يعتقد بعض المستثمرين، أن أسهم الإنترنت الصينية ستواصل التفوق على نظيراتها الأمريكية فى الأشهر المقبلة، مع تصاعد التحديات التنظيمية التى تواجه عمالقة التكنولوجيا الأمريكية فى واشنطن وبروكسل.
ويتضمن تفكير هؤلاء المستثمرين توقعات بأن إضعاف العمالقة الأمريكية سيساعد فى تعزيز الجاذبية النسبية لشركات التكنولوجيا الصينية، التى تواصل الاستثمار فى مجالات النمو، بحسب وكالة أنباء «بلومبرج».
فى الوقت نفسه، يمكن لحالة عدم اليقين المتزايدة بشأن آفاق قطاع التكنولوجيا الأمريكى أن تؤدى إلى إرسال المشترين إلى نظرائهم الصينيين الأرخص ثمناً، الذين لايزالون يحظون بدعم الحكومة فى بكين.
قال إدوارد ليم، كبير مسئولى الاستثمار لدى «كوفيننت كابيتال» فى سنغافورة، إن الاتجاه الهيكلى للتكنولوجيا الصينية لايزال كما هو، مضيفاً أن القطاع يتداول على تقييمات أقل مع توقعات نمو أعلى من الولايات المتحدة، كما أنه يواجه مخاطر تنظيمية أقل بفضل سلطاته الخاصة.
وارتفع مؤشر «إم.إس.سى.آي» الصينى لتكنولوجيا المعلومات بنسبة %45 خلال العام الجارى، مقابل زيادة بنسبة %32 فى مؤشر «ناسداك»، حيث يتم تداول الأسهم على أساس 27 ضعفاً للأرباح الآجلة لمدة 12 شهراً، مقارنة بـ 32 مرة لصالح نظيرتها الأمريكية.
ركزت احتمالية خسارة الجمهوريين لمجلس الشيوخ فى الانتخابات الأمريكية المقرر انعقادها الشهر المقبل الانتباه على تقرير صادر عن لجنة مكافحة الاحتكار التابعة للجنة القضائية لمجلس النواب الذى يسيطر عليه الديمقراطيون الأسبوع الماضى، والذى أوصت خلاله بالحد من سلطات عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين، بما فى ذلك «أمازون» و«ألفابت» التابعة لشركة «جوجل».
ويقال إن المنظمين فى الاتحاد الأوروبى يتطلعون أيضاً إلى تشديد مستوى التنظيم فى قطاع التكنولوجيا.
وأوضحت وحدة «بلومبرج إنتلجينس»، أن الموقف العدائى فى الولايات المتحدة وأوروبا يتناقض بشكل ملحوظ مع نهج السلطات الصينية، التى من المقرر أن تجتمع هذا الشهر لصياغة سياساتها الاقتصادية والاجتماعية على مدى الـ5 أعوام المقبلة، كما أنه من المتوقع أن تطرح جلسة الحزب الشيوعى خطة جديدة لرعاية قطاع التكنولوجيا المحلى.
قال روبرت جيلام، الرئيس التنفيذى فى شركة «على بابا جروب هولدينج»، إن الولايات المتحدة تخوض سباق دموى مع الصين بشأن التكنولوجيا والاقتصاد، ومن المرجح أن تواصل شركات مثل «على بابا» استثمار مليارات الدولارات فى الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية وشبكات الجيل الخامس.
تجدر الإشارة إلى أن شركات التكنولوجيا الصينية، بما فى ذلك «هواوى تكنولوجيز» و«تينسنت» وشركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية، وقعت جميعها فى خضم مشاكل مع حكومة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الأشهر الأخيرة.