أقدم المستثمرون على استثمار أموالهم فى صناديق الأسهم العالمية فى الأيام التالية لإعلان شركة “فايزر” عن لقاحها المضاد لفيروس كورونا بشكل أكثر من أى أسبوع آخر على مدى العقدين الماضيين على الأقل، حيث آثارت تلك الأخبار أسواق المال.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مزود البيانات “إي.بي.إف.آر جلوبال”، أن صناديق الأسهم شهدت تدفقات نقدية داخلة بقيمة 44.5 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي الأربعاء الماضي، بما في ذلك أكثر من 32 مليار دولار مستثمرة في صناديق الأسهم الأمريكية.
وتعتبر هذه القيمة هي أكبر قيمة أسبوعية تشهدها صناديق الأسهم منذ أن قامت “إي.بي.إف.آر جلوبال” بجمع البيانات، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر قيمة تشهدها صناديق الأسهم الأمريكية منذ عام 2000.
وساهمت أخبار اللقاح في رفع أسواق الأسهم العالمية إلى مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع، حيث يراهن المستثمرون على أن لقاح شركتي “فايزر” و”بيوأنتك” يمكن أن يفتح الطريق أمام الانتعاش العالمي الأسرع، بعد أن دفع تفشي فيروس كورونا المميت معظم الاقتصادات الكبرى إلى حالة من الركود هذا العام، وفقاً لما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقال مات جيرتكين، الخبير الاستراتيجي في شركة “بي.سي.إيه” للأبحاث: “ساهم إعلان اللقاح في مسيرة العودة إلى الحياة الطبيعية التي أعقبت الانتخابات الأمريكية، وبشكل عام سيستغرق توزيع هذه اللقاحات بعض الوقت، ولكن يمكن للعالم التطلع نحو الانتعاش الاقتصادي العام المقبل”.
وقال كاميرون براندت، مدير الأبحاث في “إي.بي.إف.آر جلوبال”، إن فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية ساهم في تغير توقعات المستثمرين، الذين يتوقعون الآن صنع سياسة يمكن التنبؤ بها وتحفيزات اقتصادية، مضيفاً أن تدفق السيولة إلى صناديق الأسهم كان لصالح الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة، رغم أن الشركات الصغيرة تفوقت كثيراً على منافسيها الكبار على مدار أيام التداول الـ5.
ومع ذلك، لايزال ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا والمزيد من القيود المفروضة على السفر يعيق الأسهم الأمريكية، فقد قالت ليزا إريكسون، من “يو.إس بنك ويلث مانجمنت”، إنها لاتزال تتجنب المشهد الدرامي للأسهم التي تضررت بشدة من الوباء، لكن تطورات اللقاح تقدم تفاؤلاً جديداً بالنسبة للسوق، وهذا لا يوفر اليقين، بل بعض الرياح المعاكسة اللطيفة لمزيد من عمليات إعادة فتح البلاد والتحسن.