عرضت سفينة شحن بحجم ناطحة سحاب جنحت فى قناة السويس المصرية حركة الشحن العالمية لمزيد من الخطر، اليوم الخميس، حيث تعطل ما لا يقل عن 150 سفينة أخرى بحاجة إلى المرور عبر الممر المائى المهم فى انتظار إزالة العائق، حسبما قالت السلطات.
وكانت السفينة إيفر غيفن، التى ترفع علم بنما وتنقل البضائع بين آسيا وأوروبا، قد جنحت يوم الثلاثاء فى القناة الضيقة التى صنعها الإنسان وتفصل القارة الأفريقية عن شبه جزيرة سيناء.
ومن ذلك الحين، لم تسفر الجهود المبذولة لتحرير السفينة باستخدام الجرافات والحفر ومساعدة المد العالى عن دفع سفينة الحاويات جانبا.
وبدأت السلطات العمل مرة أخرى لتحرير السفينة صباح اليوم الخميس بعد توقفه ليلا، بحسب مسؤول فى هيئة القناة المصرية.
وحتى الآن، تحاول الجرافات إزالة الطمى من حول السفينة الضخمة، بينما تقوم زوارق سحب موجودة بجانبها بدفع السفينة برفق، فى محاولة لإكسابها قوة دافعة.
ومن على الشاطئ، تقوم جرافة واحدة على الأقل بالحفر فى الضفاف الرملية للقناة، ما يشير إلى أن مقدمة السفينة قد اصطدمت بها.
وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت، التى تدير السفينة إيفر غيفن، إن طاقم السفينة المكون من 25 فردا سالمون جميعا.
من جانبها قالت شركة “ليث إيجنسيز”، مزود الخدمات فى القناة، إن 150 سفينة على الأقل تنتظر تخليص السفينة إيفر غيفن، بما فى ذلك سفن بالقرب من بورسعيد على البحر المتوسط وميناء السويس على البحر الأحمر، وتلك العالقة بالفعل فى مجرى القناة فى البحيرات المرة.
أضافت ليث إيجنسيز أنه سيتم عكس اتجاه سفن الشحن الموجودة بالفعل خلف أيفر غيفن فى القناة جنوبا إلى ميناء السويس لإخلاء القناة.
وتأمل السلطات أن تفعل الشيء نفسه مع إيفر غيفن عندما تتمكن من تخليصها.
وقالت شركة إيفرغرين مارين، وهى شركة شحن كبرى مقرها تايوان تقوم بتشغيل السفينة، فى بيان إن السفينة إيفر غيفن جنحت بفعل الرياح القوية لدى دخولها القناة من البحر الأحمر، لكن لم تغرق أى من حاوياتها.
وأشار تقرير أولى إلى أن السفينة عانت من انقطاع التيار الكهربائى قبل الحادث، وهو أمر نفته شركة برنارد شولت شيب مانجمنت اليوم الخميس.
وقالت الشركة إن “التحقيقات الأولية تستبعد أى عطل ميكانيكى أو عطل فى المحرك كسبب للجنوح”.
حادث يوم الثلاثاء هو ثانى حادث كبير تكون السفينة إيفر غيفن ضالعة فيه فى السنوات الأخيرة.
وفى عام 2019، اصطدمت سفينة الشحن بعبارة صغيرة راسية فى نهر إلبه بمدينة هامبورغ الساحلية الألمانية.
وألقت السلطات فى ذلك الوقت باللوم على الرياح القوية فى الاصطدام الذى ألحق أضرارا بالغة بالعبارة.
ويمكن أن يؤثر الإغلاق على عمليات شحن النفط والغاز إلى أوروبا من الشرق الأوسط، والتى تعتمد على القناة لتجنب الإبحار حول أفريقيا.
ووصل سعر خام برنت القياسى لأكثر من 63 دولارا للبرميل اليوم الخميس.
وبشكل عام، قدرت مجلة الشحن الشهيرة “لويدز” أن كل يوم يتم فيه إغلاق قناة السويس يعطل أكثر من 9 مليارات دولار من البضائع التى يجب أن تمر عبر الممر المائي. قالت المجلة إن ربع حركة قناة السويس اليومية تأتى من سفن حاويات مثل إيفر غيفن.
وتعتبر إيفر غيفن، التى تم بناؤها فى عام 2018 بطول يقارب 400 متر وعرض 59 مترا، من بين أكبر سفن الشحن فى العالم، ويمكنها حمل حوالى 20 ألف حاوية فى وقت واحد.
وكانت السفينة موجودة قبل الحادث فى موانئ بالصين قبل أن تتجه نحو روتردام فى هولندا.
وتوفر قناة السويس، التى تم افتتاحها عام 1869، رابطا مهما للنفط والغاز الطبيعى والبضائع. كما لا تزال واحدة من أكبر مصادر العملات الأجنبية فى مصر.
المصدر: الإسماعيلية، مصر (أ ب)