطلب الخارجى والمصانع لا ترى جدوى
احتدم الصراع بين أطراف أصحاب المدابغ وصناع الجلود، بعد مطالب لوزارة التجارة والصناعة، بفتح الباب أمام تصدير الجلود “الوايت بلو”.
وتطالب غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، بفتح باب التصدير في محاولة لتنشيط الصادرات، فيما ترغب غرفة صناعة الجلود في إبقاء الوضع كما هو عليه وعدم التصدير، فيما اتخذ المجلس التصديري للجلود والمنتجات الجلدية صف عدم تصدير الجلود لعدم جدوى تلك الخطوة حاليًا.
قال محمود سرج، رئيس المجلس التصديري للجلود والمنتجات الجلدية، إنهم رفعوا مذكرة إلى وزارة التجارة والصناعة تطالب بعدم فتح الباب أمام تصدير الجلود “الوايت بلو”، والعمل على تحسين جودة الجلود الخام محليًا.
وأضاف لـ “البورصة”، أن المجلس يعترض على التصدير لعدم وجود جدوى من تلك الخطوة خلال المرحلة الحالية، إذ تقوم حجة غرفة الدباغة التي تطالب بذلك على أن الجلود تم رميها فى القمامة خلال عيد الأضحى ولم يتم الاستفادة منها.
وتابع: “يجب دراسة أبعاد المشكلة الأساسية المتسببة في الوصول إلى هذا الحال، وعلى رأسها تراجع جودة الجلود لغياب التحصينات الدوائية للمواشي، فضلاً عن بدائية السلخ وعدم الاعتماد على المجازر الآلية، ما تسبب في انخفاض جودة الجلود ومن ثم عدم الاستفادة منها”.
وأشار إلى أن العام الماضي شهد ذروة تراجع جودة الجلود الخام، ما نتج عنه استيراد أكثر من مليون قطعة جلد خام من الخارج لاستخدامها في الدباغة، بواقع 25 إلى 30% من حجم الجلود المدبوغة في 2019.
وقال هشام المغربي، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن الغرفة رفعت مذكرة إلى وزارة التجارة والصناعة الشهر الماضي، للمطالبة بتصدير الجلود “الوايت بلو” في محاولة لإنعاش الطلب العالمي، إلا أنهم لم يتلقوا الرد من الوزارة.
وأضاف أن طلب الغرفة جاء لاقتناص أي فرصة تصديرية قد تأتي مستقبلاً، خاصة في ظل تراجع الطلب العالمي خلال الفترة الأخيرة على الجلود بمختلف أنواعها.
وذكر أن قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية يستوعب 10% فقط من الإنتاج المحلي من الجلود المدبوغة، ولا يوجد أى نقص في خامات الجلود أو زيادات في أسعار الجلود.
وأضاف أن أسعار الجلود الخام لم ترتفع منذ عامين في السوق المحلي، كما تعانى المدابغ من ارتفاع مخزونها وتراجع طاقتها الإنتاجية لأقل من النصف، تزامنًا مع تراجع الطلب العالمي.
وقال إن معظم مصانع المنتجات الجلدية تتأخر في دفع مستحقات المدابغ وتؤجلها لفترات تصل إلى ما بين عامين و3 أعوام، ما يؤثر على السيولة لدى المدابغ.
وقال أسامة الطوخي، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية، إنه لا يوجد جدوى من تصدير الجلود حاليًا في ظل انخفاض الطلب بشكل كبير على المستوى العالمي.
وأضاف أن الهدف من نقل المدابغ إلى مدينة الجلود بالروبيكي هو تصدير الجلود في صورتها النهائية، بجانب المساهمة في تصنيع جلود يمكن الاعتماد عليها في التصنيع المحلي، وليس تصدير الجلود في المراحل الأولية.
وأشار إلى أن قطاعيّ دباغة وصناعة الجلود يعانيان من انخفاض إنتاج كل منهما بسبب الظروف الاقتصادية العالمية جراء انتشار فيروس كورونا، ولذلك لا جدوى نهائيًا من فتح باب تصدير جلود “الوايت بلو””.