يسير سوق الطرح العام الأولى فى البرازيل، على المسار الصحيح لتحقيق العام الأكبر له منذ عام 2007، مدعوما بانتعاش أسعار الأصول وارتفاع أعداد المستثمرين الذين يشترون الأسهم بشكل يومى.
وطرحت 17 مجموعة، بالفعل، أسهمها للمرة الأولى للجمهور فى البرازيل هذا العام، وهناك ما يقرب من 40 مجموعة أخرى فى طور الإعداد، إذ تعمل الشركات، جنبا إلى جنب مع البنوك التى تروج لها، فى عام متأثر بشدة بتفشى أزمة فيروس كورونا.
قال الرئيس التنفيذى لمجموعة «ستراتوس» للاستثمار المباشر، ألفارو جونسالفيس : «سمعت أحد مديرى الأصول يقول إنه يعقد 12 اجتماعا فى اليوم»، مشيرا إلى أن المصرفيين والمؤسسات المعنية بالشراء يلعبون لعبة اللحاق بالركب، بسبب الوقت الضائع خلال فترة تفشى الوباء.
ووفقا للبيانات الصادرة عن مجموعة «ريفينيتيف» للبيانات المالية، جمعت الشركات البرازيلية ما يصل إلى 3.6 مليار دولار حتى الآن هذا العام، بزيادة نسبتها %151 عن الفترة نفسها من العام الماضى.
وبشكل عام، ارتفعت الاكتتابات العامة الأولية بنسبة %22 على مستوى العالم، وفقا لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وأشار رئيس علاقات العملاء فى بورصة ساو باولو للأوراق المالية، روجيرو سانتانا، إلى حدوث انتعاش كبير فى أسعار الأسهم فى الأشهر الأخيرة. فقد ارتفع مؤشر Bovespa القياسى بمقدار النصف تقريبا منذ أدنى مستوى له فى مارس الماضى.
وأضاف سانتانا، أن أسعار الأسهم المرتفعة، إلى جانب قيام البرازيليين بتحويل رأس المال إلى سوق الأسهم، يجلب آفاقا جيدة لتدفق العروض العامة على المدى القصير.
وأشارت البيانات الصادرة عن بورصة ساو باولو، إلى تضاعف عدد مستثمرى التجزئة فى البورصة تقريبا إلى 3 ملايين مستثمر خلال العام الحالى، بعد أن كان 1.6 مليون مستثمر العام الماضى.
وقال العضو المنتدب لأسواق رأس المال الأمريكية اللاتينية فى بنك أوف أمريكا، ماتياس سانتا كروز، إن الشركات كانت أيضا تشعر بالتفاؤل بشأن التعافى بعد تفشى «كوفيد19-». كما أنها تتطلع إلى جمع الأموال لتمويل فرص النمو.
وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الطرح هذا العام شملت قطاعات عديدة، بداية من التعليم وحتى المالية والعقارات إلى التجارة الإلكترونية.
ومن جهتها، قالت المحللة فى شركة «سونو ريسيرش»، جابرييلا موسمان، إن العامل المهم وراء الطفرة هو الثقة المتزايدة فى الاستقرار الاقتصادى فى البرازيل، بعد المرور بعقد زمنى مضطرب هيمن عليه الركود الوحشى والمقاضاة الرئاسية.
وأضافت موسمان: «حدث تغيير فى الوضع الاقتصادى فى العام أو العامين الماضيين فقط، ليصبح لدينا الآن استقرار أكبر»، موضحة أن العام الماضى شهد العديد من عمليات الطرح العام الأولى كما أنه كان من المقرر إجراء العديد منها فى بداية العام الحالى.. لكن العالم شهد تفشى جائحة فيروس كورونا.