لم يسبق للشركات العامة الكبرى التى تتداول فى الولايات المتحدة مواجهة حالة من عدم الربحية، لكن هذا ما حدث مؤخرا بعد تفشى جائحة فيروس كورونا المميت.
وأوضح تحليل للبيانات أجرته وكالة أنباء «بلومبرج» اعتبارا من 13 أكتوبر الحالى، أن 43 شركة من أصل 345 شركة، ذات تقييم سوقى يزيد عن 25 مليار دولار، سجلت خسائر تراكمية خلال الـ 12 شهرا الأخيرة من النتائج المعلن عنها.
وأوضحت «بلومبرج» أن القائمة لا تعكس بيئة التشغيل الصعبة التى تؤثر على أعمال الشركات العملاقة، مثل «والت ديزنى» فقط، بل إنها توضح أيضا كيف ساعدت اتجاهات البقاء فى المنزل بعض الشركات لتحقيق بطولات كبرى فى سوق الأسهم قبل تحقيق أرباح ثابتة.
ومن المرجح أن تكون كل من ظروف الاقتصاد الكلى وقدرة العلامات ذات الزخم العالى على تبرير تقييماتها موضوعات رئيسية مع بدء موسم أرباح الربع الثالث.
وقال ديفيد جوى، كبير استراتيجيى السوق لدى «أمريبريس فاينانشيال»، إن الجميع يشعر بتأثير الوباء. لكن التأثير ليس متماثلا، فالبعض يكافح حقا، فى حين شهدت بعض الأسماء الجديدة التى قد لا تكون مستدامة زيادات غير عادية فى الطلب.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الشركات الكبيرة غير المربحة، رغم أنها لم تنتج بشكل كلى بسبب الوباء، يتفوق حتى الآن على العدد المسجل خلال الأزمة المالية العالمية، وذلك رغم وجود عدد أقل من الشركات بهذا الحجم فى ذلك الوقت.
فى بداية عام 2009، كان هناك 73 شركة بقيمة سوقية لا تقل عن 25 مليار دولار، من بينها 4 شركات أبلغت عن خسائر خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وفقا لبيانات جمعتها «بلومبرج».
وسجلت «ديزنى»، أكبر شركة فى القائمة الحالية، خسارة صافية قدرها 1.1 مليار دولار خلال الـ 12 شهرا الأخيرة من النتائج المعلن عنها، فى ظل عمليات إغلاق مطولة فى حدائقها الترفيهية، وبجانب التأخيرات المتكررة أو تغييرات توزيع أفلامها، فى حين أنها أبلغت فى هذه المرحلة من العام الماضى عن صافى دخل يزيد عن 12.3 مليار دولار خلال 12 شهرا.
وتعد شركة «شيفرون» ثانى أكبر اسم من حيث القيمة السوقية، وبلغت خسائرها 8.7 مليار دولار، بجانب العديد من الشركات غير المربحة الأخرى التى أندرجت ضمن القائمة.
وبحسب تقديرات المحللين التى جمعتها «بلومبرج»، يجب أن تنكمش القائمة الإجمالية خلال العام المقبل، فمن المتوقع أن تسجل 10 شركات فقط بقيمة سوقية تبلغ 25 مليار دولار أو أكثر، خسائر صافية تراكمية خلال الـ 12 شهرا المقبلة.