تراجعت توزيعات الأرباح العالمية بشكل حاد في عام 2020 بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، إذ انخفضت مدفوعات المستثمرين بنسبة 12.2% إلى 1.26 تريليون دولار، وفقاً لبحث حديث.
ومع انتشار أزمة الصحة العامة الدولية في جميع أنحاء العالم، التي تسببت في فرض قيود الإغلاق وتقليص النشاط التجاري، بلغ إجمالي تخفيضات الأرباح وإلغائها 220 مليار دولار، بين الربعين الثاني والرابع من عام 2020، وذلك بحسب تحليل أجراه مدير الأصول “جانوس هندرسون” لبيانات مؤشر توزيع للأرباح العالمية.
ومع ذلك، فإن المبلغ الإجمالي لأرباح الأسهم المدفوعة بين شهري أبريل وديسمبر الماضيين بلغ 965.2 مليار دولار، حسبما أشارت مجموعة “جانوس هندرسون”، التي تحلل توزيعات الأرباح المدفوعة من قبل أكبر 1200 شركة من حيث القيمة السوقية قبل بداية كل عام.
وبحسب ما نقلته شبكة “سي. إن. بى. سى” الإخبارية الأمريكية، كانت تخفيضات توزيعات الأرباح أكثر حدة في المملكة المتحدة وأوروبا، إذ يمثل كلاهما سوياً أكثر من نصف إجمالي التخفيضات على مستوى العالم.
ويرجع ذلك في الأساس إلى خفض المنظمين لأرباح البنوك بشكل قسري.
مرونة الولايات المتحدة
ومع ذلك، كانت مدفوعات الأرباح مرنة في الولايات المتحدة، إذ ارتفعت بنسبة 2.6% في عام 2020.
ووجد التقرير أن أمريكا الشمالية حققت أداء جيداً بشكل أساسي لأن الشركات كانت قادرة على الحفاظ على السيولة النقدية وحماية أرباحها من خلال تعليق أو تقليل عمليات إعادة شراء الأسهم، ولأن المنظمين كانوا أكثر تساهلاً مع البنوك.
في مناطق أخرى على مستوى العالم، تأثرت أستراليا بشدة.. لكن الصين وهونج كونج وسويسرا، انضمت إلى كندا باعتبارها أفضل الدول أداء.
وكان انخفاض إجمالي الأرباح في عام 2020 إلى 1.26 مليار دولار أقل بقليل من توقعات “جانوس هندرسون”، والتي كانت تشير إلى إمكانية انخفاض الأرباح بمقدار 1.21 تريليون دولار في أفضل الأحوال، وذلك بفضل انخفاض أقل حدة مما كان متوقعاً في مدفوعات الربع الرابع، والتي هبطت بنسبة 14% إلى إجمالي يبلغ 269.1 مليار دولار.
وعلى أساس قطاعي، استحوذت البنوك على ثلث تخفيضات الأرباح العالمية من حيث القيمة، مع تخفيض توزيعات الأرباح بنحو 54 مليون دولار وإلغاء 34 مليون دولار داخل الصناعة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف منتجي البترول- وهو ثاني أكثر قطاع تضرراً- الذي شهد خفض وإلغاء ما يزيد قليلا على 24 مليون دولار من المدفوعات.
وتخضع البنوك في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، لحظر مؤقت على مدفوعات المساهمين منذ مارس الماضي، وسط مخاوف من انخفاض رأس المال في البنوك مع تفشي أزمة فيروس كورونا.
ومع ذلك، قال البنك المركزي البريطاني، في ديسمبر الماضي، إن البنوك يمكنها استئناف توزيعات الأرباح المحدودة، في حين أعلن بنك باركليز البريطاني مؤخراً أنه سيستأنف توزيعات الأرباح للمساهمين.
التوقعات
بالنظر إلى عام 2021 ومع طرح لقاحات كورونا، مما زاد التوقعات التي تفيد إمكانية إعادة فتح الاقتصادات بشكل كبير بحلول الصيف، توقعت مؤسسة “جانوس هندرسون” استمرار انخفاض المدفوعات في الربع الأول من عام 2021، رغم أن الانخفاض قد يكون أقل من الانخفاض المسجل بين الربعين الثاني والرابع من عام 2020.
وأشارت إلى أن التوقعات الخاصة بعام 2021 بأكمله لا تزال غير مؤكدة للغاية، خصوصاً أن الوباء اشتد في أجزاء كثيرة من العالم، حتى عند وجود أمل ناجم عن توافر اللقاحات.
والأهم من ذلك أن توزيعات الأرباح المصرفية ستستأنف في الدول التي انخفضت فيها، لكنها لن تقترب من مستويات عام 2019 في أوروبا والمملكة المتحدة، وبالتالي سيحد هذا من إمكانات النمو.
ويشير أفضل السيناريوهات التي تتوقعها “جانوس هندرسون” إلى إمكانية ارتفاع توزيعات أرباح 2021 بنسبة 5% على أساس رئيسي، لتصل قيمتها الإجمالية إلى 1.32 تريليون دولار.