وقعت 15 دولة على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة للتجارة الحرة، لتنطلق بذلك أكبر كتلة تجارة حرة في العالم.
والدول المشاركة هي الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان” والصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.
ويبلغ حجم سوق المنطقة الجديدة 2.2 مليار مستهلك، وتبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول الموقعة عليها نحو 26.2 تريليون دولار.
وتنص الاتفاقية التي تم توقيعها فى اليوم الأخير لقمة الآسيان الـ37 التي استضافتها فيتنام افتراضياً، على خفض التعريفات الجمركية بين الدول الموقعة، وتعزيز سلاسل التوريد بقواعد منشأ مشتركة، وتقنين قواعد التجارة الإلكترونية الجديدة، وفق وكالة “بلومبرغ”.
وقال رئيس الوزراء الفيتنامي نغوين شوان فوك خلال مراسم التوقيع التي أقيمت عبر مؤتمرات الفيديو إن اتفاقية الشراكة ستسرع من بناء المجموعة الاقتصادية للآسيان، وبالتالي السماح لأعضاء الآسيان بأن يكونوا شركاء ديناميكيين وأقوياء في تعزيز التعاون من أجل الرخاء المشترك.
وتمثل الدول الـ15 المشاركة في اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حوالي 30% من سكان العالم، والناتج المحلي الإجمالي العالمي، والتجارة العالمية.
وجاء التوقيع بعد أكثر من 30 جولة من المفاوضات، التي انطلقت في نوفمبر 2012، بالإضافة إلى عدد من اجتماعات القادة والوزراء المخصصة بين الدول المشاركة.
وتعقد القمة الـ37 الحالية للآسيان والقمم ذات الصلة في الفترة من الخميس إلى الأحد عبر مؤتمرات الفيديو.
ومن بين الميزات التي تضمنتها الاتفاقية إبطال الرسوم الجمركية على 92% على الأقل من السلع التجارية المتبادلة بين الدول الموقعة، إلى جانب أحكام أقوى لمعالجة الإجراءات غير الجمركية، وإجراء تحسينات في مجالات، مثل حماية معلومات المستهلك، والمعلومات الشخصية إلكترونياً، والشفافية، والتجارة اللاورقية، وفق بيان أصدره يوم الاثنين وزير التجارة والصناعة في سنغافورة.
كما تضمنت الاتفاقية أيضاً إجراءات جمركية مبسطة، كما سيتم فتح نحو 65% من قطاعات الخدمات فى الدول الأعضاء، وزيادة الحدود القصوى التي يمكن لحاملي الأسهم الأجانب حيازتها.
وكان من المفترض أن تصبح منطقة التجارة الحرة التى شكلتها الاتفاقية أكبر، لكن الهند والولايات المتحدة الأمريكية رفضتا الانضمام.
وفاجأت الهند المشاركين في أواخر العام الماضي بتخليها عن المشروع.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنه انسحب بسبب مخاوف حول كيفية تأثير اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية المتكاملة على سبل عيش الهنود، خاصة الأكثر ضعفاً منهم”، لكن الاتفاقية تسمح للهند بالانضمام فى وقت لاحق.
وتقول بلومبرج إن هذه الاتفاقية تؤكد أن قرار الرئيس “دونالد ترامب” في عام 2017 بالانسحاب من معاهدة الشراكة عبر المحيط الهادئ، حدَّ من قدرة أمريكا على تحقيق التوازن مع نفوذ الصين الاقتصادي المتنامي في المنطقة.
وليس واضحا حتى الآن كيف سيتعامل الرئيس المنتخب جو بايدن مع الصفقات التجارية، وما إذا كان سيعود للانضمام مرة أخرى إلى اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ.
يأتي توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية المتكاملة مع حالة التعافي غير المتكافئة في اقتصاديات دول جنوب شرق آسيا من آثار وباء فيروس كورونا.
وتتفاوض الحكومات في جميع أنحاء المنطقة حول خطوط السفر على فترات متقطعة، في حين يوازن المسؤولون بين المخاطر الصحية، والاحتياجات الاقتصادية.
وتضم رابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان”، التي تأسست في عام 1967، كل من بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وتتولى فيتنام الرئاسة الدورية للكتلة لعام 2020.