تشهد دول جنوب أوروبا عامة وخاصة إسبانيا، نقصا كبيرا فى معروض الخضراوات المنتجة محليًا خلال الموسم الحالى، ما سبب زيادة كبيرة فى أسعار تلك الخضراوات ومنها الخيار، والقرنبيط، والكوسة، من بين منتجات أخرى عدة، فهل تستطيع مصر سد تلك الفجوة والاستفادة من أسعار المنتجات المرتفعة والتى سيقدمها المشترون للجودة الأعلى والافضل خلال الفترة المقبلة.
قال أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، إن صادرات مصر الزراعية من الخضر والفاكهة، تتدفق بصورة جيدة إلى الأسواق الخارجية، ويتم متابعتها من خلال شهادة زراعية صادرة من الحجر الزراعى مدوّن عليها «اسم المنشأ»، والدولة المستقبلة للمنتج لزيادة ثقة المستهلكين الأجانب فيها.
أوضح أن المنتجات المصرية متاحة للتصدير بقوة فى الفترة الحالية، ونعمل بجهود كبيرة لزيادة التعاقدات الخارجية فى ظل الوضع الحالى لتفشى وباء فيروس «كوفيد-19»، والذى عطل الجميع بدرجة أو بأخرى محليًا وعالميًا، وأربك الحسابات على جميع الأصعدة.
أضاف أن منتجات مصر الزراعية ذات جودة مرتقعة، وصدرت العام الماضى أكثر من 5 ملايين طن من جميع المنتجات وتضم الخضراوات والفاكهة، إذ لم تتوقف مصر عن التصدير رغم أزمة كورونا، وتستورد الدول الكبرى منتجات من مصر، فى مقدمتها أمريكا، ودول الاتحاد الأوروبى، وروسيا ونيوزيلندا واستراليا وغيرها.
قال هانس كورستين، الرئيس التنفيذى لشركة Partner in Sourcing، ومقرها مصر، إنه يُمكن لمُنتجى الخضروات المصريين حل مشكلة نقص الخضراوات فى إسبانيا بشكل كامل.
أوضح فى تصريحات له مع الموقع الهولندى «فريش بلازا»: «القضية الرئيسية هى أن هذه أصناف الخضراوات مثل الخيار والقرنبيط والكوسة المنزرعة محليًا فى مصر تُخصص للاستهلاك المحلى فى كثير من الحالات، ولا تلبى مُتطلبات التصدير».
أضاف: «مصر كبلد مُصدر إلى أوروبا، فهى ببساطة ليست لاعبًا كبيرا لهذه الأصناف المذكورة، وبالتالى فمن المستحيل على المنتجين الدخول فى وضع التصدير وفقًا لاحتياجات إسبانيا بصورة فجائية فى يوم واحد».
قال كورستين: لا يعنى ذلك عدم وجود أى صادرات من هذه الخضراوات فى المطلق، خاصة وأنه بالنظر إلى الأسعار المرتفعة التى يمكن الحصول عليها لهذه المنتجات، لكن ما سيتم تصديره بالفعل سيكون كميات ضئيلة من النسبة الإجمالية التى ستكون هى الاستفادة الحقيقة.
أوضح: مصر تتمتع بمناخ أكثر استقرارًا من تلك التى تتمتع به إسبانيا، لكن من حيث الخدمات اللوجستية مقارنة بإسبانيا، تواجه مصر بعض التحديات، وعندما نتحدث عن الوضع الحالى فإن أى كمية قد توفرها مصر فهى ببساطة لن تؤثر بشكل كافٍ لإحداث فرق.
وفقًا لبيانات الجهاز المركزى المصرى للإحصاء، ارتفع إنتاج الخضر إلى 20.5 مليـون طن عام 2018/ 2019 مقابل 19.8 مليون طن بنسبة زيادة 3.1%.
وتأتى الأزمة فى إسبانيا على وجه الخصوص، من أن المنتجين والشركات الزراعية فى مقاطعتى ألميريا وغرناطة ليس لديهم فرصة كبيرة بسبب العاصفة «فيلومينا»، إذ انخفضت درجات الحرارة بصورة قياسية فى جميع أنحاء إسبانيا، وأيضًأ جنوب الاتحاد الأوروبى، فظل المطر والثلج يتساقطان باستمرار أسبوعًا كاملًا، وفى ظل هذه الظروف لن تصل المحاصيل إلى المستوى المتوقع.