توقعات التعافى مرهونة بفاعلية اللقاحات بالنصف الثانى من العام المقبل
تعطيل 50% من سفن الخطوط العالمية أدى لارتفاع تكاليف الشحن
سعر شحن الحاوية الـ45 قدماً تضاعف إلى 11 ألف دولار
شهدت غالبية الشركات الملاحية والمقدمة للخدمات اللوجستية تراجعاً بمؤشرات نتائجها المالية خلال عام 2020؛ بسبب جائحة كورونا.
واستطلعت «البورصة» موقف عدد من الشركات المقدمة للخدمات اللوجستية والتى تباينت بين الحديث عن خسائر مالية ضخمة وارتفاع تكاليف الخدمة، وتوقع عدد منها تعافياً محدوداً اعتباراً من الربع الثالث 2021.
وقال المهندس هيثم طلحة، رئيس مجلس إدارة شركة «اسما مارين»، عضو منتدى رجال الأعمال العرب بالصين، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنَّ «كورونا» دفعت أعمال الشحن البحرى للتراجع بنحو 30%، مقارنة بالعام السابق.
وأوضح أنه فى ظل الأزمة الحالية تمت زيادة الطلب نحو 150% بعد انتشار فيروس كورونا، بالإضافة لسلع كثيرة زاد الطلب عليها بنحو 50% أيضاً، لافتاً إلى أنه من المتوقع تراجع أسعار السوق الملاحى مع ظهور فاعلية لقاحات كورونا سواء الأمريكى أو الصينى بالنصف الثانى من العام المقبل.
ولفت «طلحة» إلى أن أسعار الشحن الجوى ارتفعت هى الأخرى بنسبة %40، كما ارتفعت أسعار النقل البحرى بنسبة %35، فيما شهد شحن الحاوية الـ45 قدماً قفزة جنونية من 1000 دولار حتى وصلت فى الوقت الحالى إلى 11 ألف دولار
وذكر «طلحة»، أن ارتفاع أسعار الحاويات جاء بناءً على قرارات الخطوط الملاحية العالمية كـ«ميرسك» و«سى إم إيه» وغيرهما بتعطيل جانب من سفنهما لمدة عام؛ بسبب تداعيات أزمة كورونا، فبالتالى قلَّ المعروض.
وأوضح أن قرار تخفيض أسعار الخدمات فى الوقت الحالى لا يمكن الحديث عنه بمعزل عن المنظور العالمى للدراسات والإحصائيات؛ حيث حذرت العديد من المؤسسات البحثية من أن هناك خسارة محتملة فى أحجام التداول بنسبة 10% بما يوازى17 مليون حاوية على مستوى العالم.
وذكر أن لارس جينسن، الرئيس التنفيذى لشركة SEALNTELLIGENCE أشار إلى أنه من المحتمل أن تصل خسارة الموانئ البحرية ومحطات الحاويات حوالى 80 مليون حاوية من أحجام التداول عام 2020.
من جانبه، أوضح خليل عبدالهادى، رئيس مجلس إدارة شركة كارجو ستار لـ«لوجستيك»، أن هناك نحو 50% تراجعاً على الطلب بالشركة، مشيراً إلى أن هناك العديد من الشركات أصبحت على حافة الإغلاق النهائى؛ بسبب تداعيات كورونا، مشيراً إلى أن الشركة تكبدت نحو 20 مليون جنيه خسائر منذ بداية الأزمة حتى نوفمبر الماضى.
ولفت إلى أن جائحة فيروس كورونا سوف تغير نفوذ مناطق التجارة الرئيسية، مضيفاً أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة اقتصادية من خلال التعامل مع دول شرق آسيا كالصين وغيرها أكثر من أوروبا وأمريكا.
وأشار إلى ارتفاع أسعار شحن الحاويات مطلع العام الحالى بنسب تتراوح بين 20% و30%، مقارنة بالعام الماضى، بينما تراوحت نسبة زيادة فى أسعار التفريغ بين 10% و20%.
وقال الدكتور محمد عبدالغفار، رئيس مجلس إدارة شركة «AIM»، إنّ الوضع الحالى لانتشار فيروس كورونا لا ينذر بخير خلال الفترة المقبلة؛ حيث تكبدت الشركة نحو 10 ملايين جنيه منذ بداية الأزمة حتى الوقت الحالى، فضلاً عن تقليص أعمال الشركة بنحو 65% من الأعمال اللوجستية.
وقال إن ارتفاع أسعار الحاويات كان أبرز أسباب الخسائر الفادحة التى هددت السوق الملاحى الفترة الحالية؛ حيث ارتفعت الأسعار بنحو 30% عن سابقها؛ نظراً إلى تعطيل بعض سفن الخطوط العالمية.
وأضاف أنه يتوقع خلال العام المقبل رؤية فرصة للتحسن والتعافى بنسبة 20%، اعتباراً من الربع الأخير من العام المقبل 2021 مع تزايد كبير فى الإنتاج وعودة ثقة المستهلكين فى السوق وارتفاع الطلب وزيادة حركة التجارة العالمية وجذب العديد من الاستثمارات التى قضت عليها تلك الجائحة.
وأشار المهندس محمد الوزان، رئيس مجلس إدارة شركة سى آند إير، إلى أن العام الحالى يمثل كابوساً لدى جميع الشركات الملاحية؛ حيث تقلصت أعمال الشركة فى تلك الجائحة بنحو 90% منذ بداية الأزمة حتى الآن، بالإضافة إلى تكبد العديد فى المجال اللوجستى خسائر بالملايين.
وأوضح أن الشركة تكبدت نحو الـ25 مليون جنيه منذ انطلاق الموجة الأولى للوباء العالمى، وتراجع حجم الإيرادات بنسبة 70%.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الحاويات أصبح عائقاً كبيراً أيضاً فى سوق التداول؛ حيث ارتفعت الأسعار بنسبة لا تقل عن 40% لمختلف الحاويات الـ40 قدماً والـ20 قدماً.
وتوقع أن استقرار الأوضاع لن يكون قبل منتصف العام المقبل فى ظل توافر اللقاحات.
وقال إنه ليس مع الآراء المطروحة بإعادة الإغلاق مرة أخرى فى ظل الخسائر الطائلة لجميع القطاعات التى لحقت بها؛ نتيجة الإغلاق الأولى كالسياحة.
ولفت أحمد عوض، رئيس مجلس إدارة شركة «SEMA LOGISTIC» إلى أن الشركة الآن أصبح موقفها فى غاية التعقيد نتيجة تداعيات كورونا 2020، مضيفاً أن الشركة شهدت تراجعاً فى حجم أعمالها بنسبة 55% منذ بداية تفشى فيروس كورونا مارس الماضى، وانعكس على الإيرادات التى سجلت انخفاضاً بنسبة 35%، فضلاً عن تكبد الشركة خسائر تجاوزت الـ40 مليون جنيه حتى الآن.
وأوضح أن موقف الشركة الآن مرهون بوضوح الرؤية بالنسبة لموقف انتشار وباء كورونا والذى لا يزال غامضاً.
وتوقع أن السوق الملاحى قد يشهد تحسناً نسبياً خلال النصف الثانى من العام المقبل شريطة استقرار الأوضاع، والبحث عن عملاء ومستثمرين جدد، مضيفاً أن الشركة كانت تعتزم ضخ بعض الاستثمارات، واضطرت إلى الإرجاء نتيجة التوقع للاتجاه إلى إغلاق جديد نظراً إلى دخول الموجة الثانية.
وفى سياق متصل، كشف «عوض» عن تضرر جميع الشركات من تعامل الشركة المصرية لتكنولوجيا التجارة الإلكترونية MTS المنفذ لمنظومة النافذة الواحدة بالمراكز اللوجستية مع المستخلصين الجمركيين، وذلك بسبب عدم وجود لجان جمركية مقيمة داخل الإيداع وهو ما يتحمله العميل من تكلفة إضافية لنقل اللجان الجمركية من الموانئ إلى المستودعات الخاصة التى توجد فى أماكن بعيدة عن بعضها، الأمر الذى يتطلب إصدار شهادات من عدة أماكن مختلفة، وهو ما يرفع سعر التكلفة.