حرصت نحو 400 قناة تليفزيونية محلية وعالمية وكاميرا تصوير خاصة بمراسلى الصحف المختلفة على تصوير ومتابعة موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط.
وتم تخصيص 22 عربة مصفحة بطراز مصرى قديم لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير، الذى مكثت به مايزيد عن قرن، إلى متحف الحضارة بالفسطاط، حيث تقل كل عربة مومياء ملكية، وتصدر الموكب العجلات الحربية التى ستجرها الخيول، ويرتدى قائد كل عجلة حربية الزى المصرى القديم.
ويخرج الموكب من المتحف المصرى بالتحرير، الذى تم تطوير ميدانه بوضع مسلة و4 كباش أثرية الى جانب توحيد لون دهانات وجهات العمارات به، باتجاه الكورنيش من جاردن سيتى ثم القصر العينى والمنيل ومصر القديمة ثم سيتخذ الكوبرى المؤدى لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
وقام أساتذة وطلاب كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلوان بأعمال التجميل الفنى لجداريات، ميدان سيمون بوليفار حتى سفارة ايطاليا، طريق موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، ليخرج بمستوى يليق بعظمة الحضارة المصرية، وبالقيمة الكبيرة للمومياوات الملكية والآثار المصرية القديمة.
واعتمد تصميم هذه الجداريات، على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية تراعى الأصول الفنية والمعان الرمزية والتعبيرية، وبأسلوب فنى حديث يتماشى مع المجتمع المصرى المعاصر، حيث بدت الرسوم مظللة لتشبه النقش البارز المتبع فى الآثار المصرية القديمة، وتم اختيار ألوان هادئة يغلب عليها اللون البنى أشبه بالمينوكروم؛ حتى تتماشى مع طبيعة الحجارة والألوان المستخدمة فى البانرات والعربات الخاصة بالمومياوات الملكية، كعنصر من عناصر التصميم فى الرسم على الحجارة.
وكانت الحضارة المصرية تهتم بالمواكب الملكية كجزء من الترويج للملك، بحيث يكون الموكب مبهرا للشعب، ويكون له طقوسه المرتبطة بمناسبته، بداية من المواكب الدينية باعتبار الملك ممثل للآلهة، وحتى مواكب الأعياد، وأخيرا الموكب الجنائزى الذى كانت له طقوسه الخاصة.
ويستقبل المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط 22 مومياء ملكية ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، كما استقبل فى شهر يوليو الماضى 17 تابوتا ملكيا.
ويعد المتحف القومى للحضارة المصرية من أهم المشروعات التى تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو؛ ليصبح من أكبر متاحف الحضارة فى مصر والشرق الأوسط ذى رؤية جديدة للتراث المصرى العريق، ويضم المتحف مركزا لترميم الآثار مجهزا بأحدث الأجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالآثار، كما يعد هو المتحف الوحيد فى مصر الذى يحتوى على جهاز الكربون المشع (C14) ومعمل لـ(DNA)، ووحدة “انوكسيا”.
أ ش أ