كانت جائحة «كوفيد- 19» حدثاً وحشياً بالنسبة لشركات الطيران الأمريكية، ومن غير المتوقع حدوث تحسن كبير حتى النصف الثانى من عام 2021.
وتشير تقديرات المحللين التى قدمتها منصة «فاكتست» لنظم البحوث، إلى أن الخسائر الصافية لشركات الطيران الأمريكية قد تتجاوز حاجز الـ35 مليار دولار فى عام 2020، وذلك يتضمن ما يُتوقع أن يكون أول خسارة سنوية لخطوط «ساوث ويست» الجوية منذ أكثر من أربعة عقود.
وذكرت شبكة «سى. إن. بى. سى» الإخبارية الأمريكية، أنَّ الوباء أنهى عقداً من الأرباح التى كانت تتمتع بها صناعة الازدهار والكساد، إذ استطاعت الشركات فى تلك الفترة توظيف عشرات الآلاف من العمال وشراء طائرات جديدة ووسعت نطاق شبكاتها.
وانخفضت أسهم شركات الطيران فى عام 2020 بأكبر قيمة لها على الإطلاق منذ أعوام، إذ خسر سهم شركة «أمريكان إيرلاينز» 45% من قيمته، وهى أكبر نسبة انخفاض منذ ما قبل اندماج الناقلة مع «يو إس إيرويز» فى عام 2013، كما فقد سهم «دلتا إيرلاينز» 31% من قيمته.
بالإضافة إلى ذلك، انخفض سهم «يونايتد إيرلاينز» بنسبة 51% خلال الـ12 شهراً الماضية، وهو أكبر انخفاض مسجل منذ عام 2008، كما تراجع سهم شركة الطيران «ساوث ويست» بنسبة 14%.
وفى الوقت نفسه، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 16% فى عام 2020.
كان تفشى الوباء سبباً رئيسياً فى إجبار شركات الطيران على الانكماش السريع، وخفض مساراتها، وإيقاف مئات الطائرات.
كما أن إجمالى ديون تلك الشركات ارتفع بمقدار 67 مليار دولار فى عام 2020 لتصل إلى ما يزيد على 172 مليار دولار للتغلب على الأزمة. ومع ذلك، ثمة نبأ سار يتمثل فى تعافى الطلب على السفر الجوى بشكل كبير مقارنة بما كان عليه الوضع عند تفشى الوباء.
وأوضحت «سى. إن. بى. سى»، أن السفر الترفيهى أصبح السوق الأكثر أهمية فى ظل تهميش الأعمال المربحة والسفر الدولى إلى حد كبير. ومن المتوقع أن تقلص شركات الطيران خسائرها.
وفى بعض الحالات قد تصبح مربحة خلال العام الحالى، بحسب تقديرات المحللين.
وفى الوقت نفسه، ساهم توافر لقاحات كورونا فى تعزيز التفاؤل بشأن الطلب على السفر مستقبلاً، رغم أنه لم يتضح بعد متى سيستأنف المزيد من العملاء الطيران.
وحذر المسئولون التنفيذيون فى شركات الطيران مؤخراً من توقعاتهم التى تفيد بإمكانية مواجهة شهور صعبة، فقد أجلوا الأهداف إلى الوقت الذى سيقولون فيه إنهم سيستمرون فى تشغيل الطائرات بقدرة محدودة لمواكبة الطلب الضعيف.
وقال رئيس شركة «أمريكان إيرلاينز»، روبرت إيسوم، إنَّ قدرة الناقل الجوى فى شهرى يناير وفبراير ستعادل على الأرجح 45% المستويات التى كان عليها الوضع فى عام 2019.
وذكرت الشبكة الإخبارية، أن العديد من العملاء المحتملين لا يسافرون فى ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى مستويات قياسية أعلى من أى وقت مضى، كما أن هناك قيود سفر جديدة يتم تنفيذها، ويوصى المسئولون الحكوميون بتجنب السفر لإبطاء تفشى الوباء.
وفازت شركات النقل مؤخراً بمبلغ يصل إلى 15 مليار دولار كدعم إضافى للأجور ضمن أحدث حزمة إغاثة من فيروس كورونا، التى وقعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مؤخراً، ولكن هذه الحزمة تتطلب من شركات الطيران الاحتفاظ بموظفيها حتى 31 مارس وإعادة استدعاء أكثر من 30 ألف عامل حصلوا على إجازات دون أجر عندما تنتهى شروط الحزمة الأخيرة، التى بلغت قيمتها 25 مليار دولار، فى الأول من أكتوبر.