اتفقت لجنة من الخبراء الفنيين لدى مجموعة الدول المصدرة للبترول وحلفائها “أوبك بلس” على خفض تقديرات الطلب على البترول لعام 2021، مما يشير إلى نظرة أكثر سلبية للسوق قبل أيام فقط من اتخاذ المجموعة قرارا بشأن سياسة الإنتاج.
وتقدر اللجنة الفنية الآن أن الطلب العالمي على البترول سيبلغ 5.6 مليون برميل يوميا هذا العام، بانخفاض عن 5.9 مليون برميل في السابق، بحسب المندوبين والوثائق التي أطلعت عليها وكالة أنباء “بلومبرج”.
وتأتي المراجعة، التي تؤثر بشكل أساسي على الأشهر القليلة المقبلة، في أعقاب توصية من الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو بأن التحالف يجب أن يظل حذرا للغاية.
وفي الاجتماع السابق، أدى هذا الشعور بالحذر إلى اتخاذ قرار مفاجئ بالإبقاء على جميع قيود إنتاج المنظمة تقريبا، بدلا من تعزيز الإنتاج تحسبا للتعافي الاقتصادي من الجائحة.
ويعتقد تحالف “أوبك بلس” أن القرار تم تبريره منذ ذلك الحين ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتخذ المنظمة موقفا مماثلا هذا الأسبوع.
وأشارت اللجنة الفنية بقلق إلى أنه على الرغم من تسارع معدل توفير اللقاح المضاد لكورونا في جميع أنحاء العالم، إلا أن هناك عددا متزايدا من الإصابات المؤكدة بالفيروس حول العالم، فضلا عن أن هناك العديد من المناطق التي أعادت فرض إجراءات الإغلاق وقيود على السفر.
ويكون الانخفاض أكثر وضوحا في الفترة بين شهري أبريل إلى يونيو، عندما يكون متوسط الاستهلاك بمقدار مليون برميل يوميا أقل من التوقعات السابقة.
وهذا يعني أن الهدف الأساسي للكارتل على مدى الأشهر القادمة- الذي يتمثل في خفض مخزونات الوقود الزائدة التي تراكمت خلال فترة تفشي الوباء- لن يحدث إلا ببطء ما لم يتم الحفاظ على تخفيضات الإنتاج بالقرب من المستويات الحالية.
وأظهر الطلب على الوقود في الولايات المتحدة علامات قوية على الانتعاش، لكن عودة ظهور الوباء قوضت هذا التعافي في أماكن أخرى، حسبما أشارت بلومبرج.
وقال توربيورن تورنكفيست، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة تجارة البترول “جانفور”، في مقابلة: “نظرا لتطور الوباء، خاصة في أوروبا، كان نمو الطلب أبطأ كثيرا في العودة. أما الولايات المتحدة فهي تبدو في الواقع جيدة جدا، لكن مخزونات البترول لا تنخفض بالسرعة التي كنا نعتقدها”.
وفي الأيام التي أعقبت اجتماع 4 مارس، عندما صدم تحالف “أوبك بلس” السوق بالحفاظ على معظم تخفيضات الإنتاج، ارتفع سعر خام برنت إلى 70 دولارا للبرميل.
ومع ذلك، سرعان ما تلاشى هذا الارتفاع مع إعادة فرض أجزاء من أوروبا عمليات الإغلاق لاحتواء سلالة خبيثة جديدة من فيروس كورونا، في حين واجهت الهند والبرازيل تفشي الوباء بشكل أسوأ.
وتباطأت مشتريات البترول الخام في آسيا حيث فشل الموسم السياحي الباهت في تحفيز الطلب على الوقود، وفي غضون ذلك، تضخمت إمدادات البترول مع زيادة صادرات إيران إلى الصين في خطوة تتحدى العقوبات الأمريكية.
وقال تورنكفيست: “أسعار البترول ستبقى كما هي عند 65 دولار للبرميل”، مشيرا إلى أنه يعتقد أن أوبك بلس ستدافع عن مستوى السعر هذا.