فى ظل تعافى الصين من أسوأ معاركها ضد وباء “كورونا” وعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، تمكنت شركات الطيران الصينية من فعل ما لم تتمكن شركات الطيران العالمية الأخرى من فعله وسط عمليات إغلاق البلاد والحدود، وهو الاستفادة من قاعدة كبيرة من الركاب المحليين.
ولكن على الرغم من أن حركة الركاب للسفر الجوى داخل الصين أظهرت انتعاشاً ملحوظاً، سجلت أكبر 3 شركات طيران فى البلاد خسائر فادحة فى الربع الأول من عام 2021، فهى لم تستطع إضافة سوى ما يصل إلى 2.2 مليار دولار.
وتأتى شركة “تشاينا ساوثرن إيرلاينز” ضمن شركات النقل الثلاث، التى أعلنت عن نتائجها الفصلية مؤخراً، فهى الشركة الوحيدة التى سجلت نمواً فى الإيرادات، لكنها زيادة بنسبة 0.5% فقط عن الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، لتصل إلى 21.25 مليار يوان صينى “أى 3.28 مليار دولار أمريكى”.
وقد أعلنت كل من شركتى “تشاينا إيسترن إيرلاينز” و”إير تشاينا” عن نتائجهما الفصلية أيضاً، فقد سجل كل منهما خسارة بنسبة تزيد عن 10% على أساس سنوى، حسبما نقلت مجلة “نيكاى آسيان ريفيو” اليابانية.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، نقلت شركات الطيران الثلاث نحو 55 مليون مسافر، بزيادة 47% عن نفس الفترة من العام الماضي، عندما كان الوباء متفشياً فى البلاد.
ورغم أن حركة الركاب المحلية كانت لا تزال أقل بنحو 30% عن الربع الأول من عام 2019- قبل عام من بدء الوباء- إلا أن التعافى كان كبيراً مقارنة بشركات الطيران العالمية الأخرى، خاصة عند المقارنة مع خطوط “كاثى باسيفيك” الجوية فى هونج كونج والخطوط الجوية السنغافورية، فكلا الشركتين لا يجرى رحلات داخلية.
وفى الوقت نفسه، أدى ارتفاع الطلب العالمى على المعدات الطبية المرتبطة بالوباء ونمو التجارة الإلكترونية إلى زيادة عمليات تسليم البضائع لشركات الطيران الثلاث بنسبة 29%، لتصل إلى 849.4 ألف طن فى الربع الأول، لكن هذا النمو لم يكن كافياً لتعويض انخفاض الإيرادات فى أى جزء آخر.
ويمكن أن تُعزى الأرقام البطيئة إلى الأداء المخيب للآمال خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة فى منتصف فبراير، حيث تعتبر فترة النقل الخاصة البالغة 40 يوماً، التى تحددها الحكومة الصينية سنوياً، ذروة موسم السفر، فشركات النقل تستطيع ملء كافة مقاعدها رغم ارتفاع أسعار التذاكر، لكن الحكومة لم تشجع الناس هذا العام على الطيران.