الأحول: الأثرياء يشترون الألماس والشركات تطرح منتجات خفيفة الوزن للطبقة المتوسطة
تستحوذ مجوهرات الأطفال على نسبة تصل 25% من إجمالى مبيعات سوق الذهب المحلى، ومؤخرا دخلت المجوهرات والإكسسوارات الصينية سباق المنافسة للاستحواذ على حصة من المبيعات.
وقال الدكتور جمال الأحول، الرئيس الأسبق لقسم المعادن والحلى بكلية الفنون التطبيقية، إن الطلب على حلى الأطفال يتأثر بالعامل الاجتماعى فالطبقة الثرية تقبل على شراء الألماس بينما تقبل الطبقات المتوسطة على شراء الذهب والحلى الرخيصة الثمن خاصة فى ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
أضاف أن شركات الذهب والمجوهرات تطرح منتجات خفيفة الوزن حتى تكون فى متناول القدرة الشرائية للطبقات المتوسطة، لأن أغلبها تمنح كهدايا خاصة للأطفال حديثى الولادة.
وأوضح أنه من الصعب وجود شركات متخصصة فى إنتاج هذه النوعيات من المشغولات الذهبية، كما أن محدودية الأشكال بالسوق المحلى ترجع إلى اعتماد الورش والمصانع على اسطمبات ثابتة لإنتاج الأشكال، فلا يمكن أن تنتج يدويا، حتى لا ترتفع مصنيعتها.
وأشار إلى أن الحلى رخيصة الثمن أو الإكسسوار الصينى الذى يعرف بالذهب الصينى هو البديل المنافس الحقيقى لمجوهرات الأطفال ويجب على شركات الذهب البحث عن آليات تسويقية مختلفة تستحوذ بها على سوق مجوهرات وحلى الأطفال.
وقال إنه يمكن طرح مشغولات خفيفة الأوزان من عيارات منخفضة كعيار 12 وعيار 9، لأنها رخيصة الثمن، كما أن الذهب لا يحتوى على مواد ضارة بالإنسان بجانب سهولة إنتاج أشكال مختلفة، فكلما انخفض عيار الذهب كلما زادت صلابته، وبالتالى يمكن طرح أشكال عديدة ومختلفة بالأسواق عبر الماكينات الحديثة.
أضاف أن هناك خطر كبير من ارتداء الأطفال للإكسسوار الصينى، لأنه يحتوى على تركيز مرتفع من الرصاص والكادميوم، وخاصة أن الأطفال فى سن صغير أو حديثة الولادة، يميلون لإدخال الأشياء فى الفم، ومص هذه المعادن يعرضهم للتسمم.
ووفقًا لدراسات علمية حديثة، فإن التزين بالمجوهرات الرخيصة يمكن أن يكون بالغ الخطورة على صحة الأطفال والأمهات، وبعد إجراء سلسلة من التجارب على مجموعة متنوعة من المجوهرات الرخيصة التى يرتديها الأطفال، وجد مركز البيئة الأمريكى، وهو منظمة سلامة غير حكومية لا تهدف للربح، معدلات مثيرة للقلق من المواد الكيميائية الضارة فى مكوناتها، فقد تم اكتشاف الرصاص والكادميوم والزئبق والزرنيخ ضمن مواد كيميائية أخرى عالية السمية فى أكثر من نصف مواد الزينة المعروضة فى متاجر الإكسسوارات عبر الولايات المتحدة.
وقال هانى باقى، رئيس شركة مارجير جولد لتصنيع الذهب والمجوهرات، إن نسبة الطلب على مجوهرات الأطفال لا يقل عن %25 من حجم الطلب بالسوق المحلى، وكل شركة تخصص جزء من إنتاجها للأطفال.
أضاف أن هذه النسبة لا تمثل دافع للشركات لعمل خطوط إنتاج متكاملة أو وجود شركات مختصة بمجوهرات الأطفال، لأنها تتسم بطلب موسمى خاصة فترة الصيف، إذ تقدم كهدايا فى حفلات النجاح وأعياد الميلاد، ومشغولات حديثى الولادة الأكثر طلباً.
باقى: الذهب الصينى رخيص ويشهد إقبالا من المستهلكين رغم أضراره الصحية على الأطفال
وأشار باقى إلى أن محلات التجزئة لا تهتم كثيرا بعرض مشغولات الأطفال، بقدر اهتمامها بالمشغولات المناسبة للخطوبة والزفاف، وهدايا الكبار، وبعض المحلات لا تعرضها نهائياً.
وأوضح أنه لا يمكن وضع مقارنة بين منافسة الأسواق المحلية والمنافسة مع المنتجات الصينية التى تعرف بالذهب الصينى، لأنها تتمتع بتشكيلة كبيرة جدا ورخيصة الثمن، ما يدفع المستهلك للتوجه إليها فى ظل ارتفاع أسعار الذهب خلال السنوات الماضية.
وقال إن الشركات حاولت طرح منتجات خفيفة الأوزان منها، تتراوح بين نصف و2 جرام، لكن هذه الاوزان لا تمثل دافعا للمستهلك فى ظل تراجع القدرة الشرائية، ومنذ 5 سنوات كان جرام الذهب لا يساوى 250 جنيها، بينما الآن متوسط السعر 800 جنيه.
أضاف أن السوق يتوافر بها منتجات متميزة للأطفال مستوردة من الخارج، لكنها تحمل برسوم الدمغ والجمارك، وترتفع مصنعيتها، وقد تصل مصنعية الجرام إلى 300 جنيه.
وأوضح أن منتجات الأطفال متوفرة بكافة الأنواع من حلقان وخواتم وأساور وغوايش وانسيالات، والشركات تحاول تخفيف الأوزان حتى يكون السعر مناسب مع احتياجات العملاء.
وأشار إلى أنه لا يوجد أضرار من المشغولات الذهبية على جسم الأطفال، فلا تسبب لهم حساسية أو طفح جلدى، ولا يكون لها تأثير على صحتهم فى حالة مصها أو وضعها فى الفم.
وقال عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالمنوفية، إنه رغم ارتفاع المعروض من مجوهرات الأطفال إلا أنه لا توجد ورش متخصصة أو مصانع بها خطوط إنتاج خاصة، حيث تطرح بأشكال محدودة، وتعتمد على الإسطبمات التى تستخدم فى إنتاج أشكال بسيطة تناسب الأطفال.
يوسف: لا توجد ورش متخصصة لمجوهرات الأطفال والسوق يعتمد على «إسطمبات» جاهزة
أضاف أنه يتم إنتاجها فى أوزان صغيرة تتراوح بين نصف جرام و2 جرام لتناسب الأطفال حديثى الولادة وصغار السن، ما يحد من طرحها فى أشكال مختلفة ومتنوعة فى ظل انخفاض مصنيعتها والتى تتراوح بين 50 و100 جنيه فى القطعة.
وقال الجواهرجى جورج عريان فهيم، إن منتجات الأطفال من الألماس تتمتع بطلب قوى بالسوق المحلى وخاصة الحلقان، والدلايات، والتى يتراوح وزنها بين 0.3 وواحد قيراط.
أضاف أن أغلب مجوهرات الأطفال يتراوح سعرها بين 4 و7 آلاف جنيه، وفقا للقدرات الشرائية للمواطنين وجزء منها يكون طلبات خاصة، تنفذ وفقا لرغبة العملاء.
وأشار فهيم إلى وجود تنوع فى المشغولات الذهبية لمنتجات الأطفال وخاصة الشعبية، بخلاف الألماس.