لم يضع الرئيس التنفيذى يوهان لوندجرين، أى وقت فى الدفع سريعا برسالة شكوى، عندما حذر وزير فى حكومة المملكة المتحدة من أنه من السابق لأوانه حتى التفكير فى حجز عطلة صيفية.
وبالتأكيد.. غضب الرئيس التنفيذى لشركة إيزى جت، ثانى أكبر شركة طيران اقتصادى فى أوروبا، أمر مفهوم نظرا لمدى جسامة المخاطر بالنسبة لصناعة الطيران، التى تتعرض آمالها فى التعافى الذى يقوده اللقاح هذا العام للخطر.
كان تفشى وباء «كوفيد19-» السبب فى إغلاق الأجواء الجوية بشكل مفاجئ الربيع الماضى، مما أدى لهزيمة الصناعة، إذ إنها تحملت أكبر انخفاض فى حركة الطيران منذ الحرب العالمية الثانية، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وبعد مرور أقل من شهرين فى عام 2021، أصبح الخطر الذى تواجهه شركات الطيران أقرب إلى الخنق البطيء، إذ يتم تشديد قيود السفر من دولة إلى أخرى، وفى بعض الحالات يتم إغلاق الحدود لمنع انتشار سلالات جديدة من الوباء.
وتعتبر هذه الصورة مقلقة بالنسبة لصناعة تبلغ قيمتها 800 مليار دولار مبنية على نقل الناس، فقد شددت أوروبا والولايات المتحدة قيود السفر، وأدخلت المملكة المتحدة قواعد حجر صحى أكثر صرامة، فى حين يتوقع أن تظل الحدود الاسترالية مغلقة حتى نهاية العام.
ويقول مستشار الطيران أندرو تشارلتون: «الدول التى نجحت فى قمع الفيروس، استطاعت فعل ذلك بإيقاف الطيران الدولى».
وتأتى نيوزيلندا ضمن الدول، التى اتبعت مثل هذا النهج، فقد نقلت شركة الطيران الرئيسية التابعة لها 6000 مسافر فقط لمسافات طويلة فى ديسمبر.
وحتى مع استمرار اللقاحات فى تقديم حل طويل الأجل لـ«كوفيد19-»، واستمرار معظم شركات النقل فى الاعتقاد بأن هذا العام سيكون فى النهاية أفضل من الماضى، تتضاعف المؤشرات على وجود ضغوط متجددة.
وانخفض عدد الرحلات الجوية فى المجال الجوى الأوروبى هذا الشهر إلى أدنى مستوى منذ فرض الإغلاق الصارم الأول فى الربيع الماضى.
ورغم سوق الخطوط الجوية المحلية المدعوم بالانتعاش الاقتصادى، تعثر تعافى الصين، إذ لم تشجع بكين السفر خلال العام القمرى الجديد.
وقلصت شركات الطيران طموحاتها الضئيلة بالفعل فى الربع الأول، مع توقع «إيزى جت» ومنافستها «رايان إير» تنفيذ %10 فقط من جداولها العادية.
وفى إشارة إلى كيف أدى الوباء مرة أخرى إلى إرباك توقعات الصناعة، اعترف الاتحاد الدولى للنقل الجوى، الذى يمثل شركات الطيران على مستوى العالم، بأن هناك خطرا متزايدا من إمكانية تراجع أعداد الركاب لهذا العام إلى مستوى أقل من توقعاته.
وقال كبير الاقتصاديين فى الاتحاد الدولى للنقل الجوى، برايان بيرس: «كنا نبنى توقعاتنا على قدرة الحكومات ورغبتها للبدء فى خفض قيود السفر بمجرد إعطاء الجزء المستضعف من السكان اللقاح المضاد لكورونا. أعتقد أن ما رأيناه فى الأسابيع الأخيرة هو أن الحكومات تتخذ نهجا أكثر صرامة وحذرا».
ومع التوقعات الخاصة بشركات النقل التى يبدو أنها تزداد خطورة يوما بعد يوم، فإن التداعيات أعمق بكثير من تحطيم توقعات الركاب. فقد حذرت شركة «أمريكان إيرلاينز» مؤخرا من أن 13 ألفا من موظفيها معرضون لخطر التسريح، وألقت باللوم فى ذلك على قيود السفر الدولى الجديدة وبطء توزيع اللقاح.
ومن هذا المنطلق، قال الرئيس التنفيذى دوج باركر، فى مذكرة للموظفين: «كنا نعتقد تماما أننا سننظر فى جدول صيفى حيث تحلق جميع طائراتنا ونحتاج إلى كامل قوة فريقنا.. لكن للأسف، لم يعد هذا هو الحال».
فى حين أن الرئيس التنفيذى لشركة طيران الاتحاد الإماراتية، تونى دوجلاس، قال إنه كان يأمل حدوث انتعاش فى أعداد الركاب بحلول النصف الثانى من العام الحالى. لكن الأمور تتغير فى كل مرة ننظر فيها إلى الوضع.
وكانت أكبر 5 شركات طيران فى المنطقة، وهى «رايان إير» و«آى أى جى» المالكة لشركة للخطوط الجوية البريطانية و«لوفتهانزا» و«ويز إير» و«إيزى جت»، جمعت بالفعل نحو 20 مليار دولار من مزيج من الحكومات والمساهمين وأسواق السندات لمساعدتها على الصمود فى وجه الأزمة.