أعلنت شركات صناعة السيارات العالمية تسجيل مبيعات قوية فى الربع الأول من عام 2021، بدعم من طلب المستهلكين، وذلك بعد المعاناة طويلة والنقص المستمر فى رقائق أشباه الموصلات الذى أدى بدوره إلى إغلاق بعض مصانع تجميع السيارات.
وتوقع المحللون ارتفاع المبيعات فى جميع أنحاء الصناعة بنحو 8% أو 9%، مقارنة بالربع الأول من عام 2020، عندما بدأ تفشى الوباء فى إجبار الوكلاء ومصانع السيارات على الإغلاق فى مارس.
ومع ذلك، تفوق العديد من صانعى السيارات على تلك التوقعات، رغم الظروف الصعبة، حسبما ذكرت شبكة “سى. إن. بى. سى” الإخبارية الأمريكية.
وحققت شركات صناعة السيارات الأقل اعتماداً على مبيعات الأسطول للعملاء من الشركات والحكومة فى الولايات المتحدة مبيعات أفضل فى الربع الأول، فقد سجلت مبيعات المصنعين فى ديترويت تحسناً مكوناً من رقم فى خانة الآحاد، مقارنة بالربع الأول من عام 2020، بينما سجل المصنعون غير الأمريكيين ارتفاعات كبيرة.
وأعلنت شركة “جنرال موتورز” ارتفاع مبيعات التجزئة للمستهلكين الأفراد بنسبة 19% فى الربع الأول، بينما انخفضت مبيعات الأسطول للعملاء من الشركات والحكومة بنسبة 35% عن العام السابق، متوقعة استمرار مرونة طلب المستهلكين طوال العام.
وقالت إيلين باكبرج، كبيرة الاقتصاديين فى “جنرال موتورز”، فى بيان: “ثقة المستهلك والإنفاق سيستمران فى الزيادة؛ بسبب التحفيز، وارتفاع معدلات التطعيم وإعادة فتح الاقتصاد تدريجياً، وبالتالى يجب أن يظل الطلب على السيارات قوياً طوال العام”.
وبدأ صانعو السيارات وموردو قطع الغيار التحذير من نقص أشباه الموصلات أواخر العام الماضى، بعد انتعاش الطلب على المركبات بشكل أقوى من المتوقع، بعد إغلاق مصانع الإنتاج لمدة شهرين فى الربيع الماضى؛ بسبب تفشى الجائحة.
وتعتبر رقائق أشباه الموصلات مكونات مهمة للغاية بالنسبة لأنظمة المعلومات والترفيه ونظام التوجيه المعزز والمكابح الخاصة بالمركبات الجديدة، فضلاً عن أنظمة أخرى؛ حيث يمكن أن تحتاج تلك الأنظمة إلى أحجام وأنواع مختلفة من الرقائق.
ومن الجدير بالذكر، أنَّ شركة “هيونداى” تأثرت بنقص الرقائق بشكل أقل من غيرها، مثل شركات صناعة السيارات فى ديترويت؛ حيث أعلن كل منها عن تخفيضات كبيرة فى إنتاج المصانع المحلية.
وأعلنت شركة “فورد”، مؤخراً، عن خطط لخفض الإنتاج فى ستة مصانع فى أمريكا الشمالية؛ بسبب تلك المشكلة، بما فى ذلك المنشآت التى تنتج شاحنات بيك آب المربحة للغاية.
وتقدر شركة الاستشارات “أليكس بارتنرز” أن نقص الرقائق من شأنه خفض إيرادات صناعة السيارات العالمية بمقدار 60.6 مليار دولار هذا العام.