تركيا وأمريكا وروسيا والصين أبرز الدولة المورّدة لمصر
تدرس إحدى الشركات الحكومية، إنشاء مصنع لإنتاج كربونات الصوديوم «الصودا آش» فى السوق المحلى خلال الفترة المقبلة.
قالت ليلى الغزالى، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية، إنَّ الشركة تلقت عرضاً من إحدى الشركات الصينية لشراء خط الإنتاج بقيمة تبلغ حوالى 400 مليون دولار.
أضافت لـ«البورصة»، أن المشكلة التى واجهت دراسة الجدوى، هى ارتفاع سعر الغاز بشكل كبير عن السعر المطلوب لإنشاء المصنع فى ظل كون الغاز يمثل 40% من التكاليف المتغيرة لإنتاج «الصودا آش».
وتستهدف الشركة تغطية احتياجات السوق المحلى وليس الربح، إذ تعمل حالياً على إيجاد آليات لتغطية التكاليف على أقل تقدير.
وأعلنت شركة «سولفاى» لإنتاج كربونات الصوديوم بالإسكندرية، تعليق عملها وإنتاجها؛ بسبب الارتفاع الحاد فى أسعار الطاقة التى سببت خسائر للمصنع.
قالت «الغزالى»، إنَّ فرصة الاستثمار فى تصنيع كربونات الصوديوم «الصودا آش» ضعيفة جداً، مقارنة بالفرص البديلة فى استثمارات أخرى بنفس التكلفة.
أضافت أن استثمارات مصنع الصودا آش، يجب أن تتراوح بين 400 و600 مليون دولار على أقل تقدير، وفى ظل عدم خفض سعر الغاز فإن المصنع سيتعرض للخسارة.
وأوضحت أنها شاركت فى إعداد دراسات جدوى لنحو 15 مشروعاً لبعض كبار المستثمرين المصريين لإنشاء مصنع صودا آش.. لكنهم يتراجعون عن استكمال المشروع لارتفاع التكلفة.
كما شاركت فى إعداد دراسة جدوى منذ 3 أسابيع لإنشاء مصنع من خلال أحد كبار المستثمرين فى مصر. لكنه اعتذر عن عدم استكمال المشروع لارتفاع التكلفة عقب اطلاعه على عروض أسعار خطوط الإنتاج.
أشارت «الغزالى»، إلى أن استثمارات التصنيع تسترد خلال فترة تصل إلى نحو 7 سنوات فى صناعات أخرى، فى حين تسترد خلال فترة قد تصل إلى 20 عاماً فى صناعة الصودا آش.
وقالت إن سعر الغاز الذى يمكن من خلاله إنشاء مصنع يغطى قيمة تكاليفه ويستطيع المستثمر المنافسة جزئياً من خلاله، يتراوح بين 2 و3 دولارات للمليون وحدة حرارية.
وأكدت أن المنافسة صعبة جداً مع المصانع فى الدول المنافسة؛ نظراً إلى انخفاض التكلفة لديهم مقارنة بسعر الغاز فى مصر خلال الفترة الحالية.
وتبلغ احتياجات السوق المحلى من الصودا آش، نحو 500 ألف طن سنوياً، إذ تعد من ضمن مكونات الإنتاج الرئيسية لصناعتى المنظفات والزجاج.
وقررت الحكومة، خلال مارس من العام الماضى، خفض سعر الغاز الطبيعى للصناعة عند 4.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية لمواجهة التداعيات الاقتصادية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.
كما تقرر خفض أسعار الكهرباء للصناعة للجهد الفائق والعالى والمتوسط بقيمة 10 قروش فى الكيلو وات، مع تثبيت أسعار الكهرباء لباقى الاستخدامات الصناعية لمدة 3 – 5 سنوات مقبلة.
ذكرت أن جذب مستثمرين أجانب أو من القطاع الخاص المحلى للاستثمار فى تصنيع «الصودا آش» صعب، فى ظل صعوبة تحقيق مكاسب مالية من المشروع؛ بسبب ارتفاع سعر الغاز الطبيعى وصعوبة استرداد قيمة الاستثمارات خلال وقت قريب.
أضافت «الغزالى»، أن المشروع يتطلب اعتباره هدفاً قومياً للحكومة، كون الصودا آش من أهم مكونات الإنتاج الاستراتيجية.
وعلى الدولة مساندة المستثمرين الراغبين فى تصنيع الصودا آش، من خلال فرض رسم وارد على المنتج المستورد.
وتستورد مصر، الصودا آش من أمريكا وروسيا والصين، بالإضافة إلى تركيا التى تعتمد عليها مصر فى توفير 60 ـ 70% من احتياجاتها.
وقال أيمن زهرة، استشارى لمصانع منظفات فى مصر، إن الصودا آش تدخل فى تصنيع المنظفات بنسبة تتراوح بين 10 و20% بحسب كل مصنع ونوعية المنتج.
أضاف أن تصنيع «الصودا آش» محلياً سيخفض السعر النهائى للمنتجات، إذ يبلغ سعر طن الصودا آش المستورد نحو 4800 جنيه.