قررت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية التوقف عن قبول قيمة تذاكر الطيران بالدولار الأمريكي الموجود ضمن الودائع في البنوك المحلية، مما يزيد من حدة التساؤلات حول القيمة الحقيقية للودائع البالغ قيمتها 87 مليار دولار في القطاع المصرفي اللبناني.
قال محمد الحوت، رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط، إن شركته ستبدأ بيع تذاكر الطيران مقابل الدولار الجديد القادم من الخارج والخالي من القيود المصرفية الحادة من الأصول المقومة بالدولار الأمريكي والمحاصرة في البنوك اللبنانية المحتضرة.
وأوضح أن شركة الطيران ستنتقل إلى الدولار الخارجي عندما يتوقف البنك المركزي اللبناني عن دعم وقود الطائرات، وهو الأمر الذي قد يحدث خلال شهر تقريباً.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن قرار شركة الطيران برفض الدولارات المحلية يمكن أن يجعل تكاليف السفر باهظة الثمن بالنسبة للبنانيين الذين يفتقرون إلى الدخل الأجنبي، مما يشكل ضربة لبلد يفتخر بصورته التجارية الدولية ويواجه الآن مستويات فقر تتجاوز حاجز الـ 50% بسبب أزمته الاقتصادية.
اعتاد اللبنانيون على إنفاق الدولار والليرة اللبنانية على نحو متبادل، لكن المصارف التي تحتوي على أصول غير سائلة تسمح الآن بتحرك الدولار عبر شيكات المصرفيين داخل لبنان والتحويلات الأجنبية الأكثر إلحاحاً فقط، وبالتالي يتعين على العملاء سحب ودائعهم الدولارية بالليرة اللبنانية مقابل 3900 ليرة لبنانية رغم أن الدولار الواحد في السوق السوداء يعادل حالياً أكثر من 8000 ليرة لبنانية.
وأشارت بيانات مصرفية إلى أن 80% من ودائع القطاع الخاص في لبنان مقومة بالدولار الأمريكي، حيث تصل قيمة تلك الودائع إلى 87 مليار دولار.
وجدير بالذكر، أن الناقل الوطني، الذي يعتبر البنك المركزي اللبناني المساهم الأكبر فيه، توقف عن قبول العملة الوطنية اللبنانية في فبراير الماضي، حيث فقدت الليرة اللبنانية حتى الآن نحو 80% من قيمتها في السوق السوداء، كما تقبل شركة الطيران بطاقات الائتمان الدولية فقط للمبيعات المباشرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن وكلاء السفر في لبنان، الذين يبيعون تذاكر في السوق المحلية بشكل أكثر من طيران الشرق الأوسط، لايزالون يتعاملون بالدولارات المحلية.