يسعى الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، إلى إعادة تشغيل المصانع التى تعثرت بسبب التداعيات السلبية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا خلال الشهور الماضية، وذلك فى إطار استراتيجيته الجديدة الذى بدأ تنفيذها مع بداية العام الجارى.
وقال الدكتور محرم هلال رئيس الاتحاد، إن الاتحاد شكل لجنة فنية لمتابعة عمل المصانع فى جميع المناطق الصناعية التى تتبعها، لمعرفة العامل والمتوقف والمتعثر وذلك للمساهمة فى عودة تشغيلها مرة أخرى.
وأشار إلى أن المصانع لم تصمد أمام التداعيات السلبية لجائحة كورونا الأمر، نظرًا لالتزامها بسداد جميع المستحقات للدولة والعمالة فى ظل تراجع الطاقات الإنتاجية وحالة الركود الشديدة التى تخيم على السوق المحلى والتصديرى.
وأضاف هلال لـ»البورصة»، أن المصانع المتعثرة لايوجد لها إحصائية حتى الآن نظرًا لاستمرار الجائحة، لافتاً إلى أن الاتحاد طالب الجمعيات التابعة له بتقديم حصر بالمصانع المتعثرة للمساهمة فى إعادة تشغيلها وذلك بالتعاون مع التجارة والصناعة والجهات الحكومية الأخرى.
ولفت إلى أن أحد أهم محاور الاستراتيجية التى يركز عليها الاتحاد خلال الفترة الحالية رفع جميع الأعباء عنهم، خاصة المديونيات المتراكمة لشركات الغاز وذلك فى إطار تجهيزهم للانطلاق والعمل بكامل الطاقات الإنتاجية فى حالة تحسن السوق.
ووافق وزارة البترول قبل أسابيع على طلب اتحاد المستثمرين وصناع السيراميك بجدولة مديونيات الغاز لمصانع السيراميك لمدة 10 سنوات وبفائدة %7، على أن توزع تلك المديونيات على أقساط متساوية على الفواتير الجديدة مع بداية كل شهر.
وذكر أن اتحاد المستثمرين من أكبر المنظمات الأهلية فى مصر، نظرًا لكونه يضم نحو 60 جمعية مستثمرين، ويبلغ عدد المنشآت الصناعية التى تتبعه أكثر من 40 ألف منشأة يعمل فيها أكثر من 6 ملايين عامل.
واعتبر أن حزمة الحوافز التى التشجيعية التى أطلقتها الحكومة قبل بداية الجائحة، كان لها مردود إيجابى على المصانع العاملة حاليًا، بالإضافة إلى تمكينها من تحمل العديد من الصدمات التى نتجت عنها.
ونوه إلى أن مبادرة الـ 200 مليار جنيه التى خصصت لدعم المصانع المتعثرة ساهمت فى إعادة تشغيل آلاف الشركات، خاصة وأن سبب توقف أغلبها كانت بسبب مشكلات مع البنوك وعدد من الأمور الفنية منها فشل إدارة التسويق.
وعن الخطة التصديرية للاتحاد، قال هلال، إن الحفاظ على استمرار عمل المصانع خلال فترة الجائحة، وسرعة خروج مصر من الأزمة مبكرًا سيضمن اقتناص عشرات الفرص التصديرية، لذلك يسعى الاتحاد بشكل مستمر إلى التواصل مع الدول الأفريقية والتفاوض على تصدير منتجات المصانع لها.
وذكر أن الاتحاد يسعى إلى المساهمة فى إنجاح خطة الرئيس والوصول إلى 100 مليار دولار خلال 4 سنوات المقبلة، لذلك فإن الفترة المقبلة بمثابة الفرصة الذهبية لتعويض التراجع فى الصادرات من قبل الصناع.
وأوضح أن التجارة العالمية تواجه مشكلات كبيرة بسبب الأزمة، لذلك فإن أغلب الصناع تتفهم تلك الأزمة، وبالتالى فإنه تتجنب تحميل الدولة فوق طاقتها فيما يخص مشكلات المصانع وتسعى إلى إيجاد حلول فردية لها.
وفيما يخص الملفات الأخرى التى يعمل عليها الاتحاد أيضًا، أوضح هلال أن جمعيات المستثمرين حريصة على توفير لقاحات كورونا للعمالة فى المصانع للخروج من الأزمة خلال فترة قريبة وبالتزامن مع الدول الخارجية.
ولفت إلى أن مسئولين من رئاسة الجمهورية خاطبوا الاتحاد للتبرع لصندوق تحيا مصر لتوفير اللقاح، وجار الترتيب لعقد الاجتماع خلال الفترة المقبلة لمناقشة قيمة التبرع، وما يمكن أن يقدمه فى هذا الصدد، خاصة وأنه أكبر منظمة أعمال فى مصر.
وذكر أن جميع جمعيات المستثمرين مستعدة للمساهمة فى توفير لقاحات كورونا على نفقتها الخاصة، وسيتم الإعلان عن قيمة التبرع بعد الاجتماع مع مسئولى الرئاسة خلال الأيام المقبلة.