تعد قناة السويس التى تعرقلت الملاحة فيها منذ يوم الثلاثاء الماضى شريان الحياة لمصر والعالم والطريق التجارية الأكثر استخداما ويمر بها أكتر من 10 إلى 12% من التجارة العالمية.
وتشهد القناة بانتظام ومنذ افتتاحها قبل 150 عامًا، عمليات توسعة وتحديث لتواكب التطور الكبير فى أحجام السفن الناقلة للبضائع.
وأغلقت القناة 5 مرات على مدار تاريخها وسجلت المدة الأطول للإغلاق نحو 8 سنوات إبان حرب 1967 وحرب أكتوبر، 1973 إلى أن أعلن الرئيس الراحل أنور السادات فى خطابه التاريخى فى مجلس الشعب ( 29 مارس 1975) إعادة فتح قناة السويس، وفى 5 يونيو 1975 تم فتح القناة أمام حركة الملاحة العالمية.
وشهدت قناة السويس عام 2015 توسعة كبيرة مدّت طول المجرى الملاحى إلى 193,30 كيلومترًا وزادت عمقه إلى 24 مترًا، فأصبح قادرا على استقبال ناقلات عملاقة بسعة 240 ألف طن وبعمق يصل إلى 20,1 مترا وأطلقت الحكومة اسم “قناة السويس الجديدة” على المجرى الموسع.
اقرأ ايضا – السفينة العالقة فى قناة السويس تعرض الشحن العالمى للخطر
وأنشئت قناة السويس الجديدة من الكم 60 إلى الكم 95 بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى والبلاح بطول إجمالى 37 كم (إجمالى أطوال المشروع 72 كم).
وتعد القناة مصدر دخل حيوى للنقد الأجنبي لمصر حيث حققت إيرادات بقيمة 5.61 مليار دولار خلال العام الماضى والذى يعد ثالث أعلى إيراد سنوى على مدار تاريخ القناة، حيث عبرت قناة السويس نحو 18829 سفينة بإجمالى حمولات صافية قدرها 1.17 مليار طن، وهو ثانى أعلى حمولة سنوية صافية فى تاريخ القناة.
وعلى الرغم من جائحة كورونا نجحت قناة السويس فى جذب العديد من الخطوط والشركات الملاحية التى لم تكن تعبر القناة، وزيادة الحصة السوقية للقناة على بعض الطرق التى لا تمثل لها القناة الاختيار الأول، وذلك بجذب 4087 سفينة محققة إيرادات قدرها 930 مليون دولار تمثل 16.6% من إجمالى حصيلة إيرادات قناة السويس خلال العام الماضى.
وتشير التوقعات إلى امكانية أن تتضاعف حركة المرور بالقناة بحلول عام 2023 خصوصا في ظل وجود اتجاهين للمرور عبر الممر ما يساعد على تقليل أوقات الانتظار.
وتعد قناة السويس أسرع طريق بحرى لنقل غالبية النفط من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، فالرحلة بين الموانئ في الخليج ولندن، على سبيل المثال، تُقطع إلى النصف تقريبًا عند المرور عبر قناة السويس مقارنةً بطريق رأس الرجاء الصالح عبر الطرف الجنوبي للقارة الافريقية.
ومعظم الشحنات المتجهة من الخليج إلى أوروبا الغربية نفطية أمّا في الاتجاه المعاكس، فأغلب ما يتم نقله من أوروبا وأميركا الشمالية إلى الشرق الأقصى وآسيا هو السلع المصنعة والحبوب.
محطات فى تاريخ القناة
في أيام الفراعنة، كانت قناة أولى تصل خليج السويس بدلتا النيل، لكن لم يتمّ استخدامها في ما بعد بسبب كلفة تنظيفها من الرمال الكبيرة.
في 1854، أعطى سعيد باشا الذي أصبح نائبا للملك في مصر، دفعا للمشروع عبر توقيع تنازل للمتعهد والدبلوماسي الفرنسي فردينان دو لوسيبس الذي أنشأ شركة السويس.
وكان المشروع يهدف الى وصل البحرين الأحمر والمتوسط. وتطلب العمل فيه عشر سنوات (1859-1869)، وعمل فيه مليون مصري مات منهم الآلاف خلال الورشة.
تمّ افتتاح القناة في عام 1869 في احتفال ضخم في حضور زوجة نابوليون الثالث الامبراطورة أوجيني.
وكان طولها 164 كيلومترًا وعمقها ثمانية أمتار. وكانت تتسع لسفن بسعة 5000 طن وعمق يصل إلى 6,7 أمتار، وكانت تلك مقاييس الجزء الأكبر من أساطيل العالم في ذلك الوقت، وفقا لهيئة قناة السويس.
في عام 1887، تم تحديث القناة للسماح بالملاحة أثناء الليل، ما ضاعف من قدرتها.
في 1956، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم الممر المائي الذي كانت تديره بريطانيا وفرنسا، انطلاقا من مفهوم القومية العربية ورفضا للاستعمار، وتسبب ذلك بأزمة دولية انتهت بهجوم شنته إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر.
وتعرضت القناة خلال الحروب العربية الإسرائيلية في 1967 و1973 لأضرار وتم إغلاقها لأشهر عدة. ثم نزعت منها الألغام وأعيد العمل بها.
في العام 2015، شهدت القناة المصرية حركة توسعة كبيرة وتم اطلاق عليها قناة السويس الجديدة.