يتساءل الكثيرون عن أنواع الاستثمار المتاحه في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية الحاليه، ويبدو بوضوح حتى وإن وجد المصل، كما سمعنا من خلال وسائل الإعلام المختلفة- أن العالم لن يرجع على ما كان علية قبل الأزمة أو بالأخص قبل حرب السيطرة الباردة بين الصين وأمريكا.
إنها البداية للتغيير، أصبح لا يمكن النقاش فى على ما انتهت عليه الحرب العالمية الثانية في بداية القرن الحالى، حيث أننا نشاهد درع البطولة ينتقل تدريجياً من الغرب إلى الشرق ومن دول الاقتصاد المتقدم إلى دول الاقتصاد الناشئ ومن الأسواق الحرة إلى أسواق تحكمها قواعد وقوانين لا تعلن تضامنها الكامل مع فكرة العولمة؛ ولكن قواعد وقوانين جديدة كتلك الاتفاقية التي سمعنا عنها بين بعض الدول الآسيوية بشأن تحسين التبادل التجاري بينهم من حيث الضرائب والجمارك.
نرى الآن دول آسيا تساهم بنسبة ربع الإنتاج العالمي ومن المتوقع زيادة تلك النسبة إلى 50% خلال الـ20 عاماً القريبة القادمة حسب توقع بلومبرج، حتى لا أطول عليكم، سأستعرض فى تلك المقالة بإيجاز لا يؤثر على توصيل المعنى بأحد أهم سبل الأستثمار وهو “الذهب” وسأحاول أن اكتب في باقي سبل الاستثمار المتاحه حالياً في المقالات القادمة.
سجل الذهب معدل ربح بين الـ20% منذ بداية العام وحتى الآن، وهو أعلى معدل ربح مربوط بمعامل مخاطر؛ ولكن الهبوط المؤقت الذي حدث في سعره هيأ لبعض المستثمرين الأفراد أن لك سيكون بداية لهبوط بعد صعوده للقمة وهو ألفين دولار تقريباً للأوقية الواحدة، ولكن هناك بعض الأسباب التي يمكن بها الوصول لتوقع استمرار زيادة سعر الذهب على المدى البعيد:
أولاً: فوز “بايدن” هو بمثابة بارقة أمل لدول الاقتصاد الناشئة من حيث شأن استقرار التعريفات والغرامات التي كان يغيرها كثيراً الرئيس السابق للولايات المتحده الأمريكية “دونالد ترامب”، ومن ثم ذلك سيرفع توقعات المؤسسات العالمية بشأن المستقبل القريب لدول الأسواق الناشئة وعلى رأسها الصين.
ثانياً: تتجه البنوك المركزية حالياً وعلى رأسهم الفيدرالي الأمريكي لمواجهة تقلص المصروفات الاستهلاكية نتيجة الجائحة، مما سيوجههم لخفض سعر الفائدة وبالتالي سيرتفع معدل التضخم تدريجياً.
وهذا ما حدث بعد الأزمة المالية العالمية في 2008 ولذلك يتوقع جولدمان بزيادة بنسبة 3% بمعدل التضخم العالمي.
ثالثاً: زيادة معدل التضخم العالمي ومعدل التضخم الأمريكي بالأخص بجانب مشاكل التجارة والصناعة التي تواجهها أمريكا ستؤثر سلباً على سعر صرف الدولار الأمريكي؛ وأصبح هناك في العقود القليله الأخيرة معامل ارتباط سلبي بين سعر صرف للدولار الأمريكي والذهب بشكل عام، مما يفيد توقعنا بزيادة سعر الذهب.
رابعاً وأخيراً: الأسواق الناشئه وفي مقدمتها أمريكا والهند أستعادة قدرتها الشرائية للذهب، مقارنةً بما كانت علية قبل الجائحة، حيث أنهم أهم المشترين والمستهلكين للذهب فى العالم.
في النهاية المتوقع هو تذبذب بسيط ومن ثم صعود مستمرعلى المدى الطويل في سعر الذهب.. فإن كنت عزيزي القارئ مستثمر تنوي الاستثمار لفترة لا تقل عن عام وحتى 5 أعوام ولا تنتظر عائد ثابت على مدخراتك الاستثمارية فأنصحك بشراء ذهب خام ملمومس أو الأفضل بالطبع أوراق تداول على الذهب أو ما تسمى Gold ETFs تابعة لبنك استثماري معروف.
محلل مالى واقتصادى
[email protected]