يبدو أن الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي العالمية، يشكل موضع ارتياح بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تصدير مزيد من الوقود من الولايات المتحدة، بعد عام من الانتكاسات الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا وتخمة الإمدادات.
وارتفع سعر الغاز الطبيعي المسال الذي يتم تسليمه إلى شرق آسيا إلى أكثر من 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في آسيا في شهر ديسمبر على خلفية الطقس البارد وانقطاع الإمدادات، وامتد الانتعاش إلى أوروبا، إذ تم بيع الغاز في المملكة المتحدة بزيادة بمقدار الثلث منذ أكثر من عام.
وتعتبر هذه الأسعار أعلى بكثير من الأسواق في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تحسين اقتصادات تصدير الغاز الأمريكي، بحسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
استطاعت أسهم شركة “تشينير إنرجي”، وهي أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة مع محطتين في ولايتي لويزيانا وتكساس، التفوق على سوق الأسهم في شهر نوفمر الماضي.
ورغم أن معظم مبيعات الشركة تتم وفقاً لعقود طويلة الأجل، إلا أن الشركة التي تتخذ من هيوستن مقراً لها، قادرة على الاستفادة من أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية المرتفعة من خلال بيع كميات غير متعاقد عليها عبر ذراعها التجارية “تشينير ماركيتنج”، بحسب مؤسسة “مورجان ستانلي” المصرفية.
وفي عام 2016، كانت “تشينير إنرجي”، أول شركة تقوم بتصدير الغاز إلى الخارج من حقول البترول الصخري الأمريكي.
فقد وصل حجم الصادرات في نوفمبر إلى مستوى قياسي جديد، وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يصل متوسط صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية إلى 8.5 مليار قدم مكعبة يومياً في عام 2021، أو 65 مليون طن سنوياً، بزيادة قدرها 30% عن عام 2020.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن هناك خططاً بمليارات الدولارات لتوسيع محطات أو بناء محطات جديدة بشكل متكرر تم تأجيلها في العام الماضي، بسبب المنافسة الأجنبية وركود الطلب، فضلاً عن تفشي الوباء الذي لم يحدث صدمة اقتصادية فقط بل أيضاً صعب من إمكانية عقد اجتماعات وجها لوجه التي تعد بدورها سمة مميزة لمفاوضات الغاز الطبيعي المسال.
وأشارت إلى أن مستقبل الغاز الطبيعي المسال أصبح عرضة للتشكيك على المدى الطويل، في ظل مطالبة الحكومات والمستهلكون بإمدادات طاقة منخفضة الكربون.
وبهذا الصدد، قالت شركة “وود ماكينزي” الاستشارية إن أكثر من 3 أرباع الإنتاج الجديد من مشاريع الغاز الطبيعي المسال، ستكون في خطر إذا تم خفض الانبعاثات الكربونية إلى مستوى يحافظ على درجات الحرارة العالمية من الارتفاع إلى ما يزيد عن درجتين مئويتين.
ومع ذلك، فإن ارتفاع الأسعار الأخير للغاز الطبيعي المسال يبعث الأمل في نفوس المطورين الذين يتنافسون للحصول على عقود طويلة الأجل لأكثر من 10 عروض لمحطات الغاز الطبيعي المسال على طول ساحل الخليج الأمريكي.
وقالت شركة “فينتشر جلوبال” الأمريكية، التي تبني محطة للغاز الطبيعي المسال في لويزيانا، إن مشروعها الثاني هناك سيتم التعاقد عليه بالكامل بحلول نهاية يونيو.