النمر: المؤشر الثلاثينى يتمتع بفرصة جيدة لرحلة صعود وعودة السيولة للأسهم القيادية
بدأت رحلة هجرة السيولة من أسهم المؤشر الثلاثيني لأسهم المؤشر السبعيني منذ عام مضى مع بدء تفشي جائحة فيروس كورونا مارس الماضي وتحول المستثمرين للمضاربات بالأسهم الصغيرة والمتوسطة، وذلك بعد حزم التحفيز للبورصة لتعويض الخسائر المحققة بسبب الجائحة.
وكانت الأسهم الصغيرة والمتوسطة تتصدر المشهد منذ بدء الأزمة، حيث استحوذ المستثمرون الأفراد على قرابة 70% من التعاملات طوال عام.
وتساءل المتعاملون في البورصة المصرية حول استمرار السيولة بالأسهم الصغيرة والمتوسطة أم عودتها للأسهم القيادية بالمؤشر الثلاثيني، وانتهى الأمر بضرورة عودة السيولة لأسهم المؤشر الثلاثيني وعودة سيطرته على تعاملات البورصة المصرية.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، إن أداء المؤشر السبعيني شهد ارتدادة قوية منذ مارس الماضي بتكوين قاع عند مستوى 800 نقطة والذي كان يمثل حوالي 10% من قيمة المؤشر الثلاثيني.
وأشار إلى أن الارتدادة التي حصلت بعد تعافي الأسواق العالمية والسوق المصري بسبب حزم التحفيز العالمية والمصرية أدت لارتدادة قوية بالمؤشر السبعيني وارتدادة خجولة بالمؤشر الثلاثيني.
ولفت النمر، إلى أن المؤشر السبعيني ارتد من مستوى 800 نقطة إلى أعلى من مستوى 2400 نقطة حوالي 300%، في حين أن ارتدادة المؤشر الثلاثيني لم تكف لتعويض الخسائر التي سجلها خلال العام الماضي جراء أزمة كورونا.
وتابع أن الأسهم الصغيرة والمتوسطة تم التعامل معها بطريقة المضاربات والذي أدى لتضخم سريع لقيم هذه الأسهم وشهدت ارتفاعات قوية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع المؤشر السبعيني.
وأردف النمر، أن سهم “فوري” قفز من 8 جنيهات إلى مستويات أعلى من 40 جنيها والذي ساهم بشكل كبير في رحلة صعود المؤشر السبعيني قبل انتقاله للمؤشر الثلاثيني.وأوضح أن أسهم السبعيني خاصة الصغيرة والمتوسطة استفادت من أداء المضاربين، حيث كانت المضاربات هي السمة الغالبة في الأسواق العالمية.
وتابع أن تلك الأسهم والتي تمثل القوام الأكبر في المؤشر السبعيني استفادت بشكل كبير من أزمة كورونا، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تتغير الأمور خاصة مع بدء تراجع المؤشر السبعيني.
ورجح النمر بدء رحلة هجرة السيولة من الأسهم الصغيرة والمتوسطة وتوجه جانب منها للأسهم الكبيرة التي لم تشهد صعودا مباشرا.
ولفت إلى أن المؤشر الرئيسي للبورصة لم يعوض خسائر أزمة كورونا لذلك يتمتع بفرصة جيدة لرحلة صعود، موضحا أنه يمر بفترة انتقالية حاليا وخروج الأموال من أسهم المضاربات.
وأشار إلى احتمالية انتهاء المرحلة الانتقالية بتحول الاهتمام للأسهم الكبيرة ولكن نحتاج الوقت لتتضح الصورة بشكل كافي.
وقالت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأواق المالية، إنه رغم تداعيات أزمة كورونا ولكن تحركت البورصات منذ مارس 2020 بعد هبوطها في بداية العام لتتحرك عكس أغلب المؤشرات الاقتصادية.
وأشارت إلى صعود البورصات العالمية والبورصة المصرية ولكن صعود البورصة المصرية كان يحمل شعارا مختلفا بصعود المؤشر السبعيني الذي يتعامل عليه الأفراد ليسجل قمما تاريخية بعد تحركه على مدار سنوات في اتجاه عرضي أو هابط.

يعقوب: الأفراد اتجهوا لأسهم “السبعينى” فى ظل بحثهم عن عوائد أعلى فى استثماراتهم
ولفتت يعقوب إلى تبدل الأدوار ليتحرك المؤشر الثلاثيني بصورة عرضية خلال عام 2020 وصعود المؤشر السبعيني منذ مارس 2020 ما يقرب من 65% في حين صعد المؤشر الثلاثيني ما يقرب من 20% خلال العام.
وأضافت أن دور المؤسسات أصبح دعم المؤشر الثلاثيني، بينما دخل الأفراد بسيولة جديدة للسوق مما انعكس على صعود أسهم المؤشر السبعيني حيث صعدت بعض الأسهم داخل المؤشر ما يقرب من 600% في ظل أن بعض الأسهم تتداول في مناطق سعرية بعيدة تماما عن قيمها العادلة.
وتابعت أن الأفراد اتجهوا لأسهم المؤشر السبعيني في ظل بحثهم عن عوائد أعلى في استثماراتهم، واستقبلت البورصة هذه السيولة واتجهت للمؤشر السبعيني ودعمت أسهمه.
وأكدت يعقوب أن طبيعة المستثمر في أسهم المؤشر السبعيني تختلف عن المستثمر في أسهم الثلاثيني الذي يتعامل عليه المؤسسات والأجانب وتتحرك أسهمه نتيجة توجهات هذه المؤسسات ونتائج الأعمال المتعلقة بهذه الشركات.
ورجحت يعقوب أن يشهد المؤشر السبعيني عمليات جني أرباح بعد وصوله لمستويات التشبع الشرائي، ومن المتوقع أن يشهد تحركات عرضية بالربع الثاني من العام الماضي.
وقال عادل عبد الفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، إن أسهم المؤشر السبعيني تشهد نشاطا أكثر من أسهم المؤشر الثلاثيني في الآونة الأخيرة، وهو ما اعتبره وضعا غير آمن نظرا لأنه معتمد على الأفراد.
وأشار إلى أن نشاط السبعيني يتمثل في ضخ سيولة بقوة في المؤشر وعمليات عرض وطلب ليس إلا، موضحا أن نشاط المستثمرين الأفراد موجود على مستوى العالم وليس في السوق المصري فقط.
وأوضح عبد الفتاح أن بعض الركود الذي يشهده النشاط الاقتصادي جعل الأفراد يبحثون عن مخرج من استثماراتها وذلك عن طريق ضخ استثماراتها في البورصة.
ولفت إلى أن فرق مضاعف الربحية للمؤشر الثلاثيني والمؤشر السبعيني كبير، متوقعا اقتراب عودة الاهتمام للمؤشر الثلاثيني، حيث أن بعض الأسهم في المؤشر السبعيني اقتربت من أسعارها الحقيقية قبل الصعود.
وقال إن الأسهم الحقيقية ذات أساس مالي قوي ستعود لها السيولة مرة أخرى خاصة أسهم البنوك.