كشفت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، عن تراجع استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط خلال 2020 بنسبة 54.7%؛ وذلك على خلفية جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، التي أدت إلى حدوث تغيرات حادة، سواء على صعيد الاقتصاد العالمي أو على صعيد أسواق الطاقة.
وأضافت (أوابك) – في دراسة متخصصة حول الانعكاسات الأولية لجائحة (كورونا) على قطاع الطاقة – أن التوقعات تشير إلى أن الركود الاقتصادي العالمي الواسع النطاق، سوف يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6% عام 2020، بالإضافة إلى ترك تأثيرات عميقة على صناعة الطاقة، لافتة إلى أن الدول التي خضعت إلى الحظر الصحي الشامل، ستعاني من انخفاض 25% في الطلب على الطاقة في نهاية العام الجاري، بينما سينخفض الطلب في الدول التي خضعت إلى الحظر الصحي الجزئي بنسبة 18%.
وأوضحت أن الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة شهدت تراجعا مستمرا، حتى قبل نشوء جائحة كورونا؛ حيث انخفضت هذه الاستثمارات بمعدل 2.2% سنويا خلال الفترة (2015-2019)، وانخفض حجم هذه الاستثمارات من 2063 مليار دولار في 2015، إلى 1891 مليار دولار في 2019، بينما فاقمت الجائحة الوضع، ليصل حجم هذه الاستثمارات إلى 1.52 تريليون دولار مع نهاية 2020.
ولفتت (أوابك) إلى الانخفاض الأكبر في الاستثمارات بمجال إمدادات الطاقة، والتي تراجعت بمعدل 2.6% سنويا خلال الفترة (2015-2019)؛ حيث تقلصت من 1793 مليار دولار، إلى 1611 مليار دولار في عام 2019، متوقعة المزيد من التراجع في تلك الاستثمارات حتى نهاية 2020، ليتقلص حجمها إلى 1273 مليار دولار، ليصل حجم الاستثمارات في إمدادات الطاقة في نهاية 2020 إلى 71% من مستوى عام 2015.
وأشارت إلى أن دول الشرق الأوسط، سجلت أعلى معدلات التراجع في الاستثمارات في قطاع الطاقة في العالم خلال الفترة (2015-2019)؛ حيث هبطت هذه الاستثمارات بمعدل 8.2% سنويا، بعد أن تقلصت من 137 مليار دولار في 2015، إلى 98 مليار دولار في 2019، متوقعة في الوقت نفسه أن تتراجع هذه الاستثمارات في نهاية 2020، لتبلغ 75 مليار دولار، بنسبة تراجع بلغت 54.7% من الاستثمارات المسجلة في 2015.
وأشارت الى أن حجم الانخفاض في استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، شكل 23.1% من إجمالي التراجع في الاستثمارات العالمية في هذا المجال، لتتراجع حصة منطقة الشرق الأوسط في الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة من 6.7% في عام 2015، إلى 5.2% في عام 2019، موضحة أن الاستثمارات في النفط، تشكل الجزء الأكبر من استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث بلغت حصتها 64.7% في 2015، ثم تراجعت لتصل إلى 61.1% في 2019، بعد أن انخفضت بمعدل 9.5% سنويا، لتتراجع من 89 مليار دولار في عام 2015، إلى 60 مليار دولار في 2019، في حين يتوقع أن تنخفض في نهاية 2020 لتبلغ 44 مليار دولار، بانخفاض 49.2% من حجم الاستثمارات التي كانت عليها في 2015.
المصدر: أ.ش.أ