تأثرت النساء فى جميع أنحاء العالم بتفشى جائحة فيروس “كورونا”، حيث خسرت كثير منهن وظائفهن، كما أغلقت مراكز رعاية الأطفال.
ومع ذلك، تظهر نقطة إيجابية مفاجئة، وهى صناعة خدمات التكنولوجيا فى الهند البالغ قيمتها 200 مليار دولار، التى تنطوى على قواعد جديدة من شأنها توفير مجموعة واسعة من ترتيبات العمل المرنة وفرص العمل الجديدة للعاملات من النساء.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن قطاع خدمات التكنولوجيا، أحد أهم القطاعات المالية فى البلاد، يمكن أن يسمح الآن للموظفين بالانتقال من المكاتب التقليدية إلى ترتيبات العمل من أى مكان، بشكل دائم إذا لزم الأمر، وبالتالى فإن النساء الهنديات، ممن اضطررن للتضحية من أجل حياة أزواجهن المهنية أو الالتزامات المنزلية الأخرى، أصبح لديهن الكثير لتكسبه من تغيير السياسة.
وأوضحت أن الوباء غير أماكن العمل على مستوى العالم، لكن المعايير الجديدة مهمة بشكل خاص فى الهند، فقد أدت الأعراف الاجتماعية، التى تطلبت من النساء الانتقال إلى مواقع أزواجهن أو البقاء مع أسرهن فى المدن الصغيرة أو ببساطة التواجد داخل المنزل لرعاية كبار السن والأطفال، إلى استبعاد ملايين العاملات المؤهلات من العمل، وبالتالى فإن المرونة الإضافية وإمكانية العمل من أى مكان ستمنحهم خيارات لم تكن متاحة بالنسبة لهم من قبل.
وبالإضافة إلى ذلك، تسببت القواعد الهندية القديمة، التى صممت فى الأصل لمنع إساءة استخدام خطوط الاتصالات المؤجرة، فى منع العمل المكتبى الدائم من المنزل، لكن الوباء دفع الحكومة إلى إزالة الالتزامات القديمة، مثل تلك التى تتطلب من الشركات تقديم مخططات لشبكات المكاتب من أجل الحصول على مخصصات دائرة الاتصالات الدولية، وبالتالى فإن التغييرات فتحت الباب أمام الناس للعمل من المنزل على المدى الطويل.
وواجهت شريحة كبيرة من النساء العاملات فى الهند، خاصة الأقل حظاً، مشكلات عديدة كتلك التى عصفت بنظيراتهن على مستوى العالم أثناء تفشى الوباء، حيث كان عليهن التوفيق بين رعاية الأطفال والتعليم عبر الإنترنت والعمل المكتبى من المنزل، مما أجبر البعض على الانقطاع عن العمل، وبالتالى فإن ملايين العاملات الريفيات والعاملات بأجر يومى فقدن وظائفهن، نظراً لعدم قدرتهن على العمل من المنزل.
ومع ذلك، فإن التغييرات فى صناعة خدمات التكنولوجيا تظهر إلى أى مدى يجبر الوباء الشركات الهندية على إعادة تصور أماكن العمل.