تركت مجموعة الدول المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لعام 2021 بشأن نمو الطلب على البترول الخام دون تغيير، وسط توقعات بانتعاش اقتصادى.
لكن خبير الطاقة، نائب رئيس “إى. إتش. إس ماركيت”، دان يرجين، حذر من أن ذلك الأمر قد يتغير.
وقال يرجين، في تصريحات أدلى بها لشبكة “سي. إن. بي. سي” الإخبارية الأمريكية مؤخراً، إن كثيراً من الأمور تتوقف على مدى فاعلية لقاحات فيروس كورونا؟ وما إذا كان عدد حالات الإصابة سيواصل الارتفاع؟
وارتفعت الآمال في زيادة الطلب على البترول يوم الخميس الماضي عندما أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، حزمة إنقاذ ضخمة بقيمة 1.9 تريليون دولار مصممة لدعم الأسر والشركات ضد تداعيات وباء (كوفيد- 19).
وقال يرجين، إنه بالإضافة إلى حزمة التحفيز، هناك عاملان ساهما في تعزيز التفاؤل، موضحاً: “هناك شيئان آخران يسيران معه، أحدهما بالطبع اللقاحات، بمعنى أن هذه الأزمة ستنتهي في النهاية، وربما بحلول الربيع، ستنتهي عمليات الإغلاق”.
وأضاف: “الشيء الآخر هو ما فعلته السعودية، فهذه هي المرة الثالثة التي تجري فيها السعودية تغييراً مفاجئاً في سياستها في أقل من عام، وكان هذا التغيير يعلن عن خفض إنتاج البترول بمقدار مليون برميل يومياً، ويرجع ذلك جزئياً إلى شعورهم بالقلق تجاه تأثير زيادة الإنتاج في ظل الوباء المتفشى”.
وتجدر الإشارة إلى أن “أوبك” وحلفاءها من خارج الكارتل- تحالف “أوبك بلس”- خفضوا إنتاج البترول بمقدار قياسى في عام 2020، في محاولة منهم لدعم الأسعار، إذ أدت القيود المفروضة في العالم بأسره للسيطرة على الوباء والانخفاض اللاحق في السفر الجوى، إلى صدمة في الطلب على الوقود.
ومنذ ذلك الحين، قالت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم، إنها تخطط لخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل إضافية يومياً في شهري فبراير ومارس؛ لوقف زيادة المخزونات.
وفي الوقت نفسه، قال يرجين، إن إطلاق اللقاح وخفض الإمدادات قد اجتمعا لإخراج أسعار البترول من المأزق الذي واجهته بسبب تفشي الوباء، متوقعاً حدوث تعافٍ في عام 2021.
وتتوقع “أوبك” زيادة الطلب العالمي على البترول في عام 2021 بمقدار 5.9 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، ليصل إلى 95.9 مليون برميل يوميا في المتوسط.
ومع ذلك، حذر يرجين من أن الطلب على البترول سيعتمد على كيفية تطور وضع الوباء، فإذا استمرت موجة الفيروس ولم تكن اللقاحات فعالة كما كان يُعتقد، فسوف يعود الطلب إلى حالة ضعف وسيظهر ذلك في الأسعار، لكن من الواضح أن هناك تفاؤلاً فيما يتعلق بأسعار البترول.