أسعار النفط تقفز 5% ومخاوف من تأثر الإمدادات وسلاسل التوريد العالمية
أدى جنوح سفينة حاويات بالقرب من المدخل الجنوبى لقناة السويس إلى تعليق الحركة الملاحية فى القناة فى كلا الاتجاهين منذ مساء أمس الأول.
وأصاب تعليق الحركة الملاحية فى القناة التى يمر عبرها نحو 10% من تجارة العالم إلى اضطرابات فى قطاع الشحن العالمى وسط مخاوف من استمرار الوضع لعدة أيام، الأمر الذى قد يدفع السفن للدوران حول أفريقيا للوصول إلى مقاصدها النهائية فى آسيا وأوروبا ما سيستغرق فترة إضافية قد تصل إلى أسبوع ويتسبب فى تضرر الإمدادات وسلاسل التوريد العالمية.
وعلى الفور ارتفعت أسعار البترول العالمية بمعدل 1% فى التعاملات الصباحية بعد انتشار أنباء جنوح السفينة وتوقف الحركة الملاحية، قبل أن يقفز خام برنت بمعدل 5.5% عند الساعة التاسعة بتوقبت القاهرة ليصل إلى 64.2 دولار للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمعدل 5.1% ليصل إلى 60.9 دولار عند نفس التوقيت.
واستمرت جهود تعويم السفينة إيفر جرين التابعة لشركة إيفر جيفن التايوانية البالغ وزنها 224 ألف طن، طيلة يوم أمس وحتى كتابة هذه السطور، واستخدمت هيئة قناة السويس أكثر من 8 قاطرات لإعادتها إلى المجرى الملاحى للقناة.
وتقول مصادر الشحن إن التأخير أدى إلى تعطيل الرحلات المنتظمة عبر القناة، والتي تعد واحدة من نقاط الاختناق المهمة في العالم وأسرع طريق بحري بين آسيا وأوروبا.
ونقلت رويترز عن شركة كبلر لحلول بيانات السلع أن أكثر من 20 ناقلة نفط تحمل الخام والمنتجات المكررة تضررت من الاضطرابات.
وقالت الوكالة إن بيانات تتبع السفن على رفينيتيف أظهرت أن قناة السويس هي أيضا طريق رئيسي لناقلات الغاز الطبيعي المسال التي تنقل الإمدادات وأن سبع سفن للغاز الطبيعي المسال كانت عالقة أمس، ويمكن أن يكون لأي تأخير تأثير غير مباشر على أسعار الغاز الطبيعي المسال والغاز في أوروبا.
وأظهرت بيانات تتبع السفن على رفينيتيف أن هناك أكثر من 13 سفينة حاويات راسية حول السويس مع انتظار اثنتين أخريين على الأقل في البحر المتوسط.
وقال أكبر خط حاويات في العالم ايه.بي. مولر ميرسك إن سبعة من سفنها تأثرت حتى الآن، مضيفة أن “أربعة منها عالقة في القناة بينما ينتظر الباقون لدخول الممر”.
ونقلت رويترز عن مصادر ملاحية أنه إذا طال التأخير، فمن المحتمل أن تبدأ السفن في تغيير مسارها حول أفريقيا، الأمر الذي يستغرق أسبوعًا أطول للملاحة، إذا لم تتمكن من الإبحار عبر القناة.
قال كريس إيفانز، المتخصص في سلسلة التوريد الدولية لدى شركة الخدمات الاحترافية كولييرز لرويترز “ستكون الساعات الأربع والعشرون القادمة حاسمة في تحديد التأثير على المدى الطويل” مضيفا أنه إذا كان هناك تأخير كبير، فمن المحتمل أن رأس الرجاء الصالح سيكون بمثابة طريق بديل للحفاظ على سير الأمور”.
ويأتى تعطل أقصر طريق ملاحى بين الشرق والغرب فى وقت تعانى فيه حركة الشحن العالمية بسبب وباء كورونا، واشتعال أسعار الشحن حول العالم نتيجة الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا والطلب المتزايد على سلع التجزئة من قبل المستهلكين التى أدت إلى اختناقات لوجستية أوسع في جميع أنحاء العالم لخطوط الحاويات والإمدادات في الأشهر الأخيرة.
وذكرت الشركة التايوانية في بيان أمس أن جنوح سفينة الحاويات يرجع على الأرجح إلى هبوب رياح قوية مفاجئة.
وقالت “إفرجرين”، التي تستأجر سفينة الحاويات لمدة محددة، إن الجهة المالكة للسفينة أبلغتها أنها تعتقد أن ما حدث كان نتيجة “رياح قوية مفاجئة تسببت في انحراف جسم السفينة عن المجرى المائي والارتطام بالقاع والجنوح”.
وأضافت: “حثت الشركة مالك السفينة على الإبلاغ عن سبب الحادثة ووضع خطة مع الوحدات المعنية، مثل هيئة قناة السويس، لمساعدة السفينة في الخروج من المشكلة بأسرع ما يمكن”.