نظام “كاش باك” بعائد 30% على الدفعات المقدمة حفز المبيعات بقوة رغم “كورونا”
إسناد أعمال مقاولات بقيمة 4.4 مليار جنيه خلال العام الجارى لتسريع وتيرة الإنشاءات
تَتَّبِع شركة “مدينة نصر للإسكان والتعمير” استراتيجية جديدة فى السوق العقارى، تهدف إلى تسريع البناء؛ تحوطاً لمخاطر تحرك أسعار البناء، لتقوم بإسناد أعمال مقاولات بقيمة 4.4 مليار جنيه خلال الشهور التسعة الأخيرة.
قال أحمد الهيتمى، الرئيس التنفيذى لشركة مدينة نصر للإسكان، إنَّ الشركة اتخذت مجموعة من الإجراءات الاستباقية، ولم تكن السياسات رد فعل على الوباء.
وأشار «الهيتمى»، فى حوار لـ”البورصة”، إلى أن الشركة اتبعت استراتيجية تهدف إلى تسريع وتيرة البناء؛ لتخفيف مخاطر تحرك أسعار البناء؛ حيث تم إسناد عمليات بقيمة 4.4 مليار جنيه للمقاولين خلال آخر 9 أشهر.
وكرد فعل على الوباء، وضعت الشركة سياسات بيعية مبنية على أهم ثلاثة أسئلة للعملاء؛ الإجابة عليها تجعل قرار الشراء صوب التنفيذ، وفقاً لـ”الهيتمى”.
ومع زيادة مخاطر الائتمان وضبابية الأوضاع الاقتصادية عالمياً، كان أبرز تخوف لعملاء القطاع العقارى، هو عدم القدرة على مواصلة سداد الأقساط، وخسارة جزء من الأموال حال رد الوحدات مرة أخرى.
وللأسباب نفسها، يأتى السؤال الثانى الذى يخص شركات التطوير العقارى وقدرتها على تنفيذ الوحدات المباعة وتسليمها للعملاء مع تراجع الأوضاع الاقتصادية أو حدوث ركود يدفعها للإخلال بالتزاماتها.
فيما كان المحور الثالث مرتبطاً بالإجابة عن أسئلة أصحاب الملاءة المالية، أو قناصى الفرص، فمع تراجع أوضاع الاقتصاد، وتعطل أصحاب الأعمال تنخفض قيمة الأصول، ويبرز قناصو الفرص، ويطرح السؤال الثالث حول الفرصة الاستثمارية والعائد منها.
وفقاً للرئيس التنفيذى لمدينة نصر للإسكان، فإنَّ الشركة صاغت إجابات أكثر منطقية للأسئلة الثلاثة، وهو ما ظهر بوضوح على مبيعاتها التى نمت بأكثر من 100% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجارى، فضلاً عن نمو التسليمات بصورة كبيرة خلال الفترة نفسها، وارتفاع صافى أرباح الشركة بنهاية الربع الثالث بنحو 60%.
ولفت «الهيتمى»، إلى أن الشركة فتحت باب الاستردادات للعملاء الراغبين فى عدم استكمال عملية الشراء إلى ثلاثة أشهر، بدلاً من 14 يوماً، وفقاً للقانون، وهو ما أسهم وفقاً- للرئيس التنفيذى للشركة- فى إزالة أهم مخاوف العملاء الراغبين فى الشراء، ولديهم مخاوف حول ملاءتهم المالية فى استكمال ثمن الوحدة المتعاقد عليها.
كما قلصت الشركة فترة التسليم الفعلى للوحدات إلى أقل من عام واحد، وفى بعض الأوقات قد تكون 6 أشهر فقط، حتى وإن كان البند التعاقدى ينص على أن التسليم خلال 4 سنوات.
دراسة توريق جزء من محفظة العملاء واستخدام المتحصلات لإغلاق جزء من القروض
وقال «الهيتمى»، إنَّ الشركة سرَّعت من عمليات البناء فى ظل الاستفادة من سياسات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها الدولة المصرية على مدار السنوات الأربع الماضية والتى قادت بالنهاية معدلات التضخم للوصول لمستويات دون 4%، وأثرت بصورة كبيرة على أسعار مواد البناء لتقتنصها الشركة فى تسريع التنفيذ.
وأسندت الشركة- وفقاً للرئيس التنفيذى لـ”مدينة نصر للاسكان”- أعمال مقاولات بقيمة 4.4 مليار جنيه خلال عام 2020، فضلاً عن عقود بقيمة تتجاوز مليار جنيه فى العام السابق له وبعضها ما زال ممتداً.
وتسعى الشركة إلى تنفيذ وحدات كان مخططاً لها نهاية 2021 وبدايات عام 2022 – خلال ثلاثة أشهر لتوفير نحو 15 شهراً بعد وصول مبيعات تلك المراحل لنحو 80% من المشروعات المطروحة، ورفض الكشف عن حجم عمليات الإسناد المقررة خلال تلك الفترة.
وأوضح «الهيتمى»، أنه يجرى تنفيذ أكثر من 3000 وحدة، خلال العام الجارى، سيتم الانتهاء من تسليمها فى 2021.
ومع تخفيض أسعار الفائدة بنحو 300 نقطة أساس مع تفشى وباء “كورونا” ومبادرة البنك المركزى لتحفيز الاقتصاد، سعت أغلب الشركات العقارية إلى إطالة أجل السداد للوحدات لتحفيز الطلب العقارى، لكن وفقاً لـ”الهيتمى” فإنَّ العلاقة عكسية بين أجل السداد، وسرعة تنفيذ المشروعات، ما كان يمثل معضلة دفعت الشركة إلى تحفيز من نوع آخر.
حصلت “مدينة نصر للإسكان” على قروض خلال العام الجارى، بأكثر من 4.5 مليار جنيه؛ حيث حصلت على قرض من البنك التجارى الدولى فى الربع الأول بقيمة 1.5 مليار جنيه، تلاه قرض آخر من تحالف البنك الأهلى، وبنك مصر، والعربى الأفريقى فى شهر مايو بقيمة 2.1 مليار جنيه.
وتعاقدت الشركة، فى أغسطس الماضى، على تسهيل ائتمانى طويل الأجل لمدة 7 سنوات بقيمة 1.1 مليار جنيه مع بنوك، التجارى الدولى، والمصرف المتحد، والمصرى الخليجى، وبنك الاستثمار القومى، وسبقه إصدار سندات توريق بقيمة 370 مليون جنيه فى النصف الثانى من ديسمبر 2019.
ووقعت شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير عقد قرض مشتركاً طويل الأجل مع 3 بنوك بقيمة 2.1 مليار جنيه، وستوجه الشركة القرض لتمويل جزء من التكلفة الاستثمارية لمشروع سراى 1 وسراى 2.
كما ستوظف الشركة القرض، أيضاً، فى سداد القرض المعبرى، والذى سبق أن حصلت عليه من البنك العربى الأفريقى الدولى، لتمويل الإنشاءات بمشروع سراى 1 وسراى 2.
وأوضح «الهيتمى»، أن عمليات السداد النقدى المكثفة من العملاء أبطأت مسحوبات القروض بصورة واضحة وأطالت أمد استخدامها، ما يعنى خفض تكلفة التمويل على الشركة، وهو ما صوَّره الرئيس التنفيذى للشركة بما يشبه التوريق مع العملاء بدلاً من إصدار سندات توريق.
وأكد، أن الشركة ما زالت تدرس على الجانب الآخر توريق جزء من محفظة العملاء، واستخدام المتحصلات فى إغلاق جزء من القروض القائمة.
وقامت الشركة بإصدار أول عملية توريق بقيمة 305 ملايين جنيه مطلع العام الجارى بقيادة «المصرف المتحد».
جاءت العملية بهدف توفير السيولة المالية اللازمة لدعم خطة التوسع العمرانى الكبير الذى تشهده الشركة حالياً وتعظيم موقفها المالى بالسوق المصرى.
وقام «المصرف المتحد» بإصدار خطاب الضمان اللازم لعملية التوريق لصالح شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير بالقيمة المالية للتوريق.
وأوضح «الهيتمى»، أن الشركة استغلت خفض أسعار الفائدة فى تقديم خيارين للعملاء، الأول خفض سعر الوحدة، والثانى عبارة عن استثمار الدفعات المقدمة خلال الأشهر الستة الأولى من التعاقد بعائد يصل إلى 30% يتم خصمه من أقساط العام الثانى، وبالتالى تشجيع العملاء على السداد النقدى للوحدات، وبالتالى توفير سيولة أكبر للشركة فى تنفيذ المشروعات، وفى الوقت نفسه أعلى عائد فى السوق على الاستثمار، مقارنة بأدوات الدخل الثابت الأخرى، وهو ما مثَّل فرصة استثمارية يجب اقتناصها من جانب المستثمرين.
وكشف «الهيتمى»، أن السياسة التى اتبعتها الشركة قادت 40% من العملاء لسداد ثمن الوحدات كاملاً “كاش”.
ومع ارتفاع حالات الزواج السنوية التى تقدر بأكثر من 800 ألف حالة، فإنَّ الطلب السكنى على العقارات مستقر بالسوق المصرى حتى فى حالات الركود.
فتح باب البيع بمشروع “إليكت” بمبيعات مستهدفة 2.5 مليار جنيه خلال شهرين
ارتفعت المبيعات التعاقدية لشركة مدينة نصر للإسكان بنسبة 114% خلال التسعة شهور الأولى من عام 2020، كما ارتفعت المتحصلات النقدية إلى الضعف خلال الربع الثالث بعد أن بلغت 750 مليون جنيه، مقابل 350 مليون جنيه خلال الفترة المماثلة فى العام الماضي، مع تحفيز السداد النقدى للوحدات.
وقال «الهيتمى»، إن اهتمام العملاء الأكبر كان على السعر الأقل مع توفير الشركة لعائد استثمار مرتفع، وتسريع الإنشاءات مع تراجع أسعار مواد البناء.
وأضاف «الهيتمى»، بدأت الشركة تقديم عروضها للسداد النقدى للوحدات منتصف مايو الماضى، ولم تشهد أى حالات استرداد للوحدات، كما سدد أكثر من 40% من العملاء ثمن كامل الوحدات.
«تركيزنا فى توليد الأرباح من كوننا مطوراً عقارياً، ولا نسعى للربح من عمليات التمويل والتى تتم عبر تقسيط الوحدات للعملاء».
وتابع «الهيتمى»: «Old is gold، أو ما هو قديم دائماً ثمين»، فى إشارة إلى السياسة المالية التى اتبعتها الشركة فى التسعير وعروض الأسعار.
ويبلغ عدد عملاء مدينة نصر للإسكان نحو 8000 عميل، وتتم إضافة نحو 2000 عميل سنوياً بخلاف المشروعات التى يجرى التوسع بها مثل مشروع غرب أسيوط، وفقاً لـ”الهيتمى”.
حصلت الشركة على 104 أفدنة فى منطقة غرب أسيوط لإنشاء مشروع عقارى عليها بمبيعات مقدرة 4.5 مليار جنيه واستثمارات 2.5 مليار جنيه، وسيتم تطويره خلال 7 سنوات، ومخطط إنهاء مبيعات المشروع خلال 3 سنوات.
وكشف «الهيتمى»، عن دراسة مدينة نصر للإسكان الاستحواذ على أراضٍ مجاورة للمشروع فى ظل دراسات الشركة التى تتوقع نجاحاً كبيراً للمشروع، مضيفاً أن فتح باب البيع فى المشروع سيكون خلال النصف الأول من العام المقبل.
وكشف عن بحث الشركة إقامة مشروع بالساحل الشمالى، لكنه متوقف على استقرار الأوضاع القانونية بعد إسناد الأراضى لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وعن المشروعات الجديدة، أوضح «الهيتمى»، أن الشركة ستفتح باب البيع خلال شهرين لمشروع “إليكت” داخل “تاج سيتي” بإجمالى 380 وحدة وبمبيعات متوقعة 2.5 مليار جنيه بمساحة إجمالية 35 فداناً.
وكشف أنه خلال العام المقبل سيتم فتح باب البيع فى مرحلة جديدة داخل مشروع “سراى” تحت اسم “مانشنز”، و”كافانا”.
وتم تطوير 1.2 مليون متر داخل سراى من أصل 4.5 مليون متر إجمالى مساحة المشروع.
وقال «الهيتمى»، إن استراتيجية الشركة تغيرت خلال آخر عامين من فكرة المطور المباشر إلى المطور العام، لاستغلال مخزون الأراضى الضخم وسرعة تسييله.
وتمتلك الشركة نحو 1.5 مليون متر مربع أراضى خدمية متنوعه بين تجارى، وإدارى، وطبى، ومدارس، ومناطق ترفيه.
ووقعت الشركة، مارس الماضى، عقد بيع قطعة أرض داخل مشروع تاج سيتى بقيمة إجمالية 1.15 مليار جنيه إلى شركة منك للاستثمار العقارى المملوكة لعائلة سلام، فضلاً عن توقيع اتفاق عقد تأجير قطعة أرض بمدينة سراى لصالح شركة الخدمات البترولية (توتال مصر) يوليو الماضى وذلك لمدة 25 عاماً.
أضاف أن الشركة ستعمل على تطوير تلك المساحات سواء عبر بيع الأراضى لمؤسسات متخصصة أو عبر الشراكة، أو التطوير والتأجير، وأشار إلى بيع الشركة لنحو 100 ألف متر فى بداية العام بقيمة مليار جنيه، بالإضافة إلى بيع أرض مدرسة خلال الأسبوعين الماضيين بقيمة تخطت 200 مليون جنيه فى “تاج سيتى”.
وتلقت “مدينة نصر”، فى أكتوبر الماضى، عروضاً من تحالفات مستثمرين عرب وأجانب لشراء قطع أراضٍ تصل مساحتها إلى 1.9 مليون متر مربع بمشروعات الشركة.
وارتفع صافى أرباح الشركة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجارى إلى 635.6 مليون جنيه، مقابل 613 مليون جنيه خلال الفترة نفسها من 2019.
على الجانب الآخر، كشف «الهيتمى» عن السياسة التسعيرية للشركة خلال الفترة المقبلة والتى ستكون مرتبطة بمعدل التضخم وفى حدود 5%.